حوار| رئيس الطائفة الإنجيلية: السيسي حول المواطنة لواقع.. واستفدنا من تقنين الكنائس

د.أندريه خلال حواره مع محررة "بوابة أخبار اليوم"
د.أندريه خلال حواره مع محررة "بوابة أخبار اليوم"

مصر تسعى إلى الحفاظ على المواطنة وإرساء قواعدها

إعدام الإرهابيين المعتدين على الكنائس مؤشر جيد

لا أمانع في رسامة المرأة «قسا»

تجديد الخطاب الديني رؤية ثاقبة للسيسي

تسعى الكنيسة الإنجيلية دوما في مصر، إلى إرساء روح المواطنة والتسامح وقبول الآخر، فكثيرا نرى أنشطة خيرية متعددة تخدم المسلمين والمسيحيين معا، فمن ينسى دور الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة في نجدة مصابي الثورة؟، إضافة إلى فتحها لأبوابها أمام الصائمين في رمضان وتنظيم إفطار وطني جماعي.

وحول المواطنة وتقنين الكنائس ودور الإنجيليين في تجديد الخطاب الديني وغيرها من الموضوعات، التقت "بوابة أخبار اليوم" بالدكتور القس أندريه زكي رئيس الطائفة الإنجيلية، ورئيس رابطة الكنائس الإنجيلية في الشرق الأوسط، حيث تم طرح العديد من الأسئلة التي أجاب عليها بسعة صدر.

 

بداية.. حدثني عن علاقة الكنيسة الإنجيلية بباقي الطوائف؟

علاقتنا بباقي الطوائف، علاقة محترمة للغاية، نكن كل احترام لقداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وكذلك البطريرك إبراهيم إسحق، بطريرك الكنيسة الكاثوليكية، ونحن على اتصال مستمر ونتبادل الآراء والزيارات، فالعلاقات طيبة للغاية ليس على مستوى رؤساء الكنائس فقط بل أيضا على مستوى الشعب، فجميع المسيحيين يريدون الوحدة ويحثون على احترام الآخر.

هل تقدمتم بطلب لإنشاء كنيسة إنجيلية في العاصمة الإدارية؟

تقدمنا بطلب إلى الدولة لإنشاء كنيسة إنجيلية بالعاصمة الإدارية الجديدة، وتم تحديد مكان لها إلا أن المساحة ضئيلة، وقد طالبنا بمساحة أكبر والأمر حاليا أمام رئيس الوزراء ونتوقع خبرا قريبا بهذا الشأن.

برأيكم كيف ترون دور الرئيس فيما يخص المواطنة؟

 الرئيس عبد الفتاح السيسي هو الحاكم الذي يحول المواطنة إلى فعل على أرض الواقع، فهو يؤكد على احترام كافة العقائد الإيمانية، مما يخلق وعيا بين المسؤولين بالدولة والعامة، هذا هو المعنى العميق للمواطنة، فسابقا كان ملف الأقباط يتعامل معه أمنيا فقط عكس الآن، وما يقوله الرئيس يمثل نقطة تحول هامة فهو يعطي حرية للجميع، وتصرفاته وطنية غير مسبوقة كما تعد نموذجا للمنطقة بأكملها في الحريات واحترام العقائد.

كيف ترون عملية الإصلاح الاقتصادي التي تشهدها مصر؟

المشروعات وعملية الإصلاح الاقتصادي التي تتم في مصر حاليا هي عملية حقيقية وغير مسبوقة، ولكن يبقى شيئ واحد، وهو أن تلك العملية تأتي بثمارها مع الفقراء والمحتاجين، وأتوقع أن يتم ذلك فهو ما يدعو إليه الرئيس وتسعى إليه الدولة أن يكون من أولوياتها في 2020.

اعتقد أن المردود الاقتصادي خلال العام ونصف القادمين، سيغير من حياة محدودي الدخل وسيفرق بصورة كبيرة، فمصر تشهد مشروعات ضخمة في البنية الأساسية والاستثمارات وفتح أسواق جديدة في مجالات الزراعة والسياحة والعمل على عودتها، فنحن نسير في الطريق السليم للتنمية.

كيف تقيمون قرارات تقنين الكنائس وهل استفادت الكنيسة الإنجيلية منها؟

بالطبع هي إجراءات جيدة وبناءة، ونعم لقد استفادت الكنيسة الانجيلية من قرارات تقنين الكنائس، فقد تقدمنا بـ970 كنيسة وبـ1070 بيت خلوة ومؤتمرات، ما تم الموافقة عليه حتى الآن بلغ  82 كنيسة أي أننا نقترب من 10%، العملية كانت بطيئة في البداية نتيجة بطء الإجراءات لكن السرعة متوقعة في المرحلة القادمة».

