تعرف على أوجه الصراع في الأراضي السورية بعد انسحاب القوات الأمريكية

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

لا تزال سوريا هي أحد أبرز الأراضي الخصبة للصراع في الشرق الأوسط منذ أكثر من 7 سنوات، دون أن يتم وضع حدٍ للنزاع الدائر هناك في بلاد الشام إلى غاية الآن.

وقبل أسبوعٍ، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب النصر على تنظيم "داعش" في سوريا، وأعقب ذلك إعلانٌ من الإدارة الأمريكية عن سحب القوات الأمريكية من سوريا، بعد إتمام مهمتها في إلحاق الهزيمة بتنظيم "داعش" الإرهابي.

ومع رحيل القوات الأمريكية سيظل صراع السيطرة وبسط النفوذ متأصلًا في الأراضي السورية ولن ينتهي، ومن بين مناطق الصراع ستكون الأراضي التي تخضع لسيطرة القوات الأمريكية.

وفي خضم الصراع الدائر هناك، وجهت تركيا تحذيرًا شديد اللهجة إلى الحكومة السورية، فيما يتعلق بوضع القوات التركية الموجودة في نقاط المراقبة بمنطقة "خفض التصعيد" التابعة لمحافظة إدلب السورية بموجب تفاهمات "أستانا" مع روسيا وإيران.

جاء ذلك على لسان المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التركية، إبراهيم كالن، خلال مؤتمر صحفي في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة عقب اجتماع مجلس الحكومة الرئاسية، بحسب ما نقلت صحيفة "ترك برس".

وعلى الأرض، يُطبق في مدينة إدلب السورية منطقة آمنة منزوعة السلاح، وفقًا لاتفاقٍ جرى توقيعه بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في سبتمبر الماضي، وتشرف تركيا حاليًا على التأكد من سريان الاتفاق على أكمل وجه.

شمال سوريا «تركي»

وتخضع مناطق شمال غرب سوريا لسيطرةٍ تركيةٍ، والتي بسطت نفوذها في المنطقة، مع بداية عملية "غصن الزيتون" في العشرين من يناير الماضي.

وتقاتل القوات التركية العناصر المسلحة الكردية المتمثلة في وحدات حماية الشعب الكردية، حيث تعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، الذي يقود تمردًا عسكريًا جنوب شرق تركيا منذ عام 1984، وتصنفه أنقرة على إنه تنظيمٌ إرهابيٌ.

تركيا تنوي التوسع في عملياتها، وقد أكد وزير الخارجية مولود تشاويش أوغلو أمس الثلاثاء أن القوات التركية مصممة على دخول شرق نهر الفرات شمال سوريا بأسرع وقتٍ.

ويقول تشاويش أوغلو، "ينبغي ألا يخدم انسحاب القوات الأمريكية من سوريا وحدات حماية الشعب الكردية، وسننسق مع واشنطن عملية انسحاب قواتها من سوريا".

سيطرة دمشق

وبالنسبة للمناطق التي كانت تخضع لسيطرة القوات الأمريكية، ترى موسكو أنها يجب أن تخضع الآن لسيطرة دمشق بعد انسحاب القوات الأمريكية منها.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زخاروفا، إن على النظام السوري أن يسيطر على المناطق التي ستنسحب منها القوات الأمريكية في الفترة المقبلة، ومضت قائلةً "السؤال الجوهري المطروح: من سيستلم زمام السيطرة على المناطق التي تسيطر عليها أمريكا في سوريا؟".

وأجابت زاخروفا على السؤال الذي طرحته بنفسها، وقالت "بكل وضوح، وبحسب القانون الدولي ومع الأخذ بالاعتبار ما عاشته سوريا والشعب السوري، يجب أن تكون السيطرة للحكومة السورية".

وأشارت زخاروفا في الوقت ذاته إلى أن روسيا لا تمتلك معلومات عن وجود محادثات بين واشنطن والنظام السوري بهذا الشأن، بعد.

السيطرة الأمريكية

وتسيطر القوات الأمريكية على مدينة التنف، رفقة قوات سوريا الديمقراطية، التي دعمتها واشنطن، وقد أقامت قاعدة عسكرية هناك في عمق الصحراء بالقرب من الحدود مع الأردن عام 2016.

كما تسيطر هذه القوات بالكامل تقريبًا على ربع مساحة سوريا، وبالتحديد الجزء الواقع شرق نهر الفرات، والذي تنوي القوات التركية التقدم فيه، كما تخضع الرقة، العاصمة السابقة لتنظيم"داعش" قبل دحضه لسيطرة التحالف بقيادة واشنطن، إضافةً إلى بعض من أكبر حقول النفط في البلاد.

في حين، تسيطر القوات الحكومية السورية على نحو ثلثي مساحة البلاد، وتشمل مناطق الساحل والحدود مع لبنان والأردن، وأيضًا الصحراء الواقعة وسط البلاد وحقول الغاز الرئيسية.