أوجاع من دفتر أحوال محكمة الأسرة

محرر الأخبار مع الأمهات الأجنبيات
محرر الأخبار مع الأمهات الأجنبيات

أجنبيات فى انتظار تنفيذ أحكام الحضانة!


«انطونيلا» هرب زوجها بالأولاد فتركت إيطاليا لإعادتهم ..و«فيكتوريا» لم تر أولادها منذ 6سنوات


«ياسمينا» : أملى أن يعيد القضاء ابنى.. وقاض : الأم حاضنة ولو كانت أجنبية

 

قضايا الأحوال الشخصية أو ما يُعرف بـ«قضايا الأسرة» تبرز فى المجتمع المصرى فى السنوات الأخيرة وزادت أعداد هذه القضايا بشكل لافت.. والغريب أن قضايا الأسرة الخاصة  بالأجانب زاد عددها بعد زواج الأجنبيات وبهدف الحصول على الإقامة، أو من أجل توفير المال والعمل. 

 

قام المُشرع المصرى بالعديد من التعديلات على قانون الأحوال الشخصية وقد صدر القانون رقم (1) لسنة 2000 بشأن تنظيم بعض إجراءات التقاضى فى مسائل الأحوال الشخصية. 

 

ومن أبرز هذه المشكلات هى الخاصة بحضانة الأطفال، فأغلب حالات الزواج التى تنتهى بالطلاق قد يحدث بها نزاع دائم على حضانة الأطفال بين الزوج والزوجة وقد تكون كنوع من الانتقام من الزوج للزوجة وفى النهاية يكون الضحية هم الأطفال. 

 

والقانون المصرى المستوحى عن الشريعة الإسلامية واضح وصريح فى هذا الشأن، فالحضانة للأم إن لم يكن هناك أى سبب من موجبات إسقاط الحضانة عنها.

 

تظهر المشكلات والنزاعات القضائية من أجل الحصول على حق الحضانة للصغار خاصة فى حالات الزواج بالأجانب فأغلب الأحيان بعد أن يتم الطلاق أو الانفصال بين الزوج المصرى والزوجة الأجنبية يسارع الزوج بأخذ الأطفال والعودة بهم إلى مصر متخذا قراره بحرمان الأم من رؤية أطفالها مرة أخرى ولكن الأم هى الأم لا تتغير.

 

تأتى الأم بحثا عن أطفالها وعن حقها الشرعى والقانونى فى حضانة أطفالها.. البعض يحاول مع الأب لحل الأمور بشكل ودى خاصة وأن القانون فى تلك المسألة فى صالح الأم على الرغم من أن أروقة المحاكم المصرية على اختلاف درجاتها بها العديد من القضايا الأسرية الناتجة عن الزواج المختلط خاصة النزاعات المتعلقة بالحضانة .

 

ما دفع بالدولة المصرية بإنشاء لجنة خاصة هى «لجنة المساعى الحميدة» برئاسة مساعد وزير العدل للتعاون الدولى وتتواصل مباشرة مع الأطراف المعنية وقد استطاعت اللجنة حل العديد من القضايا بشكل ودى. ويقول شادى عبد اللطيف محامى عدد من الأجنبيات المنفصلات عن أزواجهن المصريين أن هناك حالات عديدة تم تنفيذ القرارات والأحكام الصادرة لهم من المحاكم المصرية لصالح أمهات أجنبيات.


فى جميع الأحكام والقرارات الصادرة بشأن حضانة الصغار لا يلتفت القاضى إلى كون الأم أجنبية من عدمه وإنما ينظر القاضى قبل إصدار حكمه إلى مصلحة الصغير فى البقاء مع أمه إن لم يكن هناك بما يوجب إسقاط حضانتها.


دفتر أحوال


التقت «الأخبار» بعدد من الأجنبيات من ثلاث دول مختلفة اللاتى تقدمن بدعاوى أمام محاكم الأسرة ومن دفتر احوالها للحصول على حقوقهن فى حضانة أبنائهن.


الإيطالية «انطونيلا جراسى» : بدأت قصتها فى يناير 2007 عندما قابلت شابا يدعى «سالم» بالغردقة أوهمها بحبه لها ولم تمر شهور قليلة حتى كان الزواج وبعد الانتقال إلى إيطاليا كانت «انطونيلا» تعيش حياة حالمة بالسعادة والأسرة خاصة بعد ميلاد نجلها أمير فى 2008 وطفلتها سارة فى 2010.


