دجل على الهواء| قنوات «الشيخة خديجة» تتوحش.. وخبراء: فوضى وخراب

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

إحصائية: 284 قناة تروج لجلب الحبيب ورد المطلقة وتزويج العانس.. وتؤكد: تهدد الهوية وتضرب التقاليد والأعراف

الداعية أحمد كريمة: وسائل «مُحرمة» تمارس النصب والغش على المصريين

أستاذ الإعلام صفوت العالم: مواد «تافهة».. والقبض على أصحابها «ضرورة»

والنائب طارق الخولى يطالب بأجندة تشريعية وتقنيات عالية لوقف بث الدجل

 

«لجلب الحبيب ورد المطلقة اتصل هنا».. «لعلاج المسحور وشفاء السقيم وتزويج العانس.. تابعنا».. «هنا أم خديجة المغربية المعالجة الروحية.. والشيخ حسن الكتاتني ملك الحظ وفك السحر».. إعلانات تنتشر بشكل فج على عشرات القنوات الفضائية، وتتكرر مئات المرات يوميًا، ووصل الأمر إلى انتشارها في الشوارع، لتؤكد أننا أمام ظاهرة خطيرة لا تنتهي، رغم تضييق الخناق على ممارسيها، إلا أنها تترسخ وتنتشر بشكل غير طبيعي لبث سمومها، في ظل فوضي الفضائيات غير المرخصة.

 

إحصائية صادمة

وفي أخر إحصائية عن قنوات الدجل والشعوذة، تم الكشف عن صدمة، وهي أن أكثر من 284 قناة على «النايل سات» تبث مواد عن الدجل والشعوذة وجلب الحبيب، لذا باتت تلك المنصات الإعلامية بمثابة شبح يهدد الهوية ويضرب التقاليد والأعراف، إضافة إلى حملها أفكارا مشوهة، لذا ناقشت «بوابة أخبار اليوم» هذه الظاهرة مع خبراء إعلام وعلماء دين، لوضع حد لها.

 

قنوات نصب.. ومصالح شخصية

يرى الدكتور صفوت العالم، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، أن هذه الظاهرة أصبحت مرهقة، موضحًا أن القنوات التي تذيع إعلانات الدجل والشعوذة تسعى لجلب المشاهدين بترويج مثل هذه البرامج والإعلانات التافهة، وتعظم الجهل، كما تنشر ثقافة سلبية داخل المجتمع، بأن تحل الناس مشاكلها بالنظر إلى الطالع والحظ دون أي اعتماد على العلم والإيمان بالله.

 

وأضاف «العالم» في تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن تلك القنوات تتبع شخصيات لها مصالح، وتُطوعها كأداة من أدوات النصب، متسائلًا: «منذ سنوات، كان يتم القبض علي هؤلاء الشيوخ، لكن الآن نعظم من شخصياتهم، ونذيع لهم إعلانات، ويتم استضافتهم مع بداية كل عام، ونجعلهم مشاهير.. كيف!».

 

وأوضح أن من المهم منع إذاعة تلك الإعلانات وحجب القنوات التي تذيعها ومصادرتها، إضافة إلى القبض على من تسول له نفسه بالمشاركة في هذه الإعلانات أو ترويجها، وفقا للبنود الإعلامية وروح القانون المصري.

 

موقف الشريعة الإسلامية

 فيما قال الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن القاعدة الفقهية تقول إن ما أدى إلى الحرام فهو حرام، حيث أن مدلول ذلك أن ما أعان على المعاصي يُحرم، لأن ما تقرر فكرًا أن للوسائل حكم المقاصد، وما أدي إلى حرام فهو حرام.

 

وأضاف «كريمة» في تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»، أن هذه القنوات والوسائل المناظرة لها تعزز في نفوس الناس ما هو ضد العقيدة الإسلامية، وهو عكس الإيمان بالقضاء والقدر وعقيدة المسلمين، وعكس قول الله تعالي: «وَإِن يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلَا كَاشِفَ لَهُ إِلَّا هُوَ ۖ وَإِن يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ ۚ يُصِيبُ بِهِ مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ ۚ وَهُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ»، وقول الرسول صلى الله عليه وسلم : «وضعت الأقلام وجفت الصحف»، متابعًا: «ما شاء الله كان وما لم يشاء لم يكن».

 

وأشار «كريمة» إلى أن هذه القنوات تجافي النصوص السابقة والقنوات الشرعية، لأن إدعاء علم الغيب والاستعانة بالجن، واللجوء إلى أعمال سحرية كلها تؤدى إلى تعطيل العقل والتفكير، وترك الأخذ بالأسباب والتعلق بالمغيبات يؤثر على عقل الإنسان ويسبب مشاكل كثيرة له.

 

وتابع: على الجهات المختصة إغلاق تلك القنوات، أو على الأقل خلق الوعي الإسلامي من قبل علماء الإسلام ووجود توعية في الإعلام الحكومي وغيره لدحض هذه الوسائل المحرمة التي تمارس النصب والغش على المصريين في ظل الفوضى الإعلامية العارمة في بلادنا والمنطقة».

 

نظرة تشريعية

أما النائب طارق الخولي، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، فأكد أن مواجهة قنوات الدجل والشعوذة يتطلب نظرة تشريعية من جديدة لمحاربة انتشار هذه القنوات، خاصة في ظل المضمون الخطير الذي توجه هذه القنوات إلى المشاهدين من أمور متعلقة بالسحر والخرافات.

 

 وشدد «الخولي» على ضرورة تكثيف الجهود لوقف تلك القنوات، حيث تعرض أمور متعلقة بالسحر والدجل، موضحًا  أنها مواد إعلامية في غاية الخطورة، ويتطلب محاربة هذا الأمر يتطلب جهود تشريعية وتنفيذية واستخدام تقنيات تكنولوجية عالية.