بعد الحديث عن النهاية السعيدة للعام الماضى

محمد البهنساوي يكتب: «مصر بلد سياحى».. هل يصبح شعار العام الجديد ؟

الكاتب الصحفي محمد البهنساوي - رئيس تحرير «بوابة أخبار اليوم»
الكاتب الصحفي محمد البهنساوي - رئيس تحرير «بوابة أخبار اليوم»

مطلوب تفعيل: الأعلى للسياحة.. الاتحاد والغرف.. الإصلاح والأجندة التشريعية


آن الأوان لحملة توعية حقيقية واعتبار السائح ضيفًا وليس فريسة


الأسبوع الماضى.. تحدثنا عن مؤشرات الموسم السياحى الجديد للعام الذى بدأ.. ورصدنا كيف أن السياحة المصرية على أعتاب مرحلة انطلاق كبرى للعام الجديد 2019.. بعد ما حققته ليس من تقدم أو نمو إنما تحولات استراتيجية قضت على سلبيات كادت أن تكتب شهادة وفاة صناعة الأمل.

 

فانصلح حال القطاع.. وعادت المياه إلى مجاريها التى جفت بين الوزارة والقطاع الخاص.. مع استعادة ثقة شركائنا الدوليين من جديد.. وبدء صفحة انتظرها الجميع من التعاون الحكومى مع السياحة .


وكانت نتيجة ذلك الأرقام التى تحققت العام الماضى ونسبة نمو اقتربت من 25%.. والأهم فى رأيى والتى تدخل به السياحة العام الجديد وجود طلب كبير على مصر بمختلف الأسواق.. وإذا كنا سردنا الأسبوع الماضى تفاصيل كل هذا.. فاليوم نحاول تقديم بعض الأفكار والمقترحات لجنى ثمار ما تحقق ويتحقق.. وبدء عهد جديد لصناعة الأمل.


وإذا كان هدف وزيرة السياحة د.رانيا المشاط الرئيسى أن تجعل السياحة مسارا رئيسيا بمصر يلتف حوله الجميع.. فهذا البداية الصحيحة للطريق.. منتهاه أن تصبح مصر بلدا سياحيا على حق وليس بالكلام أو الشعارات.. ورغم صعوبة هذا الهدف الذى نتحدث فيه من عقود وليس سنين.. لكن هناك بادرة أمل حقيقية لتحقيقه من تعاون حكومى غير مسبوق وبدء تناغم مع القطاع الخاص.

 

وفكرة أن تصبح مصر بلدا سياحيا باعتبار السياحة المجال الاقتصادى الأهم الذى نتملك فيه قدرة فائقة على المنافسة.. فعندها نسخر كل الإمكانيات لصالح السياحة لتصب فى مصلحة مصر العليا.. يتماشى معها تفعيل حقيقى للمجلس الأعلى للسياحة بآلية انعقاد دورية وتنفيذ قراراته التى يتم وضعها بدراسة متأنية ومعاونة من الجميع.. وأى قرار يتم اتخاذه على أى مستوى توضع مصلحة السياحة فى الاعتبار.. وأن ندرس المشاكل التى تواجه تلك الصناعة مع جدول زمنى لحلها.


والأهم هنا لتحقيق هذا الهدف أن يشعر المواطنوان بأهمية السياحة كما تخطط الوزيرة حاليا.. وأن يدركوا أنها خير لهم جميعا.. ويرتبط بهذا آلية قانوينة قوية وصارمة تعاقب كل من يسيئ معاملة السائح أو يحاول استغلاله.. فلا يمكن فى بلد سياحى أن يتحول السائح إلى فريسة الكل يحاول نهبها ونهش جسدها.. وأعتقد أنه آن أوان إطلاق حملة توعية سياحية حقيقية لمختلف فئات الشعب بمن فيهم العاملون بالمشروعات السياحية والمحتكين بالسائح.


وإذا كنا تحدثنا عن عودة التعاون بين الوزارة والقطاع الخاص.. واليوم تحديدا تكتمل المجالس المنتخبة بانتخاب مجلس إدارة اتحاد الغرف السياحية بعد 3 سنوات من العمل بلجان تسيير الأعمال.. فهنا لابد من بداية جديدة لمنظومة تنسيقية على أعلى مستوى ليرفع الجميع شعار « المركب الواحد » الذى يجب أن يشعر الكل أنه فيه فإذا غرقت غرق الجميع وإذا نجت فازوا.

 

لابد أن يكون اتحاد الغرف مظلة حقيقية للقطاع بأثره.. مع تواصل مطلوب وفعال مع جمعيات الاستثمار.. يضع استراتيجية قوية بمشاركة حقيقية من الكل مع آليات ملزمة ومقنعة لتنفيذها.


البرلمان أيضا له دور.. ويزداد الأمل بوجود الخبير السياحى عمرو صدقى على رأس لجنة السياحة بخبرته وفكره وفهمه وحبه للعمل العام.. فلنجعل العام الجديد عام تغيير القوانين الحاكمة لصناعة السياحة والتى مر عليها عقود ولم تعد فى معظمها صالحة لزمننا هذا.. ووجود عمرو صدقى والقيادات الحالية بالوزارة والغرف تضمن تنسيقا قويا ووضع أجندة تشريعية تعيد بعث القطاع من جديد.


وفى التحرك الخارجى خاصة التنشيط والتسويق.. أكرر أنها فرصة أيضا بفكر الوزيرة د.رانيا المشاط بالعمل الجماعى وإشراك القطاع الخاص أن نسير فى عدة إتجاهات.. أولها المشاركة فى وضع الخطة التسويقية وحملة الدعاية الخارجية.. وثانيها الاستفادة من الحملات التى ينفذها القطاع الخاص لتكون حملة مصر كلها تعزف سيمفونية واحدة.. ولابد من خطة قوية مدروسة لتحويل شعار فتح أسواق جديدة إلى واقع ملموس.

 

وهنا الدور المهم للاتحاد والغرف السياحية.. وأيضا تحرك مختلف بالأسواق التقليدية وفى مقدمتها أوروبا خاصة مع حالة التعطش لزيارة مصر والإقبال الكبير على الحجز للمدن المصرية بمختلف الأسواق.. أى أننا ننتظر من القطاع تحركا بآليات وحل لمشاكل الأسواق الواعدة مثل الصين والهند والأمريكتين.


وبمناسبة الأسواق التقليدية فهناك بشرى كبرى رصدناها الأسبوع الماضى بالعودة القوية للسوق الفرنسى.. وهنا يجب أن نستغل إعلان عام 2019 عام الثقافة والسياحة المصرية الفرنسية.. الذى تم إطلاقه خلال زيارة الرئيس السيسى لفرنسا قبل شهور.

 

فرصة ذهبية لسوق مهم نتمنى ألا تضيع.. وأيضا ما أشرنا إليه من احتلال القاهرة مقدمة المدن التى تشهد إقبالا كبيرا فى عام 2019 وهى فرصة أيضا أن تبادر وزيرة السياحة بوضع إعادة الرونق السياحى للقاهرة على رأس أولويات الحكومة والقطاع الخاص بعد سنوات من غياب العاصمة السياحى.


« مصر بلد سياحى » هل يصبح هذا شعار العام الجديد.. قولوا آمين.