عاجل

2019 انطلاقة جديدة لقوة مصر الناعمة في القارة السمراء

تعاون مكثف في التعليم العالي لدعم علاقة مصر بالقارة السمراء
تعاون مكثف في التعليم العالي لدعم علاقة مصر بالقارة السمراء

- إنشاء مركز لوكالة الفضاء الأفريقية.. وشراكات قوية فى الطاقة والمياه والغذاء
- مضاعفة قيمة الجوائز العلمية.. وزيادة القوافل الطبية لرعاية أشقائنا
- 2500 منحة جامعية لأبناء القارة مرهونة بإزالة العقبات وسرعة الإجراءات


خطوات عديدة اتخذتها الدولة خلال السنوات الأربع الماضية للعودة إلى عمقها الاستراتيجى واستعادة دورها الريادى فى أفريقيا، ومع تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى فى العام الجديد، وضعت وزارة التعليم العالى خططها لتعزيز الشراكة مع دول القارة ودعم الانطلاقة التى تحققت، ولأهمية التعليم باعتباره أحد أهم أدوات القوة الناعمة التى تملكها مصر، استقرت الوزارة على خطتها لدعم الدول الأفريقية فى مجالات التعليم والبحث العلمى والتكنولوجيا والابتكار والرعاية الصحية.

 

«الأخبار» تستعرض محاور خطة التعليم العالى لإحداث نقلة جديدة فى العلاقات المصرية الأفريقية خلال 2019، كما نتوقف أمام الصعوبات التى تواجه واحدا من أهم هذه المحاور وهو ملف المنح الدراسية وجذب الطلاب الوافدين للجامعات المصرية.


د. خالد عبدالغفار وزير التعليم العالى أعلن أنه بالتوازى مع تولى الرئيس السيسى رئاسة الاتحاد الأفريقى مطلع العام الجديد فقد قامت الوزارة بإعداد ملف متكامل عن الوضع الراهن للعلاقات المصرية الافريقية والرؤية المستقبلية لهذه العلاقة، يتناول حجم التعاون والشراكة مع الاتحاد الافريقى أو الدول الأفريقية فى مجالى التعليم العالى والبحث العلمي، وتقديم المنح الدراسية للشباب الإفريقى ودعم مراكز التميز التى تخدم التكنولوجيات الحديثة، وزيادة القوافل الطبية لدعم الرعاية الصحية للأفارقة فى بعض البلدان ودعم التعليم الفنى والتقنى لخلق فرص عمل للشباب الإفريقى.


مضاعفة المنح
وأوضح عبدالغفار أنه تقرر اتخاذ عدد من الاجراءات لتعظيم التعاون مع الدول الأفريقية،وأولها: مضاعفة عدد المنح الدراسية المقدمة للطلاب الأفارقة فى مرحلتى البكالوريوس والدراسات العليا، كذلك مضاعفة المنح التدريبية قصيرة الأجل للباحثين الأفارقة.


كما تقرر دعم إنشاء مركز لوكالة الفضاء الأفريقية بمصر، حيث تم إعداد ملف فنى عالى المستوى لاستضافة مصر لمقر وكالة الفضاء الإفريقية، والذى يحاكى كافة المعايير الواردة من مفوضية الاتحاد الإفريقى، واستقبلت الوزارة وفدا رفيع المستوى من الخبراء والاتحاد الافريقيى للوقوف على امكانيات مصر العلمية والتقنية وقدراتها على استضافة هذا المقر الهام.


وأضاف أنه تقرر أيضا دعم التميز العلمى بالقارة، كذلك دعم البحوث المشتركة مع الدول الأفريقية، وإنشاء مركز للتعليم والتدريب المهنى لتدريب أبناء القارة، كما يتم بحث إنشاء فروع لهذا المركز بالقارة، كما تقرر مضاعفة قيمة الجوائز العلمية، ومضاعفة عدد القوافل الطبية التى تنظمها الجامعات لتقديم الرعاية الصحية المميزة للأشقاء الأفارقة. وأكد الوزير دعم الشراكات الثنائية بين مصر ودول إفريقيا فى المجالات ذات الاهتمام المشترك كالطاقة والغذاء والمياه والفضاء.


الفيزا الدراسية
وعن التحديات التى تواجه تحقيق الاستفادة القصوى سواء من خلال المنح الجامعية المقدمة للأشقاء الأفارقة أو عن طريق جذب الوافدين للجامعات، قالت د. رشا كمال القائم بأعمال رئيس الادارة المركزية للوافدين بالتعليم العالى إنه تم تقديم 975 منحة دراسية فى مرحلتى البكالوريوس والدكتوراه فى 2018 بتكلفة 25 مليون دولار، ويتوقع مضاعفة عدد هذه المنح إلى 2500 منحة هذا العام.


وأضافت أنه تم اتخاذ عدد من الاجراءات لإنهاء الصعوبات التى تواجه هذا الملف وخدمة الشعوب الأفريقية، حيث تم توقيع اتفاقيات ثنائية مع 24 دولة أفرقية للتعاون فى دعم هذا الملف، وتم بالتنسيق مع وزارة الخارجية الاتفاق أن يتم الإعلان على هذه المنح من خلال سفاراتنا بالدول الأفريقية بالتنسيق مع وزارة الخارجية لكل دولة، ويتم التقديم والترشيح من خلال سفاراتنا ليتم تقييم ملفات المتقدمين وتسكينهم بالجامعات بعد استيفاء الموافقات المطلوبة لهذا الغرض، وتتحمل المنحة نفقات الدراسة، بينما السكن بالمدن الجامعية يكون مجانا حسب الطاقة الاستيعابية بالجامعات لكن الأولوية للوافدين تكون للأفارقة. وعن إنهاء الصعوبات، طالبت الوزارة أن تكون هناك فيزا دراسية وعمل مسار آمن لدخول الطلاب الأفارقة لمصر، ويتم التشاور مع جميع الجهات المعنية، لمواجهة عدم الاستفادة الكاملة من المنح التى توفرها الوزارة لدول القارة، ويجرى حاليا دراسة الاجراءات التى تضمن الحفاظ على سلامة الأمن، وتقلل فى الوقت نفسه الجهد المطلوب لإنهاء الموافقات.


قوة اقتصادية
وأوضحت د. رشا أنه تم وضع خطة تسويقية قبل بدء العام الدراسى الحالى تقدم خلالها 24 ألف طالب تم قبول 8 آلاف طالب منهم، ولهذا فإن تطبيق نظام الساعات المعتمدة بالبرامج الدراسية منح قطاع الوافدين مرونة فى جذب عدد أكبر من الوافدين، فتقرر الإعلان وفتح التقدم مبكرا حتى يتم إنهاء الموافقات قبل بدء الدراسة، ولو حصل الطالب على الموافقة بعد بدء الدراسة، فيمكنه من خلال  ساعات البرامج المعتمدة الانتظام فى الدراسة دون خسارة العام الدراسى بالكامل.

 

ويجرى حاليا التنسيق مع مكاتب الوافدين بالجامعات التأكيد على تيسير كافة الإجراءات وتذليل الصعوبات التى تواجههم باعتبارهم سفراء لمصر فى بلادهم، وطلاب المنح هم أكبر قوة تسويقية لجذب المزيد من الطلاب الوافدين لجامعتنا، وهناك تواصل مباشر مع مكاتبنا الثقافية بالخارج لتكون مكاتب للقبول، ليتم اتاحة طريقين للتقدم: الأول من خلال الموقع الإلكترونى أو من خلال المكتب الثقافى مباشرة، ويكون التقدم بنسخة من جواز السفر والشهادة الدراسية، للبدء فى الحصول على الموافقات.


الصدارة لنيجيريا
وأكدت أن نيجيريا من الدول المصدرة للطلاب الوافدين، وتم عمل دراسة متكاملة للسوق النيجيرى تتضمن دراسة شهاداتهم، بالتعاون مع المجلس الأعلى للجامعات لأن الحد الأدنى لقبول الوافدين بكلياتنا لا يتناسب مع الثانوية النيجيرية، فالحد الأدنى لقبول الوافد بالطب 87 % وهو ما يعادل 97 % فى نيجيريا، مما يعنى أن عدد الوافدين من نيجيريا لن يتخطى 20 طالبا، ولهذا يجرى دراسة عمل برنامج خاص متميز لقبول الطلاب النيجيريين بما يتناسب مع شهاداتهم بالمعادلة مع شهاداتنا، لجذبهم للدراسة فى مصر، علما أن نيجيريا تعد من أكبر الدول المصدرة للطلاب الوافدين نظرا لأن الطاقة الاستيعابية لجامعاتها لا تستوعب خريجى الثانوية بها، فتتجه إلى دول أخرى.

 

وبالطبع مصر تعطى اهتماما لباقى دول القارة،وهناك تعاون مع تنزانيا وتشاد والسودان، ويجرى حاليا الإعداد لتنظيم ملتقى الجامعات المصرية السودانية، والذى جاء بتكليف من الرئيس السيسى، وسينعقد بالتناوب بين البلدين.