نجمات 2018| فلاحـات مصــر .. ستـات بـ 100 راجــل

فلاحـات مصــر .. ستـات بـ 100 راجــل
فلاحـات مصــر .. ستـات بـ 100 راجــل

- أم عماد: «بشتغل من طلعة النهار».. سمر: «العمل فى الأرض أفضل»
 


نجمات من طراز فريد.. حياتهن مسلسل من التضحيات.. يعشن فى الظل وتجهلهن الأضواء.. سواعدهن مئونة لمعدات الملايين من المصريين.. يعشن حياتهن بين طين الأرض وثرواتهن الحيوانيه لتأمين احتياجاتنا وتحقيق الأمن الغذائى.. تجدهن دائما سندًا للوطن أينما احتاجهن دون أن يردن كلمة شكر تقديرًا لمجهودهن الكبير.. إنهن فلاحات مصر شريان حياة بطون المصريين من أقصى مصر ومغاربها.


«الأخبار» فى هذا التحقيق تستعرض بعض قصص هؤلاء البطلات اللاتى وهبن أنفسهن فداءً لجموع المصريين حتى يأمنوا من بعد خوف على حياتهم وحلمهم بمأكل صحى لهم ولأولادهم.


تبدأ الحكاية مع انطلاق آذان فجر كل يوم.. تتفتح الأعين وتبدأ رواية الكفاح المعتادة، فبمجرد أن تنتهى الصلاة وتقضى كل بطلة من قصتنا صلاتها.. يتجهن إلى «الزريبة» وفق وصفهن ليبدأ الفصل الأول من الرواية بحلب الأبقار والماعز تمهيدا لتصنيعها إلى منتجات كـ»الجبن» ومشتقاتها.

 مع بزوغ الضوء الأول للشمس وبالأخص فى تمام الساعة الـ 6 ونصف صباحا يبدأ جزء جديد من القصة حيث يتجهن إلى الأرض ليشاركن أزواجهن وأقاربهن فى «حش» البرسيم وزراعة الأرض.. يستمر ذلك الأمر حتى الساعة الـ 9 صباحاً تقريبا.. عقب انتهاء هذه المرحلة ينصرف الكثير منهن إلى منازلهن ليشرعن فى تجهيز احتياجات المنزل وتأمين الطعام لأزواجهن وأبنائهن تاركات الرجال يكملون عملهم فى الأرض

بينما يتجه البعض الآخر منهن إلى السوق ليتكسبن من بعض ممن أنتجن من خضراوات وجبن ليبعنه فى الأسواق، ومع قرب آذان العصر يبدأن فى التجمع مرة أخرى ليستكملن عملهن مع أزواجهن فى روى الأرض والتأكد من سلامة الزرع مستمرات فى ذلك الأمر حتى تبدأ الشمس فى المغيب ويؤذن آذان المغرب.

بابتسامة صافية ونظرات راضية تبدأ سمر محمود، ربة منزل، حديثها قائلة: إن العمل فى الأرض ومساعدة والد زوجها فى « حش « البرسيم وزراعة الأرض هى أفضل اللحظات لها لأنها فى المقام الأول تعاون الرجل الذى تشعر دوما لطيبته وصفائه أن أباها لا أبا زوجها أضف إلى ذلك أنها عندما تقوم بهذا العمل ينتابها شعور من الفخر لا يوصف لأنها شريك فى تأمين مأكل ملايين المصريين.


وتوضح أنها يبدأ يومها بالاستيقاظ فى الساعة الـ 4 فجرا لتعد إفطارا للأسرة ومن ثم تقوم بإعداد ملابس ابنها لتجهيزه إلى الذهاب لمدرسته وبعد الانتهاء من كل هذا تذهب إلى «الزريبة» لتقوم بحلب الإبقار وجمع الروث الموجود هناك ليتم نقله إلى الأرض لزيادة خصوبتها. «مافيش أحلى من الأرض والطين ومفيش أحلى من أنك تشوف ثمرة إيدك وهى بتطرح وعارف إنها هتفرح ناس كتير لأنها مصدر غذائهم إلى بيستنوه ساعتها بنحس بقيمتنا إحنا الفلاحين» بهذه الكلمات المعبرة

وبنظرة مليئة بالنقاء مختلطة بآلام العمل بدأت سامية عبد الحميد، ربة منزل، حديثها. وتضيف أنها اعتادت العمل فى الأرض منذ طفولتها واستمر بها الوضع حتى الآن لتصبح الأرض جزءًا لا يتجزأ من حياتها ودمائها واليوم الذى لا تأتى فيه إليها تشعر بشيء ينقصها فالأرض أصبحت شريانها ومتنفسها الذى تحيا به.

«انا اتعودت اشتغل مع طلعة النهار ومش عايزة حاجة من الدنيا غير انى حج وبوجه رسالتى لحبيب الغلابة السيسى أنا نفسى أحج يا ريس وواثقة انك لو سمعتنى هتحققلى أحلامى» بعيون دامعة وصوت متهدج متقطع تحدثت أم عماد، بائعة جبن وسيدة فى أواخر الخمسينيات من عمرها، وتضيف أنها فى أواخر عمرها ومرت بكثير من الصعاب وأنهت رسالتها فى الحياة وتريد أن تختمها بزيارة بيت الله الحرام لتكون خير خاتمة لها لحياة مليئة بالأحداث الجسام.
 

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي