حكايات| الخليفة الشرعي للبرازيليين.. مدرب مصري قاد العين الإماراتي للبطولات

حكايات| الخليفة الشرعي للبرازيليين.. مدرب مصري قاد العين الإماراتي للبطولات
حكايات| الخليفة الشرعي للبرازيليين.. مدرب مصري قاد العين الإماراتي للبطولات

لا صدفة مع الإنجازات ولا إنجاز بدون احترافية، وما فعله العين الإماراتي بالوصول إلى نهائي كأس العالم للأندية على حساب ريفربليت الأرجنتيني بطل كوبا ليبرتادوريس يندرج تحت مسمى الإنجاز والمعجزة؛ لكن لهذه المعجزة جذور وأصل مرتبط بالأسماء المصرية أيضًا على مر التاريخ.

 

علاقة وطيدة ربطت بين نادي العين الإماراتي والكرة المصرية، بعدما كان المدرب الثاني في تاريخ نادي العين هو عبد العزيز همامي الذي يعتبر أحد نجوم النادي الأهلي التاريخيين، والذي مثل منتخب مصر في دورة الألعاب الأولمبية «لندن 1948»، حيث أصبح أول مدير فني مصري يتولى تدريب نادي العين الإماراتي.

 

اقرأ للمحرر أيضًا| فلسطينيون مروا من التتش وزامورا.. بينهم مستشار ياسر عرفات

 

وبعد همامي استعان «العين» مجددًا بالمدرسة المصرية متمثلة في يسري عبد الغني لاعب المقاولون العرب السابق، والذي تولى تدريب نادي العين الإماراتي عام 1992، ولكنه لم يستمر سوى عدة أشهر وعاد إلى القاهرة وواصل عمله مع ذئاب الجبل.

 

 

ابن الترسانة وحلم البطولة

 

حزم شاكر عبد الفتاح، نجم مصر والترسانة السابق، حقائبه عام 1995 ليخوض تجربة جديدة بأحلام وطموحات كبيرة على الصعيد الفني بتولي منصب رئيس قطاع الكرة في نادي العين الإماراتي، وبدأ مهمته لتطوير قطاع كرة القدم بالنادي الإماراتي الكبير.

 

يحكي شاكر عبد الفتاح لـ«بوابة أخبار اليوم»: «كنت أحلم بالبطولة، وساعدني في ذلك ثقة الإدارة الكبيرة في إمكانياتي الفنية، فبدأت بتأسيس جيل في قطاع الناشئين يحارب على تحقيق البطولة والتتويج، وبالفعل نجحت في قيادة فريق الشباب لبطولة الدوري، وكذلك الفريق الأولمبي من لاعبي تحت 23 سنة للفوز بالدوري أيضًا في 1995».

 

اقرأ للمحرر أيضًا| اكتئاب وانتحار.. حياة لاعبي كرة قدم بعد تعليق الحذاء

 

وتابع: «إدارة نادي العين قررت إسناد مهمة تدريب الفريق الأول لي، وكان الأمر صعبًا في دوري السوبر، فهو لم يكن مباراة واحدة كما يتخيل البعض، وإنما دوري مكون من 6 فرق وخضنا فيه 10 مباريات».

 

«لم نخسر أي مباراة، وأحرزت بطولة دوري السوبر دون أي هزيمة، وبعد ذلك عدت إلى القاهرة، وظلت علاقتي بنادي العين وجماهيره رائعة، ولكن القصة لم تنته بعد».

 

الدوري الحائر

 

لا يزال شاكر يذكر كثيرًا من تاريخه مع العين.. «عدت إلى تدريب الفريق الأول بنادي العين في موسم 1997/98، وكانت المنافسة على أشدها في الدوري الإماراتي مع نادي الشارقة، ولكن الجيل الذي بنيته في الناشئين وقمت بتصعيده للفريق الأول في 1995، كان في قمة العطاء، ولم نأخذ وقتًا لنبدأ العمل من أجل تحقيق الحلم».

 

 

«سارت المنافسة بشراسة كبيرة طوال الموسم، وفي وجود مدربين كبار منهم الشيخ طه إسماعيل، والذي كان يتولى تدريب نادي الجزيرة آنذاك، وجاءت المباراة الحاسمة في ظل تقدم العين على الشارقة بفارق نقطتين فقط، وستحسم الجولة الأخيرة لقب الدوري الإماراتي والتأهل إلى أبطال آسيا».

 

 

«الموقف كان حرجًا للغاية، كنا سنلعب أمام الجزيرة في أبو ظبي، ومباراة الشارقة في ملعب قريب، ونتيجة المباراتين ستحسم لقب الدوري، ومن المفارقات أن مندوب الاتحاد الإماراتي لكرة القدم جلس ومعه درع الدوري في سيارة على مسافة متساوية من الملعبين».

 

 

كوميديا هندية

 

بدأ اللقاء واستطاع فريقي «العين» أن يسجل هدف التقدم في مرمى الجزيرة الذي يقوده الشيخ طه إسماعيل، ولكن العامل الهندي الذي يقوم بتسجيل الأهداف على الشاشة الإلكترونية أخطأ وكتب الهدف لنادي الجزيرة، وعندما وصل النبأ إلى مندوب الاتحاد الإماراتي توجه بدرع الدوري إلى ملعب مباراة الشارقة.

 

 

بعد تصحيح الخطأ عاد المندوب مسرعًا إلى ملعب مباراتنا أمام الجزيرة في أو ظبي، وحققنا الفوز برباعية وتوجنا بالدوري، وسط أفراح متواصلة من الجماهير العيناوية التي مازالت تتواصل معي حتى الآن، ولا يمكن أن أنسى مشهد الاحتفالات طوال 120 كيلومترا وهي المسافة من أبو ظبي إلى العين على جانبي الطريق وبالسيارات المصاحبة لنا، لقد كانت لحظات لا تُنسى».


 

 

«تأهلنا إلى دوري أبطال آسيا، وبعد ذلك استعان بي الاتحاد الإماراتي لكرة القدم في تشكيل المنتخب الإماراتي، كما استعان بي أيضًا للإشراف على مجموعة من مجموعات كأس الأمم الآسيوية، ورحلت وتوليت تدريب الشارقة وحصلت معه على الدوري الإماراتي أيضًا، وسعيد بأن الجيل الذي بنيته في العين يتولى معظمه الآن مناصب قيادية وإدارية وحتى فنية في النادي الكبير».

 

الخليفة الشرعي للبرازيليين

 

احتفت وسائل الإعلام والصحافة الإماراتية بالتاريخ الكبير الذي بناه شاكر عبد الفتاح مع نادي العين، وخصوصًا التتويج بلقب دوري 1997/98، ووصل الأمر إلى وصفه بالخليفة الشرعي للمدربين البرازيليين.

 

 

صنع شاكر عبد الفتاح مجدًا كبيرًا للمدربين المصريين في الإمارات وكتب تاريخًا له مع نادي العين الذي وصل إلى نهائي كأس العالم للأندية بعد 20 سنة من رحيل المدرب المصري الكبير وابن نادي الترسانة عن تدريبه.