نبض السطور

خالد ميري يكتب من فيينا: مصر في قلب أفريقيا ـ أوروبا

خالد ميري
خالد ميري

- من افتتاح المشروعات القومية  إلى النمسا .. النجاح فى الداخل كلمة السر للنجاح فى الخارج
- القمة الرابعة للسيسى مع مستشار النمسا الشاب خلال ٤ شهور وضعت أساساً راسخاً لعلاقات قوية
- أفريقيا أرض الفرص.. لا تحتاج لواعظين من أوروبا بل لشركاء يبنون معها المستقبل
- القاهرة تتسلم رئاسة الاتحاد الأفريقى فى فبراير برؤية واضحة لمواجهة الفقر والإرهاب
- الثلوج لم تمنع الجالية العاشقة لبلدها مـن الاحتفاء بالزعيم الذى أنقذ مصر


نجاح مصر وانطلاقتها الكبيرة الى الأمام فى الداخل كان  كلمة السر لاستعادتها سريعا مكانتها العالمية والإقليمية، مصر مع الزعيم عبدالفتاح السيسى أصبحت الرقم المهم أفريقياً وعربياً .. فى كل القضايا حاضرة قوية مؤثرة، تقود عالمها العربى والأفريقى لتجاوز سنوات الخراب العجاف والانطلاق الى المستقبل الواعد الذى تستحقه شعوب المنطقة .


يوم السبت الماضى كانت مصر  السيسى تحتفل بافتتاح عدد من المشروعات القومية الجديدة فى مجال المياه والصرف الصحى والإسكان الاجتماعي، وفجر الأحد الماضى كان رئيس مصر مع طلاب الكلية الحربية يطمئن على تدريباتهم واستعداداتهم لتحمل مسئولية المستقبل،  وظهر نفس اليوم كان  الرئيس  السيسى قد وصل  الى العاصمة النمساوية فيينا ليبدأ زيارة مهمة على عدة مستويات ثنائية واقليمية، زيارة استغرقت أربعة ايام وكتبت قصة نجاح جديدة لمصر القوية الواثقة المنطلقة الى المستقبل .


١٠ لقاءات وفعاليات مهمة شارك فيها زعيم مصر خلال الأيام الأربعة، درجة الحرارة التى وصلت الى الصفر والثلوج التى غطت شوارع وأسطح مدينة فيينا الجميلة لم تمنع الرئيس من العمل ليل نهار من أجل مصر وشعبها، فعلى المستوى الثنائى مع النمسا عقد الرئيس ٥ لقاءات مهمة مع كبار المسئولين فى البلد الأوروبى المؤثر، أولها مع الرئيس  النمساوى ألكسندر فان دير بيلين والثانى مع المستشار الشاب الناجح سيباستيان كورتز والثالث مع رئيس  البرلمان فولفجانج سوبوتكا، والرابع مع رؤساء  أكبر ١٦ شركة نمساوية ورجال أعمال مصريين، كما استقبل الرئيس أسر ثلاثة شبان مصريين كانو قد توفوا فى حادث مرورى أثناء توجههم من النمسا حيث يقيمون إلى المانيا للترحيب بالرئيس خلال زيارته لها عام ٢٠١٥.. استقبل اسرهم المصرية لمواساتهم  واستمع اليهم.


وعلى المستوى الإقليمى كان رئيس مصر يشارك فى قمة المنتدى الأوروبى الأفريقى، حيث شارك فى فعاليتين مهمتين الاولى مغلقة وهى الاجتماع السياسى لرؤساء الدول والحكومات بمشاركة رؤساء دول وحكومات ووفود من ٥٠ دولة أفريقية وأوروبية، والثانية الجلسة الافتتاحية للقمة وألقى الرئيس كلمتين مهمتين فى الجلستين، وعلى المستوى الدولى عقد الرئيس ثلاثة لقاءات مهمة مع كريستالينا جورجييفا الرئيسة التنفيذية للبنك الدولى وجوزيف موسكات رئيس  وزراء مالطا وماريان شاريتس رئيس  وزراء سلوفينيا.


اللقاءات العشرة كانت مهمة وكاشفة للدور المصرى القوى، مصر التى تمد يدها بالسلام والتعاون للجميع .. مصر التى تمارس السياسة بشرف فى زمن عز فيه الشرف، مصر التى لا تتآمر ولا تحنث بكلمة أو وعد، ولهذا كان من الطبيعى ان تحقق الزيارة هذا النجاح الكبير اقتصاديا وسياسيا .. زفريقيا وأوروبياً.


النجاح الكبير رأيناه بأعيننا داخل قصر المؤتمرات بفيينا اثناء القمة الأوروبية الأفريقية وقادة القارتين يحتفون بزعيم مصر ويسارعون للقائه والترحيب به، كما رأيناه داخل قصور النمسا العريقة فى الرئاسة  والمستشارية والبرلمان وقادة النمسا يرحبون بزعيم مصر ويحتفون به .. ورأيناه فى أعين ابناء الجالية المصرية بالنمسا الذين خرجوا رجالا ونساء وأطفالا يحتفلون بزعيمهم ويرحبون به، لم تمنعهم البرودة من الخروج يوميا وانتظاره فى كل مكان زاره وهم يرفعون أعلام مصر ويرددون الأغانى الوطنية وكلمات الحب والترحيب بالزعيم، سعادتهم كانت برجل أنقذ بلدهم ومستقبل أولادهم حينما استجاب لثورة الملايين فى ٣٠ يونيو، ثم قاد بلدهم بثقة وقوة الى المستقبل لتعود محط أنظار واحترام العالم .


الصدق كان فى أعينهم والمحبة كانت تطل من صدورهم، والتقدير الكبير للرئيس كان باديا فى كل كلمة ولفتة .. أبناء مصر فى الداخل صمدوا وتحملوا وكانوا كلمة السر فى نجاح الإصلاح الاقتصادى والانطلاق للمستقبل وأولاده فى الخارج كانوا خير السفراء والمدافعين عن قضايا بلدهم، ردوا على الأكاذيب وفضحوا أصحابها من الجماعة الإرهابية .. فى كل محفل كانوا موجودين يدافعون عن وطنهم وعن قضاياه.

 


اللقاءات مع قادة النمسا كانت ناجحة، ليس فقط لانها الأولى لرئيس مصرى منذ ١٢ عاما، وليس فقط لانها شهدت لأول مرة منذ ١٠ سنوات توقيع ٩ اتفاقات تعاون فى مجالات ريادة الأعمال وتشجيع المستثمرين الصغار والتمويل والبحث العلمى والابتكار والتكنولوجيا والسكة الحديد والبنية التحتية، هى القمة الرابعة التى جمعت السيسى وكورتز خلال ٤ شهور بعد زيارة كورتز للقاهرة فى سبتمبر ولقائهما بعدها فى نيويورك ثم اللقاء فى برلين خلال اكتوبر، قمة أكدت التفاهم الكبير بين الزعيمين والاتفاق الواضح حول قضايا مواجهة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، وجاء النجاح الكبير بوضع حجر أساس راسخ لعلاقات اقتصادية اجتماعية سياسية قوية تجمع البلدين خلال الشهور والسنوات القادمة، نعم النجاح الكبير هو الاتفاق على المتابعة الفورية لتنفيذ كل ما تم التوقيع عليه من اتفاقات والتنسيق الكامل فى كل القضايا السياسية والاقتصادية، يعرف رئيس  مصر أين يضع قدمه وكيف يقود بلاده الى المستقبل، العلاقة بين البلدين وضح جليا انها تحقق مصالحهما معا لذلك ستستمر وتكون أقوى، وقمة فيينا كانت اعلانا واضحا للتوافق والنجاح وإشارات خضراء مفتوحة نحو المستقبل.


اما قمة أفريقيا - أوروبا فكانت التمهيد لاستلام مصر لرئاسة الاتحاد الأفريقى فى فبراير القادم، مصر الان هى حجر الزاوية ونقطة الانطلاق لعلاقات تعاون قوية تجمع القارتين، وهى مستعدة  لقيادة قارتها نحو السلام والتنمية المستدامة، كلمات الرئيس أكدت ان مصر لديها جدول اعمال متكامل لقيادة قارتها نحو المستقبل، مصر التى تعرف أمراض القارة السمراء المزمنة من فقر الى إرهاب ومن ظروف اقتصادية صعبة الى سيطرة القوى الكبرى على أوضاع الإقتصاد والتجارة فى العالم بما لا يخدم مصالح قارتنا، ومن تحديات للأمن والاستقرار الى نزاعات مسلحة ومن إرهاب الى تدخلات فجة وقاسية للقوى الكبرى فى شئون قارتنا، كما ان مصر تمتلك رؤية واضحة للمستقبل، فالقاهرة التى نجحت ببرنامج وطنى خالص فى تحقيق ما يشبه المعجزة الاقتصادية والاجتماعية وتجاوز أحلك الظروف وأصعبها والقفز الى المستقبل، تضع على رأس أولويات رئاستها للاتحاد الأفريقى بذل كل الجهود لتنفيذ خطة تنمية افريقيا ٢٠٦٣ لتحقيق التنمية المستدامة لمليار و٢٠٠ مليون  يعيشون فى القارة، وخلق فرص العمل لــ ١٢ مليون شاب ينضمون لصفوف العمل سنويا، وتطوير البنية التحتية والربط بين دول القارة وتحديث الصناعة وجذب الاستثمارات، أوروبا الأن تنظر إلى أفريقيا على أنها أرض الفرص وليس الفقر، أرض المستقبل وليست المخاطر، وأفريقيا يجب أن تربح كما تربح أوروبا، لتعزيز الابتكار ودور القطاع الخاص وخلق فرص عمل للشباب، وبدا واضحاً ان القارتين تسيران على طريق الشراكة يتقاسمان المستقبل والمصالح والأمال والتحديات.. أفريقيا لا تحتاج لواعظين من أوروبا يلقون الدروس بل تحتاج للعمل المشترك من أجل مستقبل أفضل للجميع.


وكان الرئيس واضحا وهو يؤكد ان الجارة أوروبا يجب ان تكون الشريك الاستراتيجى أمنيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا لقارتنا السمراء، واذا كان ٤٠ ٪ من الاستثمارات المباشرة فى القارة مصدرها أوروبى والتبادل التجارى العام الماضى وصل الى ٢٣٠ مليار يورو، فإن المؤكد  ان أفريقيا مازالت تنتظر الكثير من جارتها حتى تتمكن من تحقيق خطط التنمية المستدامة وخلق فرص العمل،لتتمكن من القضاء على مصادر تفريخ الارهاب والهجرة غير الشرعية، وليضمن ابناء القارتين والعالم معهم مستقبلا أفضل للجميع .


وتواصل الجهد الكبير للرئيس  باللقاءات الدولية ليتم الاتفاق على المزيد من التعاون فى برامج التنمية مع البنك الدولى، ولضمان منح دفعة إضافية قوية للعلاقات الاقتصادية والتجارية مع سلوفينيا ومالطا.. الدولتان مع النمسا أعضاء فى الاتحاد الأوروبى ويضمن التنسيق معهم حفظ مصالح مصر مع الاتحاد، ومنح دفعة قوية الى الامام للعلاقات بين مصر وكل دول الاتحاد، كما ان التعاون الثنائى مهم اقتصاديا وتجاريا وأمنيا .. كل اللقاءات حققت الهدف منها بفتح آفاق جديدة للتعاون بين مصر وأوروبا وأفريقيا، والهدف يظل دوما واضحا .. تحقيق مصالح مصر وضمان الحياة الكريمة لابناء الشعب المصرى.


من فيينا استمعت أوروبا وأفريقيا للتجربة المصرية الناجحة ورحبوا بها، وأكدوا رغبتهم فى دفع التعاون معها الى الأمام فى كل المجالات، ومن فيينا بدا واضحا أن الجميع متفهم لوجهة النظر المصرية فيما يخص قضايا الإرهاب والهجرة غير الشرعية وحل قضايا المنطقة سلميا، من ليبيا الى سوريا واليمن .. كما أكدت الزيارة بداية مرحلة جديدة لجذب استثمارات جديدة وسياح جدد وتكنولوجيا جديدة لمصر.


مع كل زيارة خارجية نتأكد ان مصر ـ السيسى  تسير بخطوات راسخة قوية الى المستقبل، وأن هناك رؤية عامة وإطارا شاملا يحكم تحركات وعمل الرئيس الذى لا يتوقف ليلا أو نهارا، وان الهدف الوحيد من وراء هذا الجهد الذى لا يتوقف لزعيم مصر هو قوة مصر ورخاء شعبها.