حكايات| التاء «المذبوحة».. شهيدات الحجاب والمغامرة باسم الأديان

شهيدات الكراهية مسلمات وغيرهن
شهيدات الكراهية مسلمات وغيرهن

قتلوا النفس بغير نفس، لم يحيوا الناس جميعًا، روعوا الآمنين وطوعت أنفسهم قتل إخوانهم، صموا آذنهم عن كلام نبيهم «خير الناس أنفعهم للناس».. وفي المسيحية آية يحفظها أتباع الديانة «رد سيفك إلى مكانه لأن كل الذين يأخذون السيف بالسيف يهلكون».


هناك في المغرب «القريب»، أجمعت شرذمة من «الدواعش» أمرها على طرح «لويسا» و«ماريان» أرضًا، ثم ذبحوهما باسم الدين.

 

اقرأ للمحرر: هن و«الشيشة».. روايات في حب «الحجر» ونظرات «قلة الحيا»



قبل أيام، اكتشفت السلطات المغربية جثتين لفتاتين مذبوحتين بصورة بشعة في إحدى المناطق السياحية، فيما اتضح من ملامحهما أنهما أوروبيتان، ثم تم تداول فيديو يظهر أشخاص يذبحون فتاتين في إحدى مناطق المملكة؛ لكن الحقيقة أنهما امتداد لسلسة جرائم دفعت ثمنها فتيات أخريات.


خيمة النهاية

من بداية الرحلة كانت النهاية، فالفتاتين دان لويسا فيسترجر جيسبيرسن «24 عامًا» من الدنمارك، ومارين أولاند «28 عامًا» من النرويج، مولعتان بتسلق الجبال واختارتا مراكش لتقوما بتجربتهما في توبقال المتواجدة بمنطقة جبال الأطلس، إلا أنهما تعرضتا للاختطاف من قبل أشخاص باغتوهما داخل خيمة صغيرة كانتا تبيتان فيها في منطقة خلاء.

 

تلك الحادثة أثارت استهجان وذعر الكثيرين، وقد قامت السلطات هناك بالقبض على 3 من المشتبه بهم في تنفيذ تلك الجريمة وسط مطالبات شعبية في المغرب بإعدامهم، كما تبين فيما بعد مبايعة المتهمين لتنظيم «داعش» الإرهابي، قبل أن تكشف التحقيقات عن أعداد أخرى من المتورطين في الجريمة.

 

اقرأ للمحرر: عرب على «تيتانيك».. مصري هدم أكذوبة «الفيلم» ولبنانيون قتلوا بالرصاص

شادن محمد

 

في أبريل 2017، لقيت طالبة مصرية تدعى شادن محمد مصرعها بعد تعرضها لحادث دهس أثناء سيرها مع صديقتها بإحدى شوارع مدينة كوتيوس بالعاصمة الألمانية برلين.


هكذا تناولت الصحف ووسائل الإعلام هذا الخبر، حادث سير يتعرض له الملايين حول العالم وقد سجلته السلطات هناك كحادث، حتى جاءت شهادة أحد الشهود لتقلب القضية رأسا على عقب.

 

الحادث لم يكن عاديا بالمرة، فالطالبة صاحبة الـ22 عاما، دفعت حياتها ثمنا لكونها «غير أوروبية»، فبحسب شهود العيان فإن سائق السيارة قد توقف بعد دهس شادن ببضع أمتار، ونزل ومعه أثنين من أصدقائه، وتوجه إليها ممعنا النظر لها وموجها لها كلمات عنصرية.. «من الواضح أن في بلدكم لا يوجد شوارع، ولكن على المرء في ألمانيا أن ينظر إلى الشارع، فلتنصرفوا إلى بلدكم، ولن يصدمكم شيء هناك، أنتم لاجئون قذرون».

 

كذلك أفاد الشهود بأن القاتل كان يسير بسرعة 80 كيلو مترا في الساعة، في شارع الحد الأقصى للسرعة به هو 30 كيلو متر في الساعة، الأمر الذي يعد مخالفة صارخة لقوانين المرور هناك تستدعي المحاكمة.

 

للأسف لم تكن شادن تعيش في ألمانيا منذ فترة طويلة، بل وصلت إليها لدراسة الهندسة المعمارية منذ شهر واحد قبل مقتلها.

 

اقرأ للمحرر: مسابقة محرمة للخيول في الطيران والسباحة.. تنافس مصارعة الثيران

 

شهيدات الحجاب

 


هذا اللقب لحق بالعديد من المسلمات اللاتي لقين حتفهن نتيجة التعرض للحوادث العنصرية الرافضة لوجودهن كمسلمات على أراض أجنبية أو الرافضة لارتدائهن للحجاب، فكان مصيرهن القتل.

 

في عام 2009، شهدت ألمانيا حادثا عنصريا بغيضا؛ حيث لقيت المصرية الشابة مروة الشربيني مصرعها، بعد تلقيها طعنات قاتلة داخل إحدى محاكم مدينة دريسدن أثناء قيامها بالإدلاء بشهادتها في القضية التي رفعتها ضد شخص سبها بألفاظ عنصرية ووصفها بالإرهابية، دون توجيهها أي إهانة له أو التحدث معه فهي تعيش في سكون بصحبة زوجها الذي دفعته الدراسة إلى السفر.

 

وأمام هيئة المحكمة قام هذا الشخص بقتلها، لتتحول شخصيتها لأيقونة ورمز فقام الكثيرون بالتعاطف مع قضيتها ورفض الحادث وصلت إلى حد تنظيم وقفات احتجاجية وتأبينية لذكراها.

 

في يونيو 2010، حسم القضاء الألماني القضية الشهيرة التي تحولت لقضية رأي عام عالمية، وذلك بتأييد حكم بالسجن مدى الحياة على قاتلها بعد خسارته الاستئناف الأخير له أمام محكمة دريسدن الألمانية.

 

وفي 2017 أيضًا انتهت حياة شابة مصرية جميلة أصولها من أرض النوبة تعيش مع أسرتها في الولايات المتحدة.. شابة في ريعان عمرها «نبرة حسنين - 17 عامًا».

 

أثناء سير «نبرة» بصحبة عدد من صديقاتها عقب خروجهم من أحد المساجد التابعة لمركز «آدامز» الإسلامي بولاية فيرجينيا، واجههن سائق سيارة «22 عامًا»، وعند نقطة معينة خرج من سيارته واعتدى عليها بالضرب بآلة معدنية وخطفها، وسط ذهول المحيطين بها.


بدورها، اتهمت شرطة المقاطعة داروين مارتينيز توريس بقتلها وإلقاء جثتها في إحدى البرك القريبة من المسجد الذي كانت تتردد عليه. أما والدها فأكد أن الدافع وراء قتل ابنته عنصري بحت، كونها مسلمة محجبة وكانت ترتاد المساجد.

 

مريم عبد السلام
 

لم تكن مريم عبد السلام تلك الفتاة المصرية تتوقع أن تكون نهايتها على يد فتيات عنصريات في بلد غريب. غادرت الشابة وأسرتها مصر وتوجهوا إلى بريطانيا طلبا للعلم.

 

أرادت مريم دراسة الهندسة ببريطانيا، وأثناء سيرها في الطريقة مستقبلة حافلة بمدينة نوتنجهام التي تقطنها بغرض الدراسة، تعرضت لاعتداء وحشي من قبل 10 فتيات بريطانيات من أصل إفريقي، عانت فيه من الضرب والسحل حوالي 20 مترًا على الأرض، وفقًا لفيديو انتشر عبر الإنترنت، لتصاب على إثر ذلك بنزيف في المخ والرئة.

 

ورغم كافة محاولات إسعاف الفتاة، إلا أن جهود علاجها لـ12 يوماً لم تأت بنجاح، لتلفظ أنفاسها الأخيرة في أحد مستشفيات المدينة.

 

تسبب حادث مقتل «مريم» في حالة من الغضب والرفض في بريطاني ومصر، وسط مطالبات بمحاسبة المتهمات، ومثلما أدانت الخارجية في مصر الحادث أدانته أيضا السفارة البريطانية ووصفته بالعمل الخسيس.

 

في النهاية، قائمة الضحايا من كافة الجنسيات والأديان كبيرة وليس لها متسع، فهناك من يقتل باسم الإسلام – والإسلام منه براء- وهناك من يقتل كرها للإسلام – جهلا وتعصبا- لكن في كل الأحوال يبقى الوعي وتغيير الفكر هو الحل الوحيد ومهمة كافة الهيئات الدينية والاجتماعية.