تقول الحياة كانت بيننا طبيعية جدا فى إيطاليا حتى ولادة ابنتى الصغيرة بعد وفاة شقيق زوجى وكان لدى عائلة زوجها مركب صغير فى الغردقة وأنا ساعدتهم كثيرا فى ثمنه وفى حل جميع المشاكل المتعلقة به وطلب منها زوجها أثناء تواجدها فى إيطاليا أموالا لشراء شقة لهما بالغردقة وفوجئت عند عودتها للغردقة بأن زوجها قام بشراء شقتين تحت الانشاء بعد أن أوهمها وقام بتوقيعها على عدد من العقود مكتوبة باللغة العربية لم تفهم منهم شيئا وتبين لها بعد ذلك أن عقدى الشقتين باسمه وعلى الرغم من ذلك لم يشكل الموضوع لها أى مشكلة خاصة.


واضافت كان دائم التردد على الغردقة وكان الأولاد يذهبون معه خاصة وأنهم كانوا مثبتين على جواز السفر الخاص به وعند حصوله على الجنسية الايطالية كان يدخل مصر بجواز السفر الايطالى وفى فبراير 2016 قامت برفقة زوجها باستخراج جواز سفر ايطالى لابنهما وابنتهما وبعد أشهر بدأ يظهر وجهه الحقيقى ومعه ظهرت المشاكل عندما عادوا إلى مصر».


اعتداء بالضرب


وأضافت : إنه قام بالاعتداء عليها بالضرب وكانت الشقة التى أعدها للإقامة بها سيئة جدا وغير جاهزة للنوم ووجه لها عددا من الشتائم وهددها بأنه لم يسلم الأولاد لها وأن لها الحرية فى أن تغادر كيفما شاءت وبدأ فى محاربتها نفسيا بتحديد حركتها وإنها إذا خرجت من المنزل برفقة أبنائها لابد أن يكون فى مكان به أصدقاؤه لإنه لا يثق فيها .

 

وكان دائما يغلق عليها باب المنزل وكان يجعل من الجيران عينًا عليها فى حالة إذا ما حاولت الخروج أن يُعلموه فحاولت الهرب منه بصحبة أبنائها وتوجهت إلى المطار ونظرًا لكونه كان مكلفا من يراقبها قام باللحاق بها وقدم بلاغا ضدها فى شرطة المطار متهمها بخطف أبنائه دون الحصول على تصريح منه وأرغمها على العودة للشقة برفقة أبنائها .

 

وكانت هى من تقوم بالانفاق عليهما طوال هذه الفترة فقررت الهرب بهم إلى شقة أخرى وتولت كل النفقات من الإيجار والطعام ومدارس الطفلين فى مصر لأنها تحب الإقامة فى مصر خاصة بعد اعتناقها الإسلام وقررت أن تبدأ فى الحصول على حقها بالقانون المصرى فتقدمت برفع دعوى خلع واتفقا على عقد لقاء بينهما فى المحكمة وسمحت له بلقاء نجليها كما يحدده القانون بشكل يضمن لها عدم أخذ الأطفال منها بالقوة.


ونتيجة لعنادها معه اصطحب الشرطة إلى مسكنها الذى تقيم بها رغبة منه فى إخافتها وأخذ الأطفال منها وقام بالتقدم برفع قضية إسقاط حضانة عنها ولكنها لم تعلن ليحصل على حكم بإسقاط الحضانة وفى إحدى المرات قررت الخروج للتسوق وتركت أبنيها لجارتها الهولندية وفى هذه اللحظة بعد خروجها كان طليقها يراقبها وقام بإحضار الشرطة وأخذ أطفالها بحكم المحكمة الذى حصل عليه وتقدمت باستئناف على الحكم لتقضى المحكمة برجوع الحضانة للأم وحتى هذه اللحظة لم تر الأم الإيطالية أطفالها مطالبة جهات تنفيذ الأحكام بالاسراع فى إرجاع أطفالها لها.


أم لطفلين


من ناحية أخرى تقول السلوفاكية «فيكتوريا لاتسوفا» إنها قبل مقابلتها زوجها المصرى كانت مطلقة من آخر سلوفاكى ولديها منه شاب وفتاة قابلت «إسماعيل» فى الفندق الذى كانت تقيم فيه أثناء زيارتها لمصر، وكان يعمل بالمطعم الملحق بالفندق وطلب منها مقابلته خارج الفندق لكنها رفضت وطلب منها أن تعطيه رقمها فاستجابت .

