◄| الشركة المنفذة: لا مساس بالأماكن الآثرية.. وزيادة المسطحات الخضراء
◄| طارق الجندي:"إزالة التعديات.. والحفاظ على الطابع المعماري أبرز توجيهات الرئيس"
◄| انتهاء هدم شاطئ فينيسيا و80 كابينة بـ"سميراميس".. ضربة البداية
اطلالتها الساحرة علي البحر المتوسط.. وقصورها الملكية ذات التراث المعماري المميز، ومسطحاتها الخضراء الشاسعة التي تحوي أشجارا ونباتات نادرة.. مقومات نادرا ما تجتمع في مكان واحد، جعلت حدائق المنتزه درة معالم عروس البحر المتوسط.
وبتوجيهات من الرئيس عبد الفتاح السيسي، تشهد الحدائق التي يزيد عمرها علي 100 عام، مخططا شاملا لتطويرها، وتعظيم الاستفادة منها كمقصد سياحي بالمقام الأول، ولتصبح همزة وصل مع مختلف مدن حوض البحر المتوسط.
ووفقا لشركة المنتزه للسياحة والاستثمار، برئاسة اللواء بهاء طاحون، يهدف مشروع التطوير إلي إعادة صياغة المنطقة لتصبح متنزها عالميا وقبلة جديدة للسياحة الوافدة بالبحر المتوسط، ولجميع أفراد المجتمع المصري، مع الحفاظ علي طابعها التراثي والأثري المميز.
شواطئ خلابة وقصور تاريخية
تطل حدائق المنتزه علي 3 شواطئ هي: »عايدة، وفينيسيا، وسميراميس»، وتضم مناطق تاريخية وتراثية منها قصرا السلاملك والحرملك التاريخيان، والصوبة الملكية، وكشك الشاي، والطاحونة، بالإضافة إلي فندق »فلسطين» الذي استضاف القمة العربية الثانية في سبتمبر عام 1964.
وتتوزع علي شواطئها 896 كابينة هي: «عايدة، بردايس، مجمع الغزال، نفرتيتي، نفرتاري، سيتي، الحرملك، سميراميس، كليوباترا، الجزيرة».
وفي أعقاب ثورة 25 يناير، انتهت مدة الانتفاع لعدد كبير من الكبائن، مما دفع شركة المنتزه للسياحة والاستثمار، بإخلاء بعضها وتعديل قيمة الإيجارات المستحقة بما يتناسب مع قيمة الكبائن وموقعها الخلاب.
ومع توجيه الشركة إنذارات بالإخلاء لشاغلي الكبائن، رد معظم الشاغلين بإقامة دعاوي قضائية ضد وزارة السياحة بدعوي التزامهم بدفع الإيجارات المستحقة سنويا وأحقية بعضهم في تجديد العقود بنفس القيمة المالية.
وبحثا عن حل للأزمة، تدخلت الحكومة بتشكيل لجنة لتقييم سعر الإيجار والانتفاع بالكبائن سنويا والتي حددت 1000 جنيه للمتر كقيمة تقديرية مؤقتة.
هدم شاطئ فينيسيا
ومع خطة وزارة السياحة لبدء مخطط التطوير الشامل، تحولت منطقة شاطئ فينيسيا بحدائق المنتزه إلي خلية نحل بواسطة معدات ولوادر وعمال يواصلون العمل علي مدار 24 ساعة.
ورصدت «بوابة أخبار اليوم» في جولة بموقع العمل، بدء هدم منشآت ومباني شاطئ فينسيا من مطاعم وكافتيريات حتي سطح الأرض بعد تردي حالتها الإنشائية علي مدار السنوات الماضية.
وحول الأعمال الجارية، أوضح مصدر بشركة المنتزه أنه سيتم طرح الشاطئ بعد اكتمال أعمال الهدم في مزايدة علنية كحق استغلال لمدة عام واحد فقط قبل بدء تنفيذ مخطط التطوير الشامل، تشمل توفير شماسي وكراسي بالشاطئ الرملي دون إقامة أي منشآت.
هدم 80 كابينة بشاطئ سميراميس
وعلى مقربة من شاطئ فينيسيا، تواصل المعدات واللوادر أعمال هدم 80 كابينة بشاطئ سميراميس، آيلة للسقوط، بعد إخلائها بالقوة الجبرية، تمهيدا لبدء المخطط الشامل لتطوير المنطقة بالكامل.
وتسبب غياب الصيانة لسنوات، في تدهور الحالة الإنشائية لكبائن شاطئ سميراميس، ذات الثلاث طوابق، ما يشكل الانتفاع بها خطر داهم ومحقق لكافة مرتاديها.
واستعانت شركة المنتزه بأحد المكاتب الهندسية الاستشارية المعتمدة لإعداد تقرير فني هندسي عن حالة تلك المنشآت وبيان مدى صلاحيتها الإنشائية.
وأجرى المكتب الهندسي عدة معاينات على الطبيعة للكبائن خلال الفترة من 22 أكتوبر 2017 وحتى 25 أبريل 2018 كشفت عن تدهور حالة الكبائن، لتعرضها لعوامل التعرية لقربها من البحر.
ووفقا للتقرير الهندسي، قامت شركة المنتزه للسياحة والاستثمار مدعومة بقوات من الشرطة بإخلاء شاغلي الكبائن بالقوة الجبرية حفاظا على الأرواح.
تفاصيل مخطط التطوير
وحول تفاصيل مخطط التطوير الشامل، أوضح المهندس طارق الجندي، المدير التنفيذي لشركة جريد الهندسية - المنفذة للمشروع مع إحدي الشركات الفرنسية أن مخطط تطوير حدائق المنتزه سيحول المنطقة التاريخية إلي مقصد سياحي عالمي وحلقة وصل مع دول حوض البحر المتوسط.
وأضاف الجندي في تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم» أن المخطط يشمل إقامة مرسي عالمي للسفن واليخوت لربط المنطقة بحريا مع باقي موانئ حوض البحر المتوسط، وزيادة المسطحات الخضراء، وإنشاء كورنيش مفتوح، فضلا عن برنامج سنوي للفاعليات والأنشطة الثقافية والرياضية داخل الحدائق.
وتابع: أن الرئيس وجه بتحويلها لحدائق ومعلم سياحي، عالمي لجذب السياح.. وجعل الإسكندرية محطة لسياحة الكروز تقف بها السفن كمدن برشلونة ولبنان»، وأشار إلي أنه لن يتم المساس بالمناطق والأماكن الأثرية بحدائق المنتزه.
وأضاف: أنه سيتم الحفاظ علي الطابع المعماري والتراثي لحدائق المنتزه، وكشف عن أن الرئيس وجه بإزالة أي تعديات غير قانونية فورا، وتقليل أي مصادر للتلوث السمعي والبصري.
وأوضح: «أن المسطحات الخضراء لن تقل بل سيتم زيادتها والحفاظ عليالأشجار النادرة الموجودة بل سيتم الاهتمام بها ورعايتها من الأمراض، وإضافة أنواع أشجار أخري موفرة للمياه، مع تنفيذ أنظمة ري حديثة مستدامة باستخدام طاقة نظيفة».
وأشار إلى أن الرئيس السيسي وجه بأن يكون المنتزه لكل شرائح المجتمع المصري، مشيرا إلى أن الصوبة الملكية سيتم تطويرها والمنطقة المحيطة بها، قائلا:"الصوبة الملكية بالمنتزه ذات طابع أثري والوفد الفرنسي عند زيارته لها أشاد بها".
وحول مرسى السفن، أوضح المدير التنفيذي للشركة المنفذة لأعمال التطوير، أنه لم يتم تحديد موقع تنفيذه وما إذا كان سيتم تنفيذه بمرسى الرياضات البحرية من عدمه، لافتا أنه مازال هناك دراسة للتيارات المائية والحواجز المائية الغاطسة الموجودة في حالة جيدة ونرى أن يتم تطويرها لتصبح صالحة لنحو 30 عاما.
وأضاف المدير التنفيذي لشركة جريد الهندسية، أن قصر السلاملك ومجمع الرويال هاوس وكل ما يقع داخل حدود حدائق قصر المنتزه ستدخل ضمن أعمال التطوير.
