أسسه «ثروت عكاشة».. تاريخ نشأة معرض الكتاب

ثروت عكاشة وسهير القلماوى
ثروت عكاشة وسهير القلماوى

«اقرأ» أوّل كلمة تشرَّفت بها الأرض من كلام رب العالمين، وكانت أوّل رمز للتواصل بين الملأ الأعلى والأرض، وإن دل ذلك على شيء فإنّه يدل على المكانة العظيمة التي تحتلها القراءة في الدين الإسلامي.

 

وقد اهتمت الدولة المصرية منذ عقود بالقراءة، ونظمت العديد من المحافل التي تشجع وتسهم في نشر ثقافة القراءة، ولعل أبرز هذه المحافل هو معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي يحتفي المشهد الثقافي المصري والعربي باليوبيل الذهبي له هذه الأيام، وتقام فعاليات دورته الخمسين خلال الفترة من 23 يناير وحتى 5 فبراير 2019، بمركز مصر للمعارض الدولية «المنارة».

 

وقد أصبح معرض القاهرة الدولي للكتاب، أحد أهم المنارات والمحافل الثقافية في العالم، حيث يعد المعرض الأول في الشرق الأوسط، والثاني على مستوى العالم بعد معرض «فرانكفورت» .


البداية

 

كانت نواة هذا المعرض عام 1963 في صورة أسبوع للكتاب بمشاركة 10 ناشرين مصريين وناشرين من أربع دول عربية هم : لبنان، العراق، سوريا، والأردن، حيث تم عرض أحدث الإصدارات ولم يتم إعادة تلك التجربة مرة أخرى.


نشأة معرض الكتاب

 

سطع نجم المعرض لامعا في سماء الثقافة منذ عام 1969 حيث بدأت الفكرة مع رئاسة الدكتورة الراحلة سهير القلماوي للمؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر، وكانت القاهرة تحتفل حينها بعيدها الألفيّ، فقرّر وزير الثقافة آنذاك ثروت عكاشة، أن يكون للاحتفال مذاقٌ ثقافيٌّ خاصٌّ، وطلب إقامة أول معرضٍ للكتاب من سهير القلماوي، ومن هنا بدأت فكرة المعرض وأصبح يُقام سنويًّا حتى اليوم.


افتتاح أول معرض للكتاب

 

في عام 1969 تم ميلاد أول معرض دولي للكتاب بمصر على أرض المعارض في الجزيرة بمساحة 2000 م2، بعدد 100 ناشر، وباشتراك 5 دول أجنبية فقط.

 

وكان المعرض تحت إشراف المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر التي كانت تضم شركتين آنذاك هما: دار الكاتب العربي للطباعة والنشر، والشركة القومية للتوزيع .

 

وكان الهدف من إقامة هذا المعرض هو إتاحة الفرصة للناشرين أن يلتقوا ويتدارسوا أمر الكتاب وقرائه، وافتتح المعرض الدولي الأول للكتاب د. ثروت عكاشة وزير الثقافة في حينه، بمشاركة وزراء الإرشاد القومي والخزانة والأوقاف والتعليم العالي هذا بجانب سفراء الدول العربية والأجنبية وممثلو الهيئات الثقافية بالخارج وكان هؤلاء في ضيافة د. سهير القلماوي رئيس المؤسسة المصرية العامة للتأليف والنشر .


ملتقيات ثقافية وفكرية بـمعرض الكتاب

 

لم يقتصر دور المعرض على عرض الكتب في فروع المعرفة المختلفة، من مصر والدول العربية والأجنبية المشاركة، بل تحول إلى مناسبة ثقافية كبرى يشارك فيها كبار رواد الفكر والأدب والفن عن طريق تنظيم ملتقى فكرى وثقافي عام 1982.

 

وبداية من عام 1978 بدأ مركز تنمية الكتاب بالهيئة المصرية العامة للكتاب، وبمشاركة هيئة اليونسكو في عقد حلقات دراسية مواكبة للمعرض، وتميزت هذه الحلقات بالعمل الجاد المثمر، والنقاش الموضوعي العميق، في مجال الثقافة الخاصة للأطفال ومشاركة الآباء والأمهات.

 

ومنذ عام 1969 حتى عام 1983 أقيم المعرض الدولي للكتاب بأرض المعارض الدولية بالجزيرة، ثم انتقل المعرض إلى أرض المعارض الدولية بمدينة نصر اعتبارا من المعرض الدولي السادس عشر للكتاب عام 1984، وهذا العام تم نقله بمركز مصر للمعارض الدولية «المنارة» بالتجمع الخامس .