بالصور| الأقباط في «مناهج» الأزهر

الأقباط في «مناهج» الأزهر
الأقباط في «مناهج» الأزهر

بين حين وآخر يحاول الإرهاب النيل من مصر بمحاولة زرع الفتنة بين المسلمين والمسيحيين، وخصوصًا من خلال تزييف صورة المؤسسات الدينية في مصر، ولكن دائمًا ما تفشل هذه المحاولات بوقوف عنصري الأمة إلى جانب بعضهما البعض تحت شعار «تحيا مصر».


وبالنظر إلى بعض تطوير صفحات المناهج الأزهرية، نجد «المواطنة والمودة والأخوة» من أبرز ما يوجد في المراحل التعليمية المختلفة، للتأكيد على أن الأقباط شركاء في الوطن لهم نفس الحقوق والواجبات وأن المسلمين تربطهم بالأقباط مودة ومحبة هدفها الأول الحفاظ على النسيج الوطني.


ونستعرض فيما يلي صورة «الأقباط» في مناهج الأزهر، من الابتدائية وحتى الجامعة:


- المرحلة الابتدائية:


منذ قرابة الـ3 أعوام، وضعت لجنة التطوير بقطاع المعاهد الأزهرية، منهجا جديدا لمادة التربية الدينية الإسلامية للمرحلة الابتدائية، يهدف إلى التركيز على توضيح العلاقة بين المسلمين والأقباط، وتوضيح مفهوم المواطنة بشكل بسيط وسهل.
ويأتي ذلك ليعرف الطالب منذ صغره أن الجميع تحت مظلة وسماء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات وأنه لا فرق بين مسلم أو مسيحي، وتضمنت الكتب تفسيرِ بعض آيات القرآن الكريم؛ بشكل يسهل فهمه، ويساعد في إتقان قراءة القرآن، بجانب مجموعة ميسرة من فقه العبادات والمعاملات، مدعمة بالصور لفهم الدروس، بما يتناسب مع المرحلة العمرية للطلاب.

 


ويظهر في كتاب التربية الدينية المقرر على المرحلة الابتدائية في الترم الأول على إظهار طلاب المعاهد الأزهرية وهم يلتقون بصديقهم المسيحي، ويحيونه ويتحدثون معه، في صفحة «45» بكتاب الصف الأول الابتدائي يقول الكتاب «خرج التلاميذ من المعهد بعد انتهاء اليوم الدراسي والتقوا كعادتهم بصديقهم مينا وأثناء سيرهم في الطريق وجدوا حجرا في وسط الطريق فأسرع التلاميذ وتعاون معهم مينا لإبعاد الحجر عن الطريق».

 


وفي كتاب التربية الدينية الإسلامية المقرر على الصف الأول بالترم الثاني وحدة كاملة بالصور تتحدث عن التحية في الإسلام ووجوب إلقاء التحية على الناس مسلمين كانوا أو غير مسلمين لأن الإسلام دين سلام، مشيراً لقول النبي صلى الله عليه وسلم «ألا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ، أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ»، موضحاً ضرورة إلقاء السلام على غير المسلمين من أبناء الوطن.


أما كتاب التربية الدينية المقرر على الصف الثاني الابتدائي في الترم الأول فيؤكد أن الإيمان بالله وبالرسل أجمعين هو من تمام كمال الإيمان فلا فرق بين نبي وآخر فالإيمان بالرسل جميعا شرط من شروط الإيمان بالله، أما في الترم الثاني فيتضمن الكتاب وحدة كاملة عن التهنئة بالمناسبات، ووحدة خاصة عن التعاون ووحدة ثالثة عن التسامح، وفى الوحدة الخاصة بالتهنئة بالمناسبات حرص الكتاب على توضيح حكم التهنئة لغير المسلمين في مناسباتهم، مع ضرب أمثلة على ذلك من أعمال النبي صلى الله عليه وسلم، كما يوضح المقرر أن الله تعالى أحل لنا أكل طعام أهل الكتاب وأن طعامنا يحل لهم، وفي درس التسامح يبين الكتاب قيمة التسامح مع الناس جميعا فالمسلم الحق يتسامح مع المسلم وغير المسلم.

