«الجنسية مقابل الشجاعة».. مواقف إنسانية حولت لاجئين إلى «أبطال»

الاتحاد الأوروبي - صورة أرشيفية
الاتحاد الأوروبي - صورة أرشيفية

تبدلت حياة عدد من اللاجئين والمواطنين نتيجة ردود أفعالهم في مواقف أثبتوا فيها «إنسانيتهم» وأن الشجاعة لا تتوقف عند حدود بلد، ولا تأتي بالضرورة بمقابل، إلا إن الصدفة جعلتهم يتحولون إلى أبطال ويكافئون بأن يصبحوا بين ليلة وضحاها، مواطنين بالبلد التي خاطروا من أجلها. 


حريق أثينا


ففي احتفالية حضرها الرئيس اليوناني بروكوبيس بافلوبولوس، الأسبوع الماضي منح الجنسية لثلاث أشخاص، اثنين منهم مصريين، والثالث من ألبانيا نتيجة لشجاعتهم ومساعدتهم في إنقاذ مواطنين يونانيين من حريق مُدمر بالقرب من أثينا في شهر يوليو الماضي.    


وخلال الاحتفالية شكر «بافلوبولوس» الصيادين الثلاثة الذين أظهروا «تضامنا وإنسانية» في إنقاذهم عشرات الأشخاص.

ونقلت وكالة الأنباء اليونانية عن الرئيس إشارته إلى أن تجنيس هؤلاء يعني أنهم كمواطنين يونانيين أصبحوا أيضا مواطنين أوروبيين.
وقال بافلوبولوس: «أنتم الآن مواطنون أوروبيون أيضا، ويمكنكم أن تعلموا كل شركائنا الذين لا يعرفون القيم الأوروبية، بأن يفعلوا ما ينبغي عليهم فعله».


وأضاف إن عمل الصيادين «يرسل رسالة إلى أوروبا» ووصفها بأنها رسالة إلى «تشكيلات الشعبوية ومعاداة الأجانب، التي تقف ضد روح الإنسانية والتضامن الأوروبيين اللذين تمثلا في الصيادين الثلاثة».


وقال موسى، في تصريحات لوكالة أثينا للأنباء، إنه في مثل حالات الطوارئ هذه «ليس هناك دين، ليس هناك أسود وأبيض- عندما يرى شخص ما شيئا ما مثل هذا، يجب عليه أن يذهب إلى هناك، بل ويقدم حياته للمساعدة في إنقاذ الناس».


وأضاف «أود أن أبعث برسالة إلى كل الأجانب بأنه يجب عليهم جميعا احترام الأماكن التي يعيشون فيها».


وقال الهيمي «أشكر الله أننا تمكنا من إنقاذ بعض الأشخاص وسوف أفعل ذلك مرة أخرى بل ألف مرة».


وأضاف، «طالما أني أعيش، وأستطيع، سوف أحاول عمل الخير من أجل اليونان. سوف أفعل ذلك دون تردد».


الرجل العنكبوت

 


وشهدت فرنسا واقعة مماثلة في سبتمبر الماضي، حيث منح الرئيس الفرنسي، المهاجر غير الشرعي مامودو جاساما، الجنسية الفرنسية، بالإضافة لميدالية الشجاعة تكريمًا له، بعد أن تحول من مجرد مهاجر أفريقي إلى «بطل» أطلق عليه الناس «الرجل العنكبوت» وذلك بعد إنقاذه طفل عمره 4 سنوات كاد أن يسقط من شرفة الدور الرابع.


وفي لقاءه معه صباح الاثنين 28 مايو الماضي، تحدث إيمانويل ماكرون مع جاساما _مالي الجنسية_، والذي أكد له أنه كان يسير في الشارع عندما سمع عدد كبير من الأشخاص يجتمعون أمام أحد المباني وعندما نظر لأعلى وجد طفل يكاد أن يسقط، وفقًا لموقع BBC.


وتابع جاساما قائلاً للرئيس الفرنسي: «عندما رأيته لم أفكر كثيرًا، فقط قمت بإنقاذه».


وكان عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي قد نشروا فيديو لـ جاساما وهو يتسلق المبنى ويقوم بإنقاذ الطفل بمهارة شديدة، ولذلك أطلقوا عليه لقب «الرجل العنكبوت».


أثنى الرئيس الفرنسي على جاساما ومنحة وظيفة رجل إطفاء بالإضافة للجنسية الفرنسية بعد أن كان يعيش بشكل غير قانوني داخل الأراضي الفرنسية.

هجمات الباتاكلان

 


وفي نوفمبر 2016، خلال حفل رسمي في ساحة بوفو، قام وزير الداخلية الفرنسي برنارد كازنوف بتسليم مرسوم التجنيس للحصول على الجنسية الفرنسية لرجل جزائري أظهر شجاعة كبيرة خلال هجمات الباتاكلان الإرهابية الشهيرة


ووفقًا للداخلية الفرنسية فإن الرجل الذي يدعى «ديدي» قام بأعمال شجاعة خلال الهجمات الإرهابية بتاريخ 13 نوفمبر 2015،  وبهذه المناسبة أيضا، قلده وزير الداخلية الميدالية الذهبية للأمن الداخلي.


ففي مساء يوم 13 نوفمبر سمع «ديدي» أولى طلقات الرصاص داخل الباتاكلان من خارج المبنى، ولشجاعته دخل إلى القاعة لإسعاف المشاهدين ومساعدتهم على الهروب رغم الرصاصات التي أطلقها الإرهابيون.


وهكذا قام عدد من المشاهدين بالخروج من منفذ النجدة في حين أن الجحيم كان ينطبق على القاعة، ثم خرج هو الآخر من ذلك الجحيم، وساعدهم على الاختباء في إقامة جامعية مجاورة.


في تلك الليلة و في وسط تلك الظروف، أنقذ ديدي حياة العشرات من الأشخاص، نساء ورجالا وشبابا، فرنسيين وأجانب. ولولا تدخله لكان عدد ضحايا الباتاكلان أكبر.