الصين ليست فقط الاقتصاد الثاني على العالم بل تحجز لنفسها مقعد «الوصيف» في الترتيب الدولي للسكة الحديد.. فهي تسبق كل الدول فيما عدا الولايات المتحدة الأمريكية في تكنولوجياتها!!
تبلغ أطوال السكة الحديد فيها ١٢٥ ألف كيلو متر طولياً، تزيدها حالياً لنحو ١٥٠ ألف كيلو متر، وهو ما يمثل ٢٥ ضعف خطوط السكة الحديد في مصر، لتربط بها أرجاء دولة الصين الشاسعة والتي تصل لنحو ٩ ملايين و٦٠٠ ألف كيلومتر مربع.. كان د. دينج يونج رئيس الهيئة الصينية لصناعة وإنشاءات السكة الحديد، وهى مؤسسة حكومية تتبع الدولة.. في زيارة لمصر منذ أيام، التقى خلالها بالفريق عبد المنعم التراس رئيس الهيئة العربية للتصنيع، تم خلالها بحث فرص التعاون بين الجانبين.. أخبار اليوم التقت والدكتور يونج قبل مغادرته القاهرة بساعات.. وكان هذا الحوار:
< هل هذه زيارتكم الأولى بالقاهرة؟
- هذه زيارتي الثالثة، فقد زرتها مرتين سابقاً، مرة فى مهمة عمل للتعرف على الإمكانيات الصناعية فيما يخض السكة الحديد والصناعات المرتبطة بها، سواء بالقاهرة أو المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أو العين السخنة.. ومرة أثناء مروري بها في طريقي لعدة عواصم أفريقية حيث نفذنا مشروعات كبيرة فى مجالات السكة الحديد والبنية الأساسية بخمس دول منها موزمبيق وزيمبابوي وأنجولا.
٣ مشروعات
< ما خطة عملكم في القاهرة حالياً ومستقبلاً؟!
- نحن مهتمون بالاستثمار في مصر بصفة عامة، وفى الصناعات المرتبطة بالسكة الحديد والنقل بصفة خاصة، باعتبارها مجالات عملنا.
كما أن لدينا اهتماماً بإنشاء أول قطار سريع في مصر، وهو المشروع الذي بدأ الانطلاق بالفعل حيث تقدمنا بعطائنا لتنفيذه، إضافة إلى خطين آخرين لإنشاء القطار المعلق المعروف باسم «المونوريل» لخدمة ضواحي العاصمة وربطها بالمدن الجديدة.
< علمت أنكم زرتم المنطقة الاقتصادية لقناة السويس والمناطق الصناعية بالعين السخنة؟
- نعم.. زرنا المنطقتين، كما افتتحنا مكتبا إقليميا لنا في القاهرة ليكون مركز اتصال لمشروعاتنا في المنطقة، ونقطة انطلاق للاستثمار فيها.
< ما هي الشرارة الأولى التي دفعتكم للتعاون والمجيء إلى مصر للاستثمار فيها؟
- نحن هنا تنفيذاً لدعوة الرئيس عبد الفتاح السيسى للمستثمرين الصينيين خلال منتدى الصين أفريقيا، الذي عقد في بكين سبتمبر الماضي، أي قبل ٣ شهور فقط، ودعانا الرئيس للاستثمار في مصر وأفريقيا مطالبا بسرعة انجاز المشروعات وإدخال التكنولوجيا الحديثة وحماية البيئة.. ورغم أنها أمور تمثل لنا تحدياً كبيراً إلا أننا قادرون عليها، وسنلبى الدعوة للاستثمار في أفريقيا وفى بلادكم التي تتميز بمناخ جاذب للاستثمار، خاصة بالمناطق الصناعية والاقتصادية المجهزة وعلى رأسها منطقة العين السخنة، وشرق بورسعيد التي تتمتع بموقع استثنائي وعالمي.
< كيف سيتم تمويل مشروعاتكم واستثماراتكم في مصر؟
- يقف خلفنا أكبر ٣ بنوك صينية، هي بنك الإنشاء والتعمير، والبنك التجاري، وبنك الصين، وهى ذات قدرات تمويل كبيرة.
< كنتم بين رجال الصناعة والاستثمار الذين قابلتم الرئيس عبد الفتاح السيسى في بكين.. لماذا؟
- نعم.. لقد حضرنا الاجتماع الذي عقده الرئيس السيسى مع كبار الهيئات والمؤسسات الاقتصادية فى الصين وكنا من بينها، باعتبارنا واحدة من أكبر الكيانات الصناعية التابعة للدولة، وتتخصص بكل ما يتعلق بالسكة الحديد بدءاً من التصنيع وانتهاء بالإنشاءات وخلال السبعين عاماً الماضية قمنا بتنفيذ عدد ضخم من المشروعات فى الصين وخارجها.
كما نقوم بتصنيع جرارات القطارات وعرباتها، وإقامة الخطوط بكل ما يلزمها من شبكات التشغيل الالكترونى وصيانتها وانظمة اتصالاتها، كما أنشأنا أطول خط مونوريل في العالم بطول ١٠٠ كيلو متر بمدينة «شونج دينج» الصينية، وجحم أعمالنا يزيد على ٧ مليارات دولار كل عام.
الحوادث معدومة
< سألته.. تملك الصين نحو ١٢٥ ألف كيلو متر من السكك الحديدية، يستقلها الملايين من الركاب سنوياً.. فما نسبة حوادث القطارات في الصين نسبة لهذا العدد المهول من الكيلومترات؟!
- أجاب في ثقة.. نشتهر بأن لدينا أقل نسبة حوادث قطارات في العالم، رغم أننا نفذنا واحداً من أصعب خطوط السكك الحديدية فى العالم، وهو سكة حديد «التبت» على جبل ارتفاعه ٦ آلاف و٩٠٠ كيلو متر فوق سطح البحر.