 


أما في كتاب التربية الدينية للصف الثالث الابتدائي فيدرس الطلاب دروسا عن فضيلة الصدق وعن الأمانة في التعامل، وعن الوصية بالجار، وجميعهم يتصلون بعلاقة المسلم مع غيره مسلمين وغير مسلمين، ففي درس فضيلة الصدق يتعلم الطلاب ضرورة التحدث بالصدق سواء مع المسلمين أو غير المسلمين، مبينا أن الكذب صفة بغيضة يكرهها الناس، أما درس الوصية بالجار قد انصب على الجار غير المسلم وكيف أمر الإسلام بحسن معاملته وأن الجار المسلم وغير المسلم لهما معا نفس الحقوق والواجبات وأن نراعى شعورهم وأن نحافظ على عدم إيذائهم.

 


 ويحتوي كتاب التربية الدينية لطلاب الصف الرابع دروسا متعددة أيضاً حول علاقة المسلمين بغيرهم، فمن ذلك المقرر دروس حول التاجر الصدوق الذي يتاجر مع الناس سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، شارحا معنى حديث النبي عليه الصلاة والسلام «من غشنا فليس منا».

 

- المرحلة الإعدادية
ويدرس طلاب المرحلة الإعدادية في السنوات الثلاث مادة أصول الدين، ففي الكتاب المقرر على الصف الأول الإعدادي بالمعاهد الأزهرية، جاء في مقدمته بالصفحة الثالثة أن الكتاب يبين علاقة المودة بين المسلمين وغير المسلمين، ويبين الحقوق والواجبات المقررة على كل منهما، بالإضافة إلى الأحاديث النبوية الشريفة التي تظهر سماحة الإسلام، وسماحة خلق النبي عليه الصلاة والسلام، مع جانب من سيرته وتعاملاته مع غير المسلمين.


ويتضمن نفس الكتاب في الصفحة «62»، في درس المساواة بين الناس في الخلق، أن المساواة على مبدأ المواطنة، في إشارة إلى أن المسلمين والمسيحيين سواء شركاء في الوطن، كما جاء في الصفحة رقم «65» في الدروس المستفادة من موضوع «آداب التحية في الإسلام» أن تكون علاقة المسلم مع الناس مسلمين وغير مسلمين طيبة، بينما تضمن الكتاب ذاته درسا كاملا عن علاقة المسلم بغير المسلمين في الصفحة رقم «88»، في تفسير قوله تعالى «لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ».


واحتوى الكتاب حديثا شريفا حول معاملة المسلم مع الناس مسلمين وغير مسلمين، في الصفحة رقم «115»، في شرح حديث النبي «المسلم من سلم الناس من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم»، وتضمن الكتاب أيضاً شرح حديث النبي وبراءته من أهل الغدر وهو حديث «أيُّمَا رَجُلٍ أَمِنَ رَجُلا عَلَى دَمِهِ ثُمَّ قَتَلَهُ، فَأَنَا مِنَ الْقَاتِلِ بَرِيءٌ، وَإِنْ كَانَ الْمَقْتُولُ كَافِرًا» وذلك في صفحة رقم «122».

 

 أما كتاب أصول الدين المقرر على الصف الثاني الإعدادي بالمعاهد الأزهرية، فقد تضمن درسا في الصفحة «56» حول إنصاف أهل الكتاب.

 

كما تضمن الكتاب درسا كاملا حول تأمين غير المسلم في الصفحة رقم «125».


ويتضمن كتاب أصول الدين المقرر على الصف الثالث الإعدادي في الصفحة رقم «85» موضوعا بعنوان مخاطبة أهل الكتاب، وذلك في إطار تفسيره للآية الكريمة (وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ).

