«مرجان وعبلة» أسلوب حياة.. «الألش المصري» يكتسح السوشيال ميديا

«الألش المصري» يكتسح السوشيال ميديا
«الألش المصري» يكتسح السوشيال ميديا

- أستاذ اجتماع: آلية لتحمل مشكلات المجتمع.. وهذه عيوبها

المصريون أصحاب الريادة في التعبير عن الجرح بالضحك والنكت دائما.. فصور «الميمز»‬ أو «‬الكوميكس» فرضت نفسها بقوة على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي لتصبح مجالاً خصباً لإبداعات الجيل الجديد للتعبير عن آرائهم في كافة المجالات دون قيود.

 

استطاعت «السوشيال ميديا» تغيير أسلوب ‬السخرية في مصر، شباب يقومون بنشر صور مستوحاة من الأفلام الكوميدية أو تصريحات لأحد الشخصيات العامة للتعليق عليها في قالب كوميدي.. منهم من يبتكرون شخصية كارتونية طريفة تحظى بمتابعة نشطاء السوشيال ميديا لعمل إسقاطات معينة بهدف التنفيس عن أنفسهم، وقد تختلف الصور والرسوم الساخرة المتداولة بين مستخدمي الشبكات الاجتماعية إلا أن معظمهم لهم أهداف خاصة ومنها «‬كوميكسات» للضحك فقط ، وإليك في هذا التقرير أبرز الكوميكسات والميمز التي هزت عرش فيسبوك خلال عام 2018.

 

أفكار شبابية يتم ترجمتها داخل صفحات ومجموعات متنوعة لهواة فن الكوميكس من الشباب على «‬فيس بوك» مثل: Asa7ba Sarcasm Society والتي وصل أعداد متابعيها إلى أكثر من 14 مليون فرد، وصفحة «‬كوميكس كومنتاتك» التي وصل أعداد متابعيها إلى أكثر من 700 ألف فرد، وصفحة «‬فاصل مش إعلامي» التي وصل أعداد متابعيها لأكثر من 5 ملايين فرد.. يقومون بإعادة تدوير اللقطات الطريفة المشهورة من الأعمال الفنية والدرامية للتعبير عن حدث أو مشكلة بشكل ساخر ومضحك.


وكان أكثر الكوميكسات مشاركة على فيس بوك ميمزات فيلم «‬مرجان أحمد مرجان» لبطليه الزعيم عادل أمام وأحمد السعدني في أحد مشاهد الفيلم، وتمكن «الميمز» أن يصل لتدشين صفحات تحمل اسم «‬ومعانا الأخ مرجان»، ويليه الميمزات الخاصة بفصل الشتاء والتي انتشرت على صفحات مواقع التواصل من قبل النشطاء الذين شاركوا صورا ساخرة عن محبي فصل الشتاء، بسبب المطر والجو وحدثت مشادة بين محبي وكارهي الشتاء بـ«الميمز».

 

ومن ضمن أجدد الكوميكسات كان شبيهة «‬الفنان محمد رمضان»‬ والتي تم تداول صورتها على نطاق واسع، وأصبح «‬كوميكس» شهير على السوشيال ميديا.

 

وحازت الفنانة القديرة عبلة كامل على قلوب الغالبية في مصر والوطن العربي، فصنعت من خفة ظلها شعبية جارفة، جعلتها أيقونة بين رواد «‬السوشيال ميديا»، ومادة ثرية لـ «‬الكوميكسات» الساخرة التي تعبر عن حالاتهم ، وعلى الجانب الآخر فدائما ما يكون للفنان خالد الصاوي، النصيب الأكبر في الكوميكسات، بعد مشهده في فيلم «‬الباشا تلميذ»، أما جملة «‬أنا أبويا ماعلمنيش ببلاش» فهى كلمات قالها النجم محمود حميدة في برنامج «‬أنا وأنا» مع الإعلامية سمر يسري، حيث قال «‬أنا أبويا ماعلمنيش ببلاش علشان أتكلم معاكي من غير فلوس» وعقب البرنامج بأسابيع أو شهور، تحولت الجملة إلى ترند، فأصبح أي شخص يضع جملة «‬أنا أبويا ماعلمنيش ببلاش» ليتبعها بأي جملة أخرى تعبر عن الموضوع أو المشكلة التي يتحدث فيها.

 

وتقول د.نادية رجب أستاذ الاجتماع والعلاقات الأسرية بجامعة الأزهر، إن معظم صفحات الكوميكس المشهورة بها مساحات للإبداع والتميز ولكنها تختلف من شخص لأخر.


وأضافت أن فن الميمز أو الكوميكس له منافع عديدة مثل شحن الجمهور بطاقة إيجابية، والتخفيف من التوتر السياسي أو الاجتماعي بين أشخاص أو جماعات، لافتة في المقابل إلى عيوبه التي تتمثل في تشكيل صورة ذهنية مشوهة لرمز تاريخي، أو أن تحشد الجمهور ضد مشروع قومي مهم، أو تكسر تابوهات يلتزم المجتمع بحمايتها كجزء من هويته الاجتماعية وعاداته وتقاليده فهو يركز على كم الإعجاب والتعليقات دون أن يدرك انه يشارك في كارثة مجتمعية.

 

واختتمت قائلة: «أحيانا تكون هذه الكوميكسات آلية دفاع يستخدمها الشخص حتى يتحمل مشكلاته الاجتماعية أو الشخصية وأحيانا يلجأ للسخرية ليقلل من وطأة الألم».