عاجل

كبير الأثريين يشرح ظاهرة تعامد الشمس على معابد الكرنك

تشرق الشمس علي قدس الاقداس بالكرنك وحتشبسوت وقصر قارون
تشرق الشمس علي قدس الاقداس بالكرنك وحتشبسوت وقصر قارون

بعد ساعات قليلة.. تحدث ظاهرة فلكية هامة وهي تعامد الشمس على البوابة الشرقية لمعابد الكرنك ومعبد الدير البحري لحتشبسوت ومعبد قصر قارون في الفيوم.


وتلقي بوابة أخبار اليوم الضوء على هذا الحدث من خلال كبير الأثريين مجدي شاكر، الذي أكد أن تعامد الشمس على معابد الكرنك والدير البحري وقصر قارون، في يوم الحادي والعشرون من شهر ديسمبر ظاهرة فلكية مثيرة تحدث في الحضارة المصرية، حيث تتعامد الشمس صباحاً على البوابة الشرقية لمعابد الكرنك وقدس أقداس معبدي الدير البحري وقصر قارون في الفيوم فكيف هذا، ومن المعروف عن قدماء المصريين اهتمامهم بالشمس والضوء وأهميته في إتمام الشعائر والطقوس الدينية بالمعبد، ذلك المكان الذي أعتبر الحرم المقدس للإله المعبود، وكان شروق الشمس يرمز إلى يوم جديد وحياة جديدة ، بينما يرمز الظلام إلى حياة السكون والخمول واللا حركة، ولذلك كان من الضروري توفير أكبر قدر من الضوء في ساحات المعبد المختلفة خاصة في فصل الشتاء ، حيث البرودة الشديدة وقصر ساعات النهار.

وأضاف شاكر ، أن الدراسات كشفت أن المحور الرئيسي لمعابد الكرنك تم توجيهه فلكياً لكي يستقبل شروق الشمس في يوم الانقلاب الشتوي مما يثبت العبقرية المصرية القديمة في فن العمارة ،حيث أن الضوء والماء هما عنصرا الحياة في مصر القديمة فالضوء هو "رع "والماء هو "نون الأزلي" الذي انبثقت عنه الحياة.

وأكد أن عبقرية المصري القديم جعلته يتتبع تلك الظاهرة الفلكية وهذه الرحلة تعبر عن مراحل الحياة الإنسانية ومراحل حياه الشمس وتمثل البداية والظهور التي أطلق عليها المصري كلمة "خبر" بمعنى الظهور وقد رمز له بالجعران ( الخفنساء) ورع لفترة الظهيرة وأتوم لشمس الغروب. 
وفى هذا اليوم تكون الشمس عمودية في ظاهرة فلكية نادرة بالأقصر في يوم 21 ديسمبر من كل عام"بداية فصل الشتاء"،ويعد إيذانا ببدء فصل الشتاء في نصف الكرة الشمالي، ومعبد الكرنك ،هو المعبد الوحيد في مصر الذي يمكن رؤيـة قرص وضوء الشمس في ذلك اليوم بداخله، و في الساعة السادسة و 45 دقيقة صباحا تشرق الشمس في معبد الكرنك بحيث يرى قرص الشمس وهو يتوسـط البوابة الشرقية للمعبد والتي تقع على المحور الرئيسي له و الذي يمثل أقصى الجنوب الشرقي للأفق الذي تشرق منه الشمس والذي يحدد فلكياً بيوم الانقلاب الشتوي.

وعقب ذلك ستكون الشمس عمودية على الأماكن المقدسة بالمعبد"الفناء المفتوح وصالة الأعمدة وقدس الأقداس" ويوم الانقلاب الشتوي تختلف في معبد الكرنك عنها في معبدي قصر قارون بالفيوم ومعبد حتشـبسوت بالدير البحري في البر الغربي بالأقصر ، حيث يرى الزائرون والمتابعون لتلك الظاهرة ضوء الشمس الذي ينعكس على منطقة معينة أو تماثيل محددة وفى نفس الوقت أيضا تعامد الشمس علي قدس أقداس معبد قصر قارون بالفيوم حيث مقصورات الإله سوبك (التمساح )المعبود المحلي للفيوم كما يذكر في المصادر الأثرية من المعروف أن "معبد قصر قارون" هو معبد من العصر اليونانى، ولا علاقة له بقارون الذي جاء ذكره في القرءان الكريم؛ والذي قال عنه.. بسم الله الرحمن الرحيم "فخسفنا به وبداره الأرض" صدق الله العظيم.

معبد قصر قارون كما يذكر في المصادر الأثرية هو معبد من العصر اليوناني الروماني وخصص لعبادة الإله سوبك و"ديونيسيوس" إله الخمر والحب "عند الرومان" ولكن سكان المنطقة في العصور الإسلامية أطلقوا عليه تسمية قصر قارون لوجوده بالقرب من بحيرة قارون المجاورة له؛ والتي تم تسميتها بهذا الاسم لكثرة القرون والخلجان بها فأطلق عليها في البداية بحيرة (القرون)، وحرفت إلى بحيرة قارون؛ مع العلم أن هذه البحيرة في الأصل البقية الباقية من " بحيرة موريس " في التاريخ الفرعوني، وبالنسبة لعدد الحجرات في المعبد فإنها أقل من مائة حجرة، وكانت تستخدم لتخزين الغلال واستخدامات كهنة المعبد.

وتتعامد الشمس على المقصورة الرئيسية لقصر قارون واليمنى في قدس الأقداس ولم تتعامد الشمس على المقصورة اليسرى لان هذه المقصورة كان بها مومياء التمساح رمز الإله (سوبك ) إله الفيوم في العصور الفرعونية والذي لا يجب أن يعرض للشمس حتى لا تتعرض المومياء للأذى، خاصة وأن هذه المومياء من المفترض أن تكون في العالم الآخر وأن الشمس تشرق على عالم الأحياء.