حكايات| جويرية «سوبر دوبليرة» مصرية.. الجرأة حلوة مفيش كلام

جويرية .. سوبر دوبليرة في أفلام الأكشن
جويرية .. سوبر دوبليرة في أفلام الأكشن

أن تكون مرّة شجاعًا وأخرى حذرًا فهذا فن النجاح.. «جويرية إبراهيم» فتاة ذات قلب ميت جريئة لا تهاب المخاطر، جمعت بين الأنوثة والرجولة في آن واحد، تتحدى المستحيل حتى وإن كان على حساب أنوثتها. 


 
في صباح أيام «مشاوير الشغل» تعطي ابنة الـ 25 عامًا ظهرها للمرآة متجاهلة مساحيق التجميل التي تحرص عليها بنات جيلها، فالمهم الثقة في النفس.

 

اقرأ للمحررة : لوحات فنية بتوقيع الشمبانزي «لوزة».. تعليم «فنون جميلة»


أكشن المرأة الخضراء
 

حياة مشابهة للرجل الأخضر مليئة بالانفجارات والهروب والتحدي والإصرار، عاشتها «جويرية» أول فتاة مصرية تعمل في وظيفة «ستانت جيرل» لتنقش حروف اسمها في عالم الأكشن، وتحقق جزءًا من أحلامها وطموحاتها في سن صغير.
 

هنا بين الانفجارات والحرائق والحوادث تقف تلك الفتاة بقلب جرئ لتؤدي مشاهدها بعدما تخرجت في كلية الهندسة المعماري بالأكاديمية البحرية، وتعينت معيدة في الجامعة واتخذت خطوة في تحضير الماجستير؛ لكن شغفها بالعمل كموديل أتاح لها الفرصة في الانطلاق في عالم الأكشن.
 

كانت أول أعمالها هو إعلان أكشن لشركة محمول، وبالصدفة قابلت «أندرو وعمرو مجايزر» واقترحا عليها العمل معهما كـ«ستانت جيرل».
 
 
تقول جويرية إن «الدوبلير شبيه الممثل لكن (الستانت جيرل) دورها أهم لأنها تؤدي كل مشاهد الأكشن التي تخص السيدات، بدءًا من ارتداء الباروكة وملابس العمل، وهنا يتحكم المخرج في زاوية التصوير من خلال قرب الكاميرا أو بعدها».
 
 

 

اقرأ للمحررة :  «فتافيت السكر».. كوكيز «إرادة» على طريقة متلازمة «داون»

 

هروب اضطراري
 

«جراند أوتيل وقعت من على السلم بدل ندى موسى، وكفر دلهاب نطيت من الشباك، وهروب اضطراري طلعت الدور اللي 42 بدل غادة عادل، وكمان نفذت مشهد زحلقة اللوري بالموتوسيكل مع السقا، وشهادة ميلاد طيرت في السما بعد انفجار عربية بدل انجي المقدم، وكسرت زجاج براسي مكان ياسمين عبد العزيز».. جميعها مشاهد تحفظها جويرية جيدًا عن ظهر قلب لأنها ببساطة تركت بصمة في تلك الأفلام دون خوف أو هلع.
 
 

قلب ميت


 
مهنة تعد الأصعب على الإطلاق، وتحتاج إلى قلب جرئ وميت، ومن يريد الالتحاق بها شخص يستغنى عن نفسه، وعليه أن يمارس التمارين والتدريبات واللياقة البدنية، وعليه الالتزام بالتعليمات بدقة حتى لا تتعرض حياته للمخاطر.
 

ومن أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها الشخص الاستجابة إلى الأوامر المطلوبة منه، بالإضافة إلى ممارسة رياضة الباركور – بحسب جويرية – التي تصفها بأنها حركات تقوم بها للانتقال من نقطة لأخرى.
 

ومن الممكن تصوير مشهد أكثر من مرة ليخرج بالشكل المطلوب، وفي حال حدوث خطأ فإنه في الغالب لا يكون منها بل من زاوية الكاميرا، وفي النهاية فإنها مشاهد يجب أن يتم تصويرها عبر أداء الـ «وان شوت»؛ لأنها تكون مكلفة للغاية، فمن الصعب تكرار مشاهد الانفجار أو تكسير الزجاج أو السقوط من مرتفعات عالية.
 

تقول جويرية «عائلتي كانت لا ترحب بالفكرة، ولكن مع إحساسهم بأنني شغوفة بهذه المهنة وافقوا ولكن دائمًا هناك حالة رعب وخوف تسيطر عليهم، ولم اخبرهم بأي تفاصيل للمشاهد حتي لا يمنعوني من التصوير ولكن أدائي للمشاهد يجعل أهلي ينبهرون ويستغربون كيف استطاعت أن انفذ المطلوب مني بهذا الشكل».

 

اقرأ للمحررة : كراكيب رشا.. تحف فنية من روبابيكيا البيوت


 

لحظات فارقة
 


لا تخفي «جويرية» شعورها في بعض الأوقات بالرعب والخوف وعدم القدرة على التراجع عن قراراتها قبل التصوير، فتقوم بتهدئة نفسها والتماسك ومحاولة إثبات الذات، وهنا تحتاج إلى برهة قصيرة تصل إلى 5 دقائق كحد أقصى، لتنعزل عن العالم الخارجي وتستعد لأداء المشهد باحترافية، وفور الانتهاء من المشهد تذهب لعمرو أو أندرو ليحكما على أدائها.

 
أما أصعب المشاهد من وجهة نظر جويرية فكانت فيلم «الأبلة طمطم» أثناء تصوير مشهد تحطيم الزجاج برأسها، ومشهدها في فيلم «هروب اضطراري» والتزحلق أسفل عجلات اللوري، والهروب من الدور 42 بدلا من غادة عادل.
 

«يشجعني الممثلين والممثلات قبل أداء أي مشهد ومعظمهم يمزحون معي وينصحوني ويطمئنون علي، خصوصًا غادة عادل قالت لي: (أنت بتعملي كده إزاي؟.. خلي بالك من نفسك)، والخوف فعلا من قلبهم، والسقا جد جدًا في الشغل ومرح جدًا وقت الهزار وفي كل مرة فور انتهائي من المشهد».
 

في النهاية تحلم «جويرية» بأداء «ستانت جيرل» لنيلي كريم وأمينة خليل ومنى زكي، وخوض تجربة التمثيل في دور ممثلة أكشن؛ لكن العمل يحمل اسمها وبصمتها.