ماذا عن اختلاف توقيتات الاحتفال بالأعياد؟

الأعياد ليست محض اختلاف لاهوتي أو عقائدي، والاختلاف حول توقيت الميلاد يعود إلى أن الكنيسة الغربية تتبع تقويمها والكنيسة الشرقية تتبع تقويمها، هذا الاختلاف هو ما أدى إلى اختلاف التوقيت فالفارق أسبوعين فقط بين احتفال كلا منهم بأعياد الميلاد، اتذكر أن البابا تواضروس قام بمحاولة تتعلق بعيد القيامة وكان له مع المؤسسات الكنسية العالمية حوار بهذا الشأن لكن إلى الآن لم يقر شيء بشأن هذا الأمر لأن احتفالات القيامة سيحتفل بها الغرب قبلنا.

كيف كانت زياراتكم الخارجية، وماذا تضمنت؟

لقد زرت مؤخرا السويد وألمانيا، لم تكن زيارات رعوية فقط بل شملت لقاءات بعدد من المسؤولين، فقد التقيت بالدكتورة ماريا فلاشسبارس الوزيرة بالوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية بألمانيا وعضو البوندستاج الألماني، وكذلك د.برنهارد فيلمبرج المدير العام بالوزارة الاتحادية للتعاون الاقتصادي والتنمية بألمانيا، وجوناس سيلي عضو البوندستاج الألماني.

شرحت لهم أن ليس كل ما يقال وينقل عن مصر صحيح، فالصورة العامة مغلوطة، كما أنه هناك توجه للمضي سريعا نحو بناء الكنائس وأن العلاقات في مصر تتطور وما تمر به مصر من أزمات مرت به العديد من الدول، كما شرحت أن تلك الأزمات تكمن في العقليات المتطرفة المثيرة للمشاكل، والتي تسعى الدولة إلى محاسبتها وردعها بكل الطرق، مصر تسعى إلى الحفاظ على المواطنة وإرساء قواعدها، كما تم اتخاذ أحكام الإعدام بشأن عدد من الإرهابيين الذين اعتدوا على الكنائس، وهذا مؤشر جيد للغاية على دولة القانون وحماية المواطن.

ما هو عدد الإنجيليين في مصر؟

الإنجيليون في مصر ينتمون لـ18 مذهبا، والمذهب هو مجموعة من الكنائس وأكبرهم الكنيسة الإنجيلية المشيخية «سنودس النيل الإنجيلي»، كما أن الـ18 مذهبا يشكلون 1500 كنيسة محلية، والعدد التقريبي لمن هم أعضاء ومترددين بالكنيسة الانجيلية حوالي 2 مليون مواطن مصري.

ماذا قدمت الكنيسة الانجيلية للمصريين؟

فيما يخص الإنجيليين، لدينا العديد من المؤسسات المتميزة والمدارس التي تقدم أفضل تعليم ومنظومة أخلاقية بأفضل أسعار، وتلك هي معادلتنا فنحن نمتلك مدارس كلية رمسيس ورمسيس الجديدة والمدرسة البريطانية بالقطامية..الخ.

لدينا حوالي 24 مدرسة في القاهرة وغيرها من المحافظات ونسعى للمزيد، وإلى جانب التعليم لدينا الهيئة القبطية الإنجيلية التي تعد من أكبر مؤسسات المجتمع المدني والتي تخدم سنويا حوالي 3 ملايين محتاج مسلم ومسيحي دون تفرقة، فهي تقدم خدماتها في مجالات الزراعة والصحة والبيئة والإسكان وترعى ذوي الاحتياجات الخاصة وتشجع على المشروعات الصغيرة.

لدينا مصريون إنجيليون يشاركون في السياسة، بعض النواب الذين لديهم دور كبير في الدولة، أما خارج مصر في سوريا على سبيل المثال، فرابطة الإنجيليين هناك كانت تقدم خدمات بملايين الدولارات سنويا للمسلمين والمسيحيين دون تفرقة، لقد قمنا في مجال الإغاثة بالعديد من الأدوار في الشرق الأوسط.

 

ما الجديد حول قانون الأحوال الشخصية الموحد؟ وما السبب في تأخير إقراره رسميا؟

لقد اتفقنا مع الكنيسة الأرثوذكسية على 95% من بنود القانون، إلا أننا توقفنا عند 4 نقاط لم يتم حسمهم بعد وكانوا مصدر اختلاف وهم: الطلاق، وبطلان الزواج، إضافة إلى مطالبتنا بمادة خاصة بالتوريث، ومطالبتنا كذلك بمادة خاصة تتعلق بالتبني، أتوقع أن يحدث لقاء قريب بين رؤساء الكنائس وأتصور أن القانون الموحد سيخرج إلى النور في 2019 لأنه سيحل العديد من المشاكل القائمة، كما أتوقع أن تشهد نقاط الاختلاف كرفض الكنيسة الكاثوليكية للطلاق، حلولا فرعية.

 

وماذا عن تجديد الخطاب الديني؟

تجديد الخطاب الديني يجب أن يظل مستمرا، وهو يتم وفق تغيرات المجتمع والزمن والمشكلات، ورؤية الرئيس السيسي بهذا الشأن رؤية ثاقبة لأن الدين في مصر أمر أساسي وما يقال بشأنه سيدفع بلادنا إلى الأمام، الجميع يحتاج إلى التجديد ولكن الأمر ليس سهلا، فتجديد الخطاب السياسي والاقتصادي أسهل بكثير كون الخطاب الديني مرتبط بمجموعة من المسلمات، الأمر الذي يحتاج حكمة في التصرف، سيأخذ وقت لكنه ضرورة ملحة.

 

الكنيسة الإنجيلية لها دور اجتماعي في مصر على كافة الأصعدة..  فما دورها في تنشيط السياحة؟

تهتم الكنيسة الإنجيلية بتنشيط السياحة على عدة مستويات، فمثلا الصيف الماضي شهد بعض اللقاءات التي حضرها عدد ضخم من الأجانب وشاركت بها، نحن نشجع كنائسنا في الغرب على زيارة مصر، كما أن عدد كبير من البيانات التي تصدرها الكنيسة تشجع على المجيء لمصر إضافة إلى صفحاتنا الإلكترونية التي يقصدها الملايين والتي تدعم السياحة، فمشاركتنا في هذا الأمر عملية على أرض الواقع وليس كلاما فقط.

 

ما تعليقكم حول أوضاع المسيحيين في الشرق الأوسط ودول الصراع بصفة خاصة؟

المسيحيون ببعض الدول العربية يتعرضون للاضطهاد وأوضاعهم بصفة عامة خلال الـ20 عاما الماضية أوضاع سيئة، فمسيحيو العراق وسوريا خلال السنوات القليلة الماضية يتعرضون لسوء معاملة إضافة إلى حرق كنائسهم وبيوتهم وتشريد أسرهم وتدمير المجتمع المسيحي نتيجة الاضطرابات التي تشهدها دولهم والإرهاب الذي يستهدف الجميع بصفة عامة والمسيحيين بصفة خاصة.

في لبنان مثلا، أوضاع المسيحيين شبه مستقرة، أما في فلسطين فهناك تراجع كبير في أوضاع المسيحيين حيث وصلوا إلى 1% من التعداد الكلي وهم يواجهون اضطهادات من متطرفي اليهود، وفي الأردن على الرغم من وجود قليل للمسيحيين هناك إلا أنهم يتمتعون بالاستقرار والاندماج داخل المجتمع، وأخيرا تبقى مصر التي تعد رمانة الميزان للجميع، أؤكد أن استقرار مسيحيي مصر من استقرار مصر ومسلميها، لا أنكر وجود مشكلات للمسيحيين في بلادنا ولكن أوضاعهم مستقرة ومتمساكة مقارنة بغيرهم خاصة عقب 30 يونيو.

 

ما رأيكم في رسامة المرأة «قسا»؟

برأيي الشخصي، لا أمانع في الأمر فأنا أوافق وأؤمن بالمساواة بين المرأة والرجل في الرسامة، ولا سيما أن الكنيسة التي قامت برسامة المرأة شيخا تتوافق مع المفهوم اللاهوتي للكنيسة الإنجيلية، ولكن سنودس النيل الإنجيلي درس الأمر ورأي تأجيله وعدم اتخاذ قرار بشأنه في الوقت الحالي، وبصفتي جزء من المؤسسة الكنسية فأنا احترم قرارهم بتأجيل النظر في الأمر وانتظار القرار النهائي سواء بالموافقة أو الرفض.