حكايات| «تحف وغوايش» من قرون الجاموس.. يا محلى شغل «عبدالله» وأولاده

عبدالله 50 عاما في صناعة قرون الجاموس
عبدالله 50 عاما في صناعة قرون الجاموس


منشار وأزميل ومضرب.. ثلاث أدوات لن تصدق أنها سببا في تحويل قرون الجاموس، إلى حُلي رائعة ترتديها النساء في عدة دول، بعد مرورها على سحر الأيادي المصرية.

داخل قرية «زاوية غزال» بمدينة دمنهور يعكف عبدالله إسماعيل صاحب الـ 70 عاما على صناعة أشكال التحف المختلفة، وحٌلي النساء من "الخواتم والقلادات والغوايش" وغيرهم، مستخدما قرون الجاموس، حيث يقوم بنحتها بطريقة مميزة باستخدام أدواته التي اعتادها من "منشار، أزميل ومضرب" بالإضافة إلى استخدام النار في التسخين، فيخرج قطعا من أغرب وأندر المنتجات المستخدمة من إعادة تدوير قرن حيوان الجاموس بدلا من رميه.


50 عاما مع القرون


بدأ عبدالله تلك الحرفة منذ حوالي 50 عاما عندما قام الوزير أباظة محافظ البحيرة وقتها بعمل مراكز تعليم تابعة للمجالس المحلية، لتعليم أهالي القرى المهن والحرف اليدوية المختلفة، وكان وقتها طالبا في المدرسة وتعلم ذلك الفن، لكنه لم ينسه منذ ذلك الوقت بل قرر أن يكمل إنتاجه ويفتح ورشته الصغيرة، ليصبح الوحيد في مصر الآن الذي يعمل على تلك الحرفة.

 

ويساعد عبدالله في ورشته، أولاده الخمسة الذين تعلموا المهنة بعد استكمال دراستهم، فأصبحت عائلتهم معروفة بحرفة قرون الجاموس.

 

اقرأ للمحرر | «سيرك» الدرب الأحمر.. اللعب على الحبل يهزم التسرب من التعليم


جاموس كبير السن


لا يعتمد عبدالله على جزارين قريته في الحصول على قرون الجاموس، لكنه يتعامل مع مجازر خاصة في محافظة المنوفية، وفي مذابح السيدة زينب والشرابية بالقاهرة، حيث يتعاقد معهم على كميات كبيرة من قرون الجاموس كبير السن ذي القرون الكبيرة، التي تصلح للنحت والتشكيل.


يتواصل عبدالله مع معرض الأسر المنتجة التابع للمؤسسة القومية لتنمية الأسرة والمجتمع؛ حيث يقومون بتسويق منتجاته وعرضها في معارض المؤسسة بالقاهرة، وتحتاج القطعة الواحدة إلي وقت وجهد كبيرين، ويتراوح سعر التحف من 30 إلى 150 جنيها حسب أحجامها وأشكالها، حيث ينتج أشكال مثل «الطاووس، النسر، كليوباترا، نفرتيت» وغيرها وذلك حسب الطلب.

 

اقرأ للمحرر | ستوديو بيلا.. «مصوراتي» التاريخ يعمل بكاميرا أثرية عمرها 100 عام


تصدير

و تعمل المؤسسة أيضا على التسويق خارج مصر من خلال التصدير، بالإضافة إلى معارض تقام لمنتجات المؤسسة  بالخارج، ويقول عبدالله: «منتجاتنا راحت هولندا وأمريكا وفرنسا وإيطاليا، لأنهم بيحبوا الحاجات اليدوي».


ويضيف أن خامة قرن الجاموس قوية ومتميزة لا تحتاج إلي خامات أخرى كي تدخل معها، ويقوم بسنفرة القطعة وتلمعيها بفرش خاصة بتلميع المعادن، فتخرج لامعة وبارزة التفاصيل بحرفية عالية.