قصص وعبر| صرخة زوجة.. «جوزي مدمن رنجة وبصل»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

جلست الزوجة أمام أعضاء هيئة مكتب تسوية المنازعات الأسرية تعلو وجهها حمرة الخجل، تتلعثم الكلمات بين شفتيها، ترقبهم بعين زائغة خشية أن تكون شكواها لا تتسم بالجدية اللازمة، ولا تعدو أن تكون "كوميديا"، وبعد دقائق معدودة استجمعت قواها وبصوت هادئ يشوبه الخجل قالت: "جوزي مدمن رنجة وبصل" وأريد الخلع منه.

واستطردت قائلة: لقد تزوجت منذ عام ونصف زواجا تقليديا من زميلي بالعمل، وبعد أسبوع من الزواج اكتشفت أنه يعشق أكل الرنجة والبصل ليلا قبل النوم، طلبت منه ألا يحضرها إلى المنزل حيث إنني حامل ولا أطيق رائحتها، إلا أنه لم يبال ووجدته يتعمد تناولها ليلا ويأوى إلى الفراش، وتعم المنزل رائحة الرنجة والبصل مما يصيبني ذلك بحالة من الغثيان والقيء.

وفي أحد المرات سافرنا إلى إحدى القرى السياحية، ووقعت المفاجأة على رأسي كالصاعقة أثناء قيامي بترتيب الملابس داخل الدولاب المخصص حيث وجدته يخفي كيس به رنجة بين طيات الملابس بالشنطة، لم استطع التحكم في أعصابي وتملكتني حالة من الغثيان والقيء، وظللت أصرخ من تصرفه الغريب، واشطت غيظا من ردة فعله وبرودة كلماته عندما قال لي: "إن أكل الرنجة مش حرام"، ونشبت بيننا مشادة كلامية بسبب سخريته لي وعدم مراعاته بأنني حامل ولا أطيق تلك الروائح دون إرادتي.

وانتهت المشادة بيني وبينه بأنني قررت العودة وتركته بمفرده بالقرية، وتوجهت إلى منزل عائلتي، وطلبت منهم مساعدتي في الحصول على الطلاق منه إلا أن والدي رفض، وتملكني اليأس واتخذت القرار برفع دعوى خلع من هذا الزوج مدمن الرنجة والبصل ليلا، ولا يحترم شريكة حياته، وتعمده مضايقتي دون أن يراعي فترة الحمل التي أمر بها، وبعدما باءت كل محاولاتي معه بالفشل، وعرضت عليه تناول الرنجة والبصل خارج المنزل  إلا أنه لم يعيرني أي اهتمام بل ازداد في عناده وتناوله الرنجة والبصل ليلا.

وأصرت الزوجة على موقفها برفع دعوى الخلع، ومازالت منظورة أمام محكمة الأسرة.