 

كما تضمن درسا كاملا في الصفحة رقم «131» تحت عنوان رعاية حقوق غير المسلمين، في شرح حديث النبي (مَنْ قَتَلَ مُعَاهَداً لَمْ يَرِحْ رَائِحَةَ الْجَنَّةِ وَإِنَّ رِيحَهَا تُوجَدُ مِنْ مَسِيرَةِ أَرْبَعِينَ عَاماً) مع بيان حكم المواطنة في الإسلام، وأن المسلمين والأقباط جميعهم مواطنون لا فرق بينهم لهم نفس الحقوق وعليهم نفس الواجبات، وأن النبي عليه الصلاة والسلام أسس دولة الإسلام في المدينة وبها مواطنون غير مسلمين، بل كان هناك يهود أخذوا العهد من النبي عليه الصلاة والسلام وعاشوا بين المسلمين بنفس الحقوق والواجبات.

 

المرحلة الثانوية
يدرس أبناء المعاهد الأزهرية -أسوة بالتربية والتعليم- مقررا دراسيا كاملا من كتاب «المواطنة وحقوق الإنسان»، للصف الثاني الثانوي بقسميه الأدبي والعلمي، بمختلف المعاهد الأزهرية، وذلك انطلاقا من إرساء دعائم المواطنة في أشبال الأزهر الشريف، وغرس القيم الدينية التي تحض على التعايش السلمي المشترك، وقبول الآخر، وبهدف الحوار البناء القائم على الاتفاق، ويستهل كتاب «المواطنة وحقوق الإنسان» مقدمته بشرح لأهمية دراسة قيم المواطنة وتعزيز السلم، وإقرار حقوق الإنسان، مؤكدا أنه لا يمكن تصور أي مجتمع يعيش دون مواطنين لهم حقوق وعليهم واجبات، ليكون المواطنون فعالين في بناء الدولة وإرساء قيم المواطنة.


ويتضمن الكتاب أربعة فصول خاصة بالمواطنة، وحقوق الإنسان، ودور المرأة في المجتمع، وأهمية العمل التطوعي من أجل الوطن، وقد تمت مراعاة التركيز في هذا الكتاب على المفاهيم الأساسية للمواطنة والقيم التي تدعو إليها، وضرورة المشاركة الإيجابية للمواطنين، بالإضافة للتأكيد على أهمية إبراز الهوية المصرية الوطنية وتعزيز روح الانتماء للوطن.

 

- المرحلة الجامعية


في الجانب الآخر، واستكمالا لما تناولته مناهج الأزهر عن المسيحيين، فإن مواد كليات جامعة الأزهر، تناولت علاقة المسلمين بالمسيحيين باتساع وتفصيل، وخصصت الكليات التي تدرس العلوم الشرعية والفقهية، ككلية الدعوة الإسلامية، وكلية أصول الدين، وكلية الشريعة والقانون، مواد ثابتة يدرسها الطلاب بطول المراحل الدراسية، بحكم أنهم متخصصون في مواد التراث الإسلامي.

 

فتدرس كلية الدعوة الإسلامية عددا من الكتب المتخصصة لتخريج دعاة أزهريين يحملون المنهج الوسطى، حيث يدرس طلاب الفرقة الأولى بالكلية مواد «الثقافة الإسلامية، والملل والنحل، والفرق الإسلامية» ويتضمن كتاب الثقافة الإسلامية موضوعات حول المواطنة في الإسلام، وعلاقة المسلمين بغيرهم، والدروس المستفادة من حياة النبى، وعلاقته بالمسلمين وغير المسلمين، ووجوب تأمين أهل الكتاب.


فيما تتضمن مادة «الملل والنحل» التي يدرسها طلاب الكلية بدءا من السنة الأولى، وحتى السنة الرابعة، على دروس متخصصة في الأديان السماوية، ومنها المسيحية وعلاقتها بالإسلام، أما طلاب الفرقتين الثالثة والرابعة بكلية الدعوة فيدرسون مادة متخصصة حول «الاستشراق والتبشير»، تتناول الأسس التي بني عليها الإسلام علاقاته مع العالم، وبخاصة المسيحيين وعلاقة النبىي بالمقوقس، وكذلك النجاشي، وعلاقة النبي بمسيحيي مصر، هذا في حين يدرس طلاب كليات الإعلام والتربية واللغات والترجمة مواد متخصصة في التعايش والمواطنة وقبول التعددية كمادة «التاريخ الإسلامي»، ومادة «تيارات فكرية معاصرة».

 


 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي