صفحات «الخروجات» على «فيسبوك» إعلانات للنصب.. و«حماية المستهلك»: العقوبة قاسية

صفحات الخروجات على فيسبوك - صورة مجمعة
صفحات الخروجات على فيسبوك - صورة مجمعة

- أدمن صفحة للخروجات على «فيسبوك»: الإعلان بـ2000 جنيه.. ونضمن لكم إقبالا كبيرا

 

- «حماية المستهلك»: إعلانات مضللة يجب الحذر منها.. والقانون الحالي لا يشملها وننتظر «التجارة الإلكترونية»

 

- «محمد» و«منة»: تقدم مواصفات وتجارب رائعة لأماكن رديئة.. وبعد التجربة تكتشف «الوهم»

 

انتشرت على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك» صفحات تدعي بأنها تقدم ترشيحات وتجارب لأفضل أماكن الرفاهية والخروج وقضاء أوقات الإجازات، حيث يتخذ المنشور عليها شكل إعلاني بالصور والأسعار، ويروي أدمن الصفحة – من باب النصيحة وعن تجربة – أنها تلك أفضل الأماكن لتناول عشاء شهي أو لخروج المرتبطين أو فسح عائلية بالقاهرة أو قضاء وقت سعيد احتفالا برأس السنة أو شراء الملابس.

 

أبرز هذه الصفحات عدة أسماء لأماكن الترفية والخروجات بالقاهرة بأسعار في متناول الشباب، لكن تلاحظ التعليقات على المنشورات بتلك الصفحات أن الجمهور جرب تلك الأماكن التي أوصت بها الصفحة ولم تكن بالمواصفات التي ذكرتها، وأن لديه تجربة سلبية عن تلك المطاعم والمقاهي والأماكن المعلن عنها، بخلاف ما تضمنه المنشور من إيجابيات.

 

بحثت «بوابة أخبار اليوم» في هذه الصفحات لاكتشاف حقيقتها وهل هي مجرد خدمة للجمهور أم «سبوبة» للمكسب؟.. وقمنا بالاتصال بأشهر هذه الصفحات تليفونيا على اعتبار أننا نملك مطعم وكافيه ونرغب في نشر منشور له على الصفحة فجاء الرد: «البوست عندنا بألفين جنيه.. هنصور لك المطعم بجودة عالية ونزلها على الصفحة ومعاه لينك صفحة المطعم على الفيسبوك.. والكافية برضو بـ2000 جنيه.. وهنضمن لك إقبال كبير والبوست يوصل لأكثر من مليون مستخدم على الفيسبوك.. وبالتالي الاقبال هيزيد عندك بدرجة كبيرة.. ولدينا عروض في هذا الشهر بمناسبة رأس السنة».

 

رأي الجمهور

محمد علي، 25 عاما، يروي لنا تجربته مع هذه الصفحات على السوشيال ميديا فيقول: «قرأت منشور على إحدى الصفحات عن مطعم يقدم صينية لحمة تكفي 10 أفراد بـ800 جنيه ومعها سلطات وخضار.. وكان شكل الصور مغري جدا.. وأدمن الصفحة بيقول أن تجربته مع المطعم رائعة.. عزمت صحابي على الخروجة ووصلنا المطعم وطلبنا صينية اللحمة اكتشفنا أنها مغايرة تماما للصور والمواصفات المذكورة على الصفحة.. والخدمة رديئة جدا والأكل طعمه سيء.. والأدمن أوهمنا أن اللحمة بلدي.. وطلعت لحمة مستوردة.. بجد حسبنا الله في اللي بيغش الناس ويخدعهم».

 

أما منة علي، 26 عاما، فتقول أنها قرأت منشورا على إحدي هذه الصفحات لخروجات في منطقة الحسين بشارع المعز، والأدمن ذكر وصف رائع للمكان، ولما ذهبت برفقة أصدقائي لم نجد هذا الوصف والتذاكر مرتفعة السعر والخدمة ليست كما ذُكر عنها.

 

التجارة الإلكترونية وحماية المستهلك  

وقالت سعاد الديب، رئيس الاتحاد النوعي لجمعيات حماية المستهلك وعضو مجلس إدارة جهاز حماية المستهلك: «في الحقيقة لا توجد ضوابط للتجارة الإلكترونية على شبكة الإنترنت والسوشيال ميديا حتى الآن، ولم يصدر قانون حماية المستهلك الذي سينظم التجارة الإلكترونية ويضمن حقوق المستهلكين؛ ولايزال في البرلمان، وهناك توجه لعمل قانون خاص بالتجارة الإلكترونية وحدها، ولا أحد يتابع ما يجري من تجارة إلكترونية، فهى خارج سيطرة الدولة لأن القانون القديم لحماية المستهلك لا يشملها».

 

وأضافت أنه عند التعامل مع المواقع الإلكترونية الخاصة بالبيع والشراء والإعلانات على الصفحات يجب أخذ الحيطة والحذر، وعدم الانسياق وراء الإعلانات الخادعة، وإلا فلا ضرورة للتعامل معها من الأساس، لأنها إعلانات تغري المستهلكين وتهدف للنصب والغش».

 

وذكرت: «القانون الجديد لحماية المستهلك الذي يجري مناقشته في البرلمان زاد فيه العقوبات عن القانون السابق رقم 67 لسنة 2006، حيث كانت الغرامة من 5000 جنيه وحتى 100000 جنيه وإذا تكررت المخالفة تتضاعف؛ ولكنها في القانون الجديد تضاعفت حتى 500000 جنيه، بالإضافة إلى تطبيق قانون العقوبات بمواده الخاصة بالجرائم».

 

وتابعت: «جهاز حماية المستهلك لا يملك الإمكانيات الكافية والكوادر للسيطرة على التجارة الإلكترونية في ظل القانون الجديد الذي يجري الموافقة عليه، فتم وضع أمور كثيرة ومتشعبة في القانون الجديد وهذا لا يصح وبدليل أنهم يسعون حالياً لصياغة قانون منفصل للتجارة الإلكترونية».

 

الإبلاغ عن الصفحات والمنشورات

خوضنا التجربة للإبلاغ عن تلك الصفحات والمنشورات بها، وقمنا بالضغط على خيارات المنشور وفتح قائمة بها تحوى ملاحظات حول المنشور، واختيار محتوى زائف أو غير هام أو مبيعات غير مصرح بها أو محتوي غير مهم أو احتيالي، وبعدها يتيح لك خيارات إلغاء متابعة الصفحة أو حظرها.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي