وزير الزراعة: تلوث البيئة يرتبط برفاهية واقتصاديات الدول

وزير الزراعة: تلوث البيئة يرتبط برفاهية واقتصاديات الدول
وزير الزراعة: تلوث البيئة يرتبط برفاهية واقتصاديات الدول

قال الدكتور عز الدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ، إن الأرض هي مصدر العطاء الدائم لكافة المخلوقات التي تعيش عليها وهذا ما أكدت عليه جمعية الأمم المتحدة من خلال أهداف التنمية المستدامة العالمية لعام 2030 من وجوب العناية بموارد الأرض وصيانتها وإعادة تأهيل المتدهور منها .

وأوضح أبو ستيت، خلال الكلمة التي ألقاها نيابة عنه الدكتور نعيم مصيلحي رئيس مركز بحوث الصحراء، في احتفالية الاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة باليوم العالمي للتربة تحت عنوان«أوقفوا تلوث البيئة» أن مؤتمر الأطراف الثاني عشر والثالث عشر لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر تبني مصطلح تحييد تدهور الأراضي الذي جاء لتحقيق الهدف رقم 15 من أهداف التنمية المستدامة وقد شجعا الدول والمنظمات العالمية والإقليمية والوطنية على تطبيق مفهوم تحييد تدهور الأراضي حفاظا على الأرض والنظم البيئية وإعادة تأهيل المتدهور منها لتبقى مصدر خير وعطاء للجيل الحالي وزخراً للأجيال القادمة.

وأضاف أنه حديثاً مثلت الندوة العالمية حول تلوث التربة والتي عقدت بمنظمة الأغذية والزراعة بروما من 2 – 4 مايو 2018 الخطوة الأولى في تنفيذ الخطوط التوجيهية الطوعية للإدارة المستدامة للتربة من حيث منع وخفض المواد الضارة في التربة كوسيلة للحفاظ على تربة صحية ، وسلامة الأغذية وفقا لأهداف التنمية المستدامة.

وعلى وجه التحديد ، قدمت الندوة أدلة علمية لدعم الإجراءات والقرارات لمنع وتقليص تلوث التربة من أجل زيادة سلامة الأغذية دعماً للأمن الغذائي، وخدمات النظم الإيكولوجية ، وتشجيع استعادة المواقع الملوثة.

وقال أبوستيت، إن قضية تلوث البيئة عامة والتربة خاصة من أهم المشاكل التي ترتبط ارتباطا وثيقا برفاهية واقتصاديات الدول سواء المتقدمة أو النامية. حيث أدرك العالم بأهمية التخطيط للتنمية المستدامة للحفاظ على الحاضر والمستقبل بل وعلاج مشاكل الماضي لإعادة الاتزان إلى البيئة ومنظومتها حتى يتعايش معها الإنسان في سلام.

وأشار أبو ستيت‘ إلى أن أراضينا تتصف بظروف مناخية صعبة وموارد مائية محدودة ، وقلة الغطاء النباتي وتربة ذات قدرة إنتاجية هامشية مما يسهم في تسارع تدهور التربة والغطاء النباتي الطبيعي والتنوع الحيوي، الذي يؤدى إلى انخفاض إنتاجية الأراضي مهددا حياه الإنسان كمحصلة نهائية لهذا الوضع، لافتا أن تلوث التربة الناجم عن الأنشطة بشرية المنشأ أصبح مشكلة واسعة الانتشار ذات تأثير مباشر على جودة الأغذية وسلامتها. ووفقاً لتقرير حالة موارد التربة في العالم الصادر عام 2015 والمبادئ التوجيهية الطوعية بشأن الإدارة المستدامة للتربة التي أقرتها منظمة الأغذية والزراعة في ديسمبر 2016 ، فإن تلوث التربة يمثل أحد التهديدات الرئيسية العشرة التي تواجه الأراضي على مستوى العالم.

وتابع أن القطاع الزراعي وإدارة التربة والمياه ، هما مساهمين في تلوث التربة في العالم، حيث ينشأ تلوث التربة من وجود مادة كيميائية غير مرغوب فيها أو موجودة عند تركيزات أعلى من المعتاد والتي لها تأثيرات ضارة على أي كائن غير مستهدف، ويمكن للملوثات أن تدخل التربة من مجموعة واسعة من المصادر منها على سبيل المثال المدخلات الزراعية ومياه الري والانسكابات العارضه والتخلص من النفايات الصلبة والسائلة الخطرة والنشاطات الصناعية، مشيرا إلى أن تلوث التربة خطرا لأنه لا يمكن ملاحظته بشكل مباشر في الحقل ، وفي كثير من الحالات لا يمكن اكتشافه وتقييمه في الوقت المناسب. قد تتضمن العواقب السلبية حدوث سمية للنباتات وبالتالي تدهور الإنتاجية، وتلوث المياه، وزيادة المخاطر على صحة الإنسان والحيوان بسبب تراكم الملوثات في السلسلة الغذائية.

وقال وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إنه بوجه عام في مصر تعرضت الموارد الأرضية للاستنفاذ والتدهور كما ونوعا على مدى العقود الأخيرة وذلك بسبب العوامل الطبيعية والأنشطة البشرية. وعلى ذلك فإن برنامج العمل الوطني لمكافحة التصحر وتحييد تدهور الأراضي والتأقلم مع تغير المناخ في مصر من 2014 إلى 2024، ورؤية مصر حتى عام 2030 يسيران في اتجاه واحد مع عملية تحييد تدهور الأراضي ، وأن أي تدابير يتم اتخاذها في هذا الشأن تقوم على أساس التنمية المستدامة للأرض والتي تدعم تحقيق المكاسب المرجوة.

وأضاف أنه يمكننا رؤية العديد من التغييرات التي أجريناها على كوكبنا، إلا أن بعض آثارنا السلبية تكون غير مرئية عمليًا، ويعد تلوث التربة مثالًا جيدًا، لذلك فالتربة هي موطن متنامي أكثر تعقيدا لا يزال منتجا فقط عندما يتم رعايتها والاعتناء بها وعلى ذلك يجب مكافحة تلوث التربة وعلاجها وتقييم وتقليل الأخطار على الأمن الغذائي والصحة البشرية والبيئة كما يجب إطلاق وتنفيذ الأنشطة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية من أجل مكافحة والحد من تلوث التربة ومعالجة المواقع الملوثة.

وتابع لقد آن الأوان علينا كمسئولين أن نوجه إعلامنا العربي والإفريقي والعالمي إلى  دعوة الشعوب ليكونوا الحل لتلوث التربة.