حكايات| لوحات فنية بتوقيع الشمبانزي «لوزة».. تعليم «فنون جميلة»

الشمبانزي «لوزة»
الشمبانزي «لوزة»

في ركن بعيد هادئ من حديقة الحيوانات بالجيزة، اتخذت «لوزة» لنفسها مستقرًا، تارة بين أحضان الزوج الغيور مشمش، وأخرى تمسك بالورقة والألوان تسطر بها ما تيسر لها من «إبداع»، ربما يقودها إلى مسابقة عالمية يوما.


بالألوان أو الأبيض والأسود بـ«الجاف» أو «الرصاص»، لم يعد نوع القلم عائقًا أمام الشمبانزي لوزة للتعبير عن نفسها.
 

موهب الإمساك بالورقة والقلم ليست حكرا على الإنسان، فـ«لوزة» استوحت رسمها من طالبات من كلية الفنون الجميلة اللاتي جئن الحديقة لتزيينها. 

أقلام ملونة .. أوراق بيضاء ..عصير مانجو أدوات تستخدمها الشمبانزي «لوزة» لتساعدها على التركيز في الرسم والإبداع  فيه.  

 

يوم في حياة لوزة 


في إحدى أركان قفص كبير يزينه أوراق الشجر تجلس الشامبنزي «لوزة» التي تبلغ من العمر 17 عاما، وحولها الأقلام الملونة، والمجلات الورقية، وبجوارها زوجها «مشمش».

 تستيقظ «لوزة» كل يوم في الصباح الباكر تتناول وجبة الإفطار الخاصة بها سواء كانت تفاحة أو برتقالة أو يوسفي لأنها تعشق هذه الفواكه، وتبدأ في مداعبة زوجها واللعب معه والتسلق أعلى القفص ثم النزول مرة أخرى، وتلوح لحارسها الخاص عن احتياجها للورقة والألوان فقد حان وقت الرسم، بعدها تتناول وجبة الغداء وهي خبز «الفينو» المغمس بالعسل، ثم وتتناول الشاي والعصائر التي تساعدها على التركيز.       
 

 

طقوس ما قبل الرسم 

لم ترسم «لوزة» بسهولة فهي لها طقوس خاصة أهمها تناول عصير المانجو المفضل لديها، لتحسين حالتها المزاجية ثم تسترخي برهة، وتختار الوضع الأنسب لها في طريقة الرسم إما أن تكون نائمة على بطنها وتحتضن الورقة والألوان، أو ترسم كالإنسان وهي جالسة.

 

وبهدوء تمسك الأقلام الملونة والورقة تارة ترسم وتستجيب وتارة أخري ترفض الأقلام الملونة فيقدم لها حارسها الخاص القلم الجاف فتبدأ برسم خطوط عشوائية ملونة.


وغالبًا ما يتركها الحارس الخاص بها ترسم في الوقت الذي تريده، لا يجبرها على ممارسة موهبتها في وقت معين، بالعكس يقدم لها مكافأة وهي عبارة عن تناول كوب من الشاي.  


علاقة حب 


«أنا بحب لوزة لأنها موهوبة وذكية وأقضي معها معظم أوقاتي.. أنا بفهمها من نظرة عينيها سواء كانت غضبانة أم فرحانة» هكذا بدأ وحيد محمد الحارس الخاص بالقفص «لوزة» حديثه، مؤكدًا أنه اكتشف موهبتها أثناء رسم مجموعة من طالبات كلية التربية الفنية أمامها. 


وأضاف «وحيد» أن «لوزة» تعشق جميع الألوان وتحب اللون الأحمر بالتحديد؛ لأنه لون واضح وتبدأ ترسم بيه خطوط عشوائية، مؤكدًا أنه يتبع معها أسلوب الثواب والعقاب ويوفر لها المجلات والألوان الشمع الملونة والأوراق البيضاء ليحفزها علي استمرار موهبتها. 


غيرة زوجها 


حالة من الذعر انتابت «مشمش» زوج «لوزة» بعد أن أقبل عليها مشاهدتها الجمهور، فبات يضرب قدميه في أرضية القفص ويصدر أصوات غريبة للتعبير عن الغيرة، حتى اضطر «الحارس وحيد» لحبسه فترة لتهدأ أعصابه بعد أن فقدها بسبب التجمهر حول حبيبته.


نظرات حب


اللوحة الأولى كانت عبارة عن خطوط صفراء وحمراء متشابكة، فبعد أن وفر لها حارس القفص «وحيد» الألوان والأوراق، انطلقت في الرسم، وزوجها «مشمش» رغم أنه لا يمتلك موهبة الرسم لكن ظل يشجعها بنظرات لها. 


 

مهددة بالانقراض


«الشمبانزي لوزة مولودة في حديقة الحيوان، وهي تبلغ من العمر الآن 17 عاما، وتعتبر من فصيلة القردة العليا، لأنها تشبه الإنسان تشريحيًا إلى حد كبير، فضلًا عن قدرتها على التفكير، علاوة على ذلك هي فصيلة مهددة بالانقراض» هذا ما أكده الدكتور محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان والحفاظ عن الحياة البيئية. 


موهوبة بالصدفة 


وأكد «رجائي» أن من الضروري توفير الجو الترفيهي المناسب للشمبانزي، لذلك تقوم حديقة الحيوان بعمل برنامج ترفيهي يشمل أنواع من اللعب والعرائس، وتوفير كتب ومجلات ملونة. 


وأضاف «رجائي» اكتشفنا ميول «لوزة» كان بالصدفة للرسم بعد أن شاهدت طالبات من كلية التربية الفنية وهن يرسمن على الجدار المجاور للقفص لها، فكلفت الحارس الخاص توفير كراسة رسم وألوان، وبدأت لوزة في الرسم خصوصًا أنها تمتلك ملكة الإمساك بالقلم، الذي يعد هواية محببة لها تعمل علي تحسين الحالة المزاجية لها.


مسابقة رسم 


«لوزة لها معاملة خاصة وهناك طبيب بيطري مختص بمتابعة حالتها الصحية وتوفير الرعاية الصحية لها، وحارسها الخاص مدرب بشكل جيد، ونحن نتابع رسومتها ونحتفظ بها، لأن هناك رسومات من الممكن أن نقدم لها في مسابقات» هكذا ختم «رجائي» حديثه.