عام من السلام.. راية واحدة تجمع الكوريتين بـ«مونديال اليد»

صورة مجمعة
صورة مجمعة

الشعب واحدٌ لكن الانفصال كان مصيره، والأرض متصلة لكن دائرة عرض 38 شمالًا تجعل الحوائل بينها كثيرة، والسلام أنشودة كانت في بان مون جوم، حقيقةً تجاوزت كل الموانع الحدودية الصارمة، بين بلدين، هم في الأصل بلدٌ واحدٌ.

هناك لم يعد قبل عامٍ من الآن مكانٌ لحدودٍ فاصلةٍ بين شطري شبه الجزيرة الكورية، في بان مون جوم بدأ السلام يدب هناك ليعمر جميع أنحاء الكوريتين، اجتماعٌ في التاسع من يناير عام 2018 بين مسؤولين كبار في الكوريتين، ضمد جراح السنين والعقود، وبعث بأولى حمامات السلام، التي باتت مع الوقت ترفرف في شبه الجزيرة الكورية.

حدث تاريخي

ومع الذكرى الأولى لمرور عامٍ على بدء مباحثات السلام في بان مون جوم، يشاء القدر أن يجعل تاريخ بدء السلام موعدًا لتاريخٍ جديدٍ يُسطر في سجلات التاريخ أيضًا، فغدًا في ألمانيا، سيُفتتح كأس العالم لكرة اليد الذي تنظمه ألمانيا رفقة الدنمارك بتنظيمٍ مشتركٍ.

المباراة الافتتاحية للبطولة ستجمع المنتخب الألماني، صاحب الأرض، مع منتخب موحدٍ من الكوريتين، يشارك تحت اسم منتخب "كوريا"، دون أن يتم إلحاق اسم البلد بلفظ "الجنوبية"، باعتبار أن المنتخب الكوري الجنوبي هو المتأهل فعليًا للبطولة، أو إلحاقه بلفظ الشمالية، الشطر الآخر لشبه الجزيرة الكورية.

وهذه هي المرة الثانية التي تشارك فيها الكوريتان في محفلٍ رياضيٍ كبيرٍ تحت اسم واحد "كوريا الموحدة"، وذلك بعد أن شاركتا الكوريتان في أولمبياد بيونج تشانج الشتوية، التي جرت في فبراير من العام الماضي، تحت علمٍ واحدٍ، كما شاركتا سويًا في دورة الألعاب الآسيوية التي جرت في العاصمة الإندونيسية جاكرتا التي جرت بين شهري أغسطس وسبتمبر المنصرمين.

أول غيث السلام

أمرٌ لم يكن ليحدث في أولمبياد بيونج تشانج لولا الاجتماع التاريخي الذي جمع مسؤولي البلدين، والذي تحل ذكراه اليوم، واتفقا خلاله على مواصلة العمل من أجل تحقيق السلام في شبه الجزيرة الكورية، كما أشرا سويًا على مشاركة الكوريتين في الأولمبياد الشتوي تحت رايةٍ واحدةٍ.

أعقب ذلك الاجتماع قمةٌ تاريخيةٌ في الـ27 من أبريل الماضي، بين الزعيمين الكوري الشمالي كيم جونج أون، والجنوبي مون جيه إن، اتفقا خلاله على نزع الأسلحة النووية، وغرسا شجرة الصنوبر إيذانًا ببدء السلام، وعبرا الحدود الفاصلة بين البلدين سويًا، كاسرين بذلك كل العوائق السياسية بين البلدين، التي ظلت جاثمةً لنحو 7 عقود.

خطوة بعد خطوة تؤكد من خلالها الكوريتان عزمهما على طي صفحة الماضي برمتها، وعدم النبش في الماضي وذكريات حرب الـ4 سنوات، التي أودت بحياة نحو 5 ملايين شخص، وكانت سببًا رئيسيًا في تعميق الانفصال بين شطري كوريا.