 

وكان دائم التواصل معها ودعاها لزيارة الغردقة وبالفعل لبت الدعوة وذهبت معه إلى قريته «أسمنت قمولا» مركز نقادة بمحافظة قنا وقابلت أسرته وتعرفت عليهم وكانت تكبره بـ 8 سنوات وبعد عامين تم الزواج وتم توثيقه بوزارة العدل فى مصر بعد أن كان عرفيا وبعد 3 شهور من الزواج سافرا إلى سلوفاكيا .

 

وبعد ثلاث سنوات أنجبت نجلها «يس» فى البداية كانت تحب الإقامة فى الغردقة ولكن زوجها رفض وبعد السفر وجدت له عملا وعاشا سويا فى سلوفاكيا لمدة 7 سنوات ونصف مع طفليها «يس» و«يعقوب» .


زيارة مصر


كان فى المعتاد لا يخرج معها وأولادها لدرجة أنها كانت تأتى لزيارة مصر وكان لا يأتى معها وتأخذ أطفالها لزيارة أسرة والدهما حتى لا يحدث شئ من الغربة بينهم وبعد زيارة لها مع أولادها فى سلوفاكيا عادت لمنزلها وفى الصباح توجهت لعملها وتلقت اتصالا من زوجها بإنه سيذهب مع الأولاد فى نزهة ثم يعود فى آخر اليوم .

 

ولكنه لم يعد فاصطحبت أبناءها من الأب السلوفاكى للبحث عنهم لكن دون جدوى وبتفتيش أماكن ملابس الأبناء لم تجد شيئا خاصة وأن جوازات السفر الخاصة بنجليها معها فذهبت لقسم الشرطة لتتقدم ببلاغ ولكن القسم رفض إلا بعد مرور 24 ساعة على فقدانهم وحدثت فجأة داخل القسم عندما علمت أن زوجها كان متواجدا فى القسم منذ فترة وأبلغ عن فقدان نجليه لجواز السفر الخاص بكل منهما وطلب باستخراج اثنين آخرين.

 

وفى الساعة الثانية والنصف من صباح اليوم التالى تلقت اتصالا منه يخبرها بإنه ذهب بالطفلين إلى مصر ووجه لها شتائم وإنها لن ترى الطفلين أبدا وعندما سألته عن سبب ما فعله كانت إجابته غريبة بإنه جاء إليه هاتف من الله أما أن يقتل الطفلين أو يهرب بهما لمصر.


٤ أحكام


وأضافت إنها جاءت لمصر برفقة ابنها الكبير ليأخذ زوجها بمفردها لقريته وفور دخولها المنزل ظل الأطفال يبكون لما لاقوه خلال تلك الفترة التى مكثا فيها مع زوجها ووعدتها والدة زوجها بإنه بعد أسبوعين سيعود زوجها «إسماعيل» مع الولدين لسلوفاكيا وهذا لم يحدث .

 

وتواصلت مع سفارتها وقابلت الإمام الأكبر أحمد الطيب شيخ الأزهر الذى توسط لحل مشكلتها مع زوجها بقرية الجرنة بالأقصر خاصة أنها أسلمت فى 2004 ولكن زوجها ظل يصرخ فى وجه الجميع وفشلت تلك المحاولة واتخذت إجراءاتها القانونية .

 

وتقدمت بدعوى أمام محكمة نقادة بعد أن حصلت على قرار بتسليم الطفلين لها من النائب العام وعندما أخذت والدة زوجها حكم بإسقاط الحضانة استأنفت «فيكتوريا» وألغت الحكم الأول وأعادت المحكمة لها الحضانة ليصل عدد ما حصلت عليه من أحكام مُصيغة بالصفة التنفيذية 4 أحكام لم يتم تنفيذها حتى الآن، وكل مرة تحاول فيها تنفيذ الأحكام تجد من يقومون بإبلاغ طليقها فيهرب بالطفلين قبل التنفيذ.


حياة سعيدة


حالة أخرى لـ «الألمانية ياسمينا توليش» التى تقول: إنها كانت تحيا حياة سعيدة مع أسرتها فى ألمانيا وعندما قررت والدتها الإقامة فى مصر جاءت «ياسمين» فى عدة زيارات للغردقة وكانت والدتها تأتى من الأقصر للإقامة معها وأثناء تسوقها لشراء بعض الاحتياجات تعرفت على «إسلام» الذى كان يملك بازارا صغيرا بالغردقة .

