مسن مريض يفترش الأرض.. مستشفى الخانكة ترفض استقباله بسبب «البطاقة»

اثناء نقل المسن الى المستشفى الخيرى
اثناء نقل المسن الى المستشفى الخيرى


 

رجل مسن لا يعلم ما كان يخبئ له القدر، فلم يجد غير الأرض مفترشا والسماء غطاء، وأمام مستشفى الخانكة للصحة نفسية وجد مستقرا له، فلا يعلم إن كان من حسن حظه أم سوء النصيب، مصري لكن لا يحمل هوية، وتلك هي كانت جريرته لتحول دون تقديم العلاج له رغم أن مداواة أنين آلامه على بعد خطوات فقط، لو سمحوا له تجاوز الباب الحديدي، إدارة المستشفى رفضت ذلك بحجة «الروتين» وتناست خلف الأوراق أن هناك أنسانا أنهكه المرض.

 

 

حالة من الجدل والشجب والغضب سارت كالنار في الهشيم عبر صفحات «فيس بوك» ومواقع التواصل الاجتماعي الأخرى، التي تداول روادها صورا للمسن لا يستطيع الحركة، ملقى على الأرض بجوار سور مستشفى الخانكة للصحة النفسية بجانب الطريق، وتحاصره الحشرات والذباب وسط البرد القارص.

 

إحدى دور الرعاية الخاصة لرعاية المشردين بمدينة الزقازيق في محافظة الشرقية استقبلت حالة مسن الخانكة، فيما قال الدكتور وائل فؤاد، مدير مستشفى الصحة النفسية بالخانكة: «إن هذا المواطن المريض عثر عليه بدون أي هوية أو أوراق منذ 10 أيام ملقى بجوار سور المستشفى، وتوجهنا إلى قسم شرطة الخانكة، وتم تحرير محضر له حمل  رقم ٢١٠٠ إداري قسم الخانكة لسنة ٢٠١٨، وإدارة المستشفى لا تزال في انتظار قرار النيابة العامة لإدخاله المستشفى من عدمه».

 

مدير المستشفى أكد أن الأطباء أجروا فحوصات على المريض، وتبين من خلال الكشف الظاهري أنه يحتاج للعلاج، ولم نملك إلا تقديم الأغطية اللازمة لحمايته من البرد، بجانب تقديم الطعام له أيضا، مشددا على أن المستشفى لا يمكن أن تقبل أى شخص بدون موافقة من أقاربه من الدرجة الأولى أو قرار من النيابