بين الولادة والرضاعة إلى التنفس عبر الرئة، ملامح من الدولفين إلى المصري، وكأن بينهما ألف حلقة وصل، يشبه كل منهما للآخر في «حب الخير وطبية الأصل»، في النهاية حكاية مخلوقات «مقاسمين الحياة مع بعض».
شهرة واسعة حاز عليها الدولفين في إنقاذ البشر من الغرق، وربما هذا ما يفسر تلقيبه بـ«صديق الإنسان»؛ بل إن معظم المختصين والباحثين في علم البحار يعتبرونه أفضل صديق للإنسان داخل البحر.
قصة أبو سلامة
ولا يخفى على كثيرين أن الدولفين من الكائنات الحية التي تتعلم وتكتسب مهارات من الإنسان سريعًا، ما يفسر وجود فقرات خاصة له مع الإنسان في الألعاب المائية؛ حيث يؤكد مدير محميات البحر الأحمر الدكتور أحمد غلاب أن الدولفين يعرف في منطقة البحر الأحمر باسم «أبو سلامة».
اقرأ للمحرر أيضًا| عبد الرحمن صبري..مراهق يمتلك 7 طائرات ومطار
الصيادون في مصر يلتزمون بعدم صيد الدولفين بالبحر الأحمر؛ لاعتقادهم بأنه «ليس من الفأل الحسن صيده»، والغريب أنهم لا يستطيعون التفريق بين أنواع الدلافين؛ لكنهم يكتفون بتسميته «أبو سلامة» ويتفاءلون بوجوده في التراث الخاص بهم.
على كل شكل ولون
حسب موقع الهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية فإن جميع الدلافين التي تتواجد في مياه البحر الأحمر والخليج العربي تعتبر من عائلة الحيتان المسننة. وتتنوع دلافين البحر الأحمر لتصل إلى 14 نوعًا.
الدلفين الدوار يفضل المياه العميقة والبعيدة عن الشاطئ، وسمي بهذا الاسم لقيامه بالدوران حول نفسه أثناء قفزه فوق سطح الماء، ولا يعرف لماذا يقوم بهذا السلوك، إلا أنه معروف أن الدلافين تميل إلى اللعب، ولوحظ أنها تخصص أوقات في اليوم للعب فيما بينها.
ثم يأتي «أحدب الظهر» غالبا بالقرب من الشواطئ ويدخل إلى الخلجان ومناطق أشجار الشورى، ويعد من أكثر الأنواع شيوعًا، ويشاهد في معظم المناطق الساحلية وهي من الدلافين المرحة ولا تخاف الإنسان.
«المخطط» نوع ثالث يفضل المياه العميقة والبعيدة عن الشاطئ، ويتميز بلونه الداكن والمائل إلى الزرقة، وبوجود خطوط بيضاء على جانبيه ممتدة من الفم حتى الذيل بشكل متعرج رائع، ويكون لون الزعنفة الظهرية عادة أزرق قاتم ومدببة الطرف.
أما الدلفين «الشائع» فعادة يتواجد بالمياه المفتوحة، ومن المعروف عن هذا النوع يتسابق مع القوارب والسفن أثناء عبورها مناطق تواجده.
خامس الأنواع «ذو الأسنان الخشنة»، وينتشر في المياه المفتوحة العميقة، ويميل لون ظهر الحيوان البالغ منها إلى الرمادي الداكن ويمكن مشاهدة خط وردي اللون ممتد من أسفل العين حتى نهاية البطن والذي يكون لونه أبيض، ويعد من أمهر الدلافين في السباحة، ويمكنه الغوص حتى 70 مترًا تحت سطح الماء بحثًا عن غذائه.
اقرأ للمحرر أيضًا| زمن «الأوتوموبيلات».. آثار متحركة يلاحقها العاشق «وهدان»
دلفين رايسو أيضًا نال هذا الاسم إلى العالم الذي صنفه، ويتواجد في الغالب في البحار العميقة والمحيطات وحول الجروف القارية، ويشاهد في مجموعات صغيرة من 3 إلى 30 حيوانًا في القطيع، ويتميز هذا النوع عن غيره من الدلافين الأخرى بعدم وجود أنف بارز في مقدمة الرأس كما هو الحال في بقية الدلافين.
وفي نهاية القائمة المصرية الدولفين ذو الأنف القاروري، ويتركز وجوده في المناطق الساحلية وقرب الشواطئ وكذلك المياه المفتوحة، ويتشابه هذا النوع من الدلافين مع العديد من أنواع الدلافين خاصة إذا ما شوهد من مسافة بعيدة، إلا أنه يتميز عن غيره بلونه المتباين ما بين الرمادي الفاتح إلى الأسود في بعض الأحيان على منطقة الظهر، بالإضافة إلى شكل الزعنفة الظهرية.
أسرار النفوق
عن طريق الخطأ قد يقع الدولفين في شباك الصيادين، التي تنشر ليلا في المناطق الضحلة؛ لكن الدكتور غلاب يؤكد أن هذا يحدث بشكل نادر جدًا، ويكون أمر مزعج للصيادين.
اقرأ للمحرر أيضًا| لماذا تصر سيدة صينية على لقاء «مضيف مصري» بمطار جوانزو؟
صحيح أن نفوق الدولفين أمرًا طبيعيًا، إلا أن الأمر الغريب جدًا أن يكون النفوق ناتج عن تعرضه لحادثة أو تلوث، وهناك 5 أسباب رئيسية لنفوق الكائنات البحرية ذات الحجم الكبير.
التقدم في السن أول وأبرز أسباب نفوق الدلافين، ثم إصابتها بالأمراض، إضافة إلى أسباب بشرية أخرى، مثل وقوعها في شبك الصيادين بشكل خاطئ، أو اصطدامها بالمراكب أو التلوث.