 

وعرض عليها الزواج فقبلت وتزوجا عرفيا وبعد مرور عام تزوجا بعقد رسمى وبعد 5 شهور من الحمل سافرت إلى ألمانيا للولادة هناك وبعد إنهائها كافة الأوراق الخاصة بزوجها للإقامة بألمانيا أرسلت فى طلبه ليأتى إليها وبعد ولادتها أقاما 3 أشهر فى ألمانيا وعادا إلى مصر .

 

وبعد زيارة استغرقت شهرين مع أهل زوجها ذهبا مرة أخرى لألمانيا للإقامة هناك وأقام لمدة عامين بدأها بمحاولة تعلم اللغة الألمانية فى مدرسة ولكنها تركها ولم يتعلم ولكنها أتاحت له فرصة العمل كفرد أمن بمدرسة ولكنه لم يرغب فى هذا العمل، وعلى الرغم من أن القانون فى ألمانيا يسمح للحامل أن تمكث فى منزلها بعد ولادتها لمدة 3 سنوات فى المنزل وتتكفل الحكومة الألمانية بكافة مصاريفهما ولكنها بعد عام واحد خرجت للعمل وما كانت تحصل من الحكومة كانت تقسمه بينها وبين زوجها «إسلام».


وتضيف أنها بعد فترة من الولادة بدأت بينهما مشاكل عادية تحدث بين أى زوجين فى ألمانيا وكان أهمها على الإطلاق هو عدم وجود فرصة عمل للزوج لعدم إتقانه اللغة الألمانية حتى طلب منها أن يذهبا إلى مصر لزيارة أهله والعودة مرة أخرى لألمانيا.

 

ولكنه تحول عن كل ما وعدها به ورفض الذهاب لألمانيا وتحولت المشاحنات إلى قيامه بالاعتداء عليها بالضرب وطردها من المنزل من غير أولادها فقامت بالتوجه إلى قسم الشرطة لتحرير محضر بالواقعة وتقدم دفاعها بطلب للنائب العام بتسليم الصغير وخلال 20 يوما حصلت الأم على قرار بتسليم الصغير فقام بالفرار بالطفل بعد علمه بقرار النائب العام وبالاتصال بمكتب التعاون الدولى بوزارة العدل توسط أحد المستشارين لحل الخلاف .

 

فتواصل مع الزوج الذى اشترط على زوجته الألمانية بأن تقطع علاقتها بوالدتها وبالسفارة وبمحاميها وتأتى اللقاء بوزارة العدل بمفردها وأن يحضر هو دون الطفل فوافقت، وتعهد الزوج برعايته زوجته وطفله وأن ترى زوجته طفلها وتقيم معه وبعد عدة أيام طلب منها السفر لألمانيا لأن الفيزا الخاصة بها كادت أن تنتهى وبعد السفر لألمانيا قامت بإنهاء الأوراق الخاصة به.

 

وأخذ الزوج منها كافة أوراق الأحكام التى عليها خاتم الصيغة التنفيذية لها وبعد رجوعهما لمصر مارس الماضى قام بالاعتداء عليها بالضرب وطردها مرة أخرى، ومرة أخرى توجهت للنيابة وحصلت على قرار آخر بالتسليم وحتى الآن هناك العديد من القضايا المتداولة وفى انتظار فصل المحكمة فيها.


الحضانة للأم


أكد المستشار محمد عزت الشاذلى رئيس محكمة الأسرة بمحكمة استئاف القاهرة أنه إذا كانت الأم الأجنبية مسلمة تكون الحضانة للأم وفقا لما جاء بالمذهب الحنفى وعن الإجراءات المتبعة فى مثل هذه القضايا تقوم الأم برفع دعوى حضانة إذا كان الطفل غير موجود معها فالقانون يلزم المحكمة بأن تكون الحضانة للأم ثم لأم الأم.


أما إذا كانت الأم الأجنبية مسيحية الديانة والأب مسلم فالحضانة لا تكون للأم خاصة وأن الطفل يدين بدين الأب وليس دين الأم إلا إذا أقامت بمصر وتعهدت بالإبقاء على دين الطفل المتوافق مع دين والده.