خبراء: «التقليد الأعمى» سبب واقعة « حضن الجامعة»

حضن الجامعة
حضن الجامعة

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي والفضائيات، بعد انتشار مقطع فيديو، يظهر لقطات داخل الحرم الجامعي بجامعة المنصورة، لطالب يحتضن فيه طالبة، وهي الواقعة التي عرفت إعلامياً بــ”حضن الجامعة”. 

وحول أراء خبراء علم النفس والاجتماع عن الواقعة، فقال أستاذ علم النفس د. عاصم حجازي، إن هذا الموضوع، والذي تكرر أكثر من مرة في الفترة الأخيرة ليس بسبب الغرائز كما يظن البعض, وإنما السبب فيه ثقافة أصبحت سائدة بين أوساط الشباب. 

وأضاف أن هذه الثقافة قائمة على التضحية السهلة، والاهتمام بالمظهر على حساب الجوهر، والتقليد الأعمى لكل ما هو مشهور وشائع، وظهرت هذه الثقافة نتيجة لكثير من الأسباب على رأسها تراجع دور الأسرة في الإشراف على أبنائها ومراقبة سلوكهم، بدعوى أنهم أصبحوا قادرين على تحمل مسؤولية أنفسهم، أو أن هذه هي متطلبات الحداثة وهذا هو حال الجيل كله،وينبغي أن نتركهم ليعيشوا أيامهم هذا من جانب 

وأوضح أنه من جانب آخر يتلقي الشاب رسائل متكررة عبر وسائل إعلامية مختلفة، تؤكد أن الشخص البطل ابن البلد الشهم الأصيل لا مانع أن يقف في وسط الشارع، ليقابل فتاة أحلامه بالأحضان ويتم للأسف تقديم ذلك للشباب على أنه أمر طبيعي، ولا ينتقص من قدر البطل، وبالتالي فإن السعي لجذب انتباه الفتاة والاستحواذ على قلبها يتم وفقا للثقافة التي تشبع بها الشاب"..

وأضاف أنه لا يجد الشاب في هذا الوقت من يرشده إلى الطريق الصحيح لتأكيد ذاته وإثبات جدارته، ومن ثم فإنه يلجأ للتعبير عن مدى رغبته في التضحية من أجل فتاة أحلامه، كما أنه يريد أن يؤكد لها بأنه يفخر بارتباطه بها، وأنه سعيد بهذه العلاقة ويريد أن يؤكد على ذلك بإظهار هذه العلاقة أمام الجميع كدليل على تمسكه بها.

وشدد د. عاصم على دور الأسرة في المقام الأول، ودور المؤسسات التربوية والثقافية والإعلامية، في توجيه وإرشاد الشباب إلى الطرق الصحيحة التي ينبغي أن يسلكوها للوصول إلى أهدافهم، والتفرقة بين المنفعة اللحظية والمنفعة الدائمة والتبصر بالعواقب واحترام تقاليد المجتمع.

ومن جانبها، قالت خبيرة التنمية البشرية ومستشارة علاقات أسرية وعاطفية د. ندى الجميعي، إن بعض الشباب يعتقدون أن الحب مثل الأفلام الرومانسية، وان كل من يعشق يتخطى كل القواعد والقيم حتى يصل لحبيبته، وتضحى البنت من أجل هذا الشاب، وهي لا تعرف جيدا أنها تتخطى قواعد الدين والقوانين تحت مسمى الحب، ولا يدركون خطورة هذا الموقف ونظرة المجتمع لهم. 

وأوضحت أن العلاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج هي علاقة تعارف وليست علاقة شبه جنسية، بمعنى أن الرجل لا يحق له أن يلمس جسد المرأة دون الزواج. 

وأشارت إلى أن الأنثى مثل الجوهرة النفيسة في علبه شيك و في مكان مرتفع، حتى لا توضع للمارة و يأتي إلا من يستحقها ويأخذها، فإن أخذت بالشق الديني فهو حرام والزواج الذي يسبقه معصية تقل به البركة، أما من الشق الشخصي فإن الزوج إن لمسك قبل الزواج فهو لا يعرف قيمتك ولا يشعر بقيمة الجوهرة الذي أصبحت معه اخيرا، وستحدث مشاكل كثيرة بينكم لأن الحلم الذي كان يحلم به أنت أعطيتيه بكل سهوله وساعدتيه على تحقيقه قبل ميعاده، المجتمع لا يمنع الحب، ولكن ما فعلوه ضد العرف وتعاليم الدين.

ووجهت د. ندى نصيحة للشباب والفتيات، أكدت فيها على أن الحب الطاهر هو أقوى أنواع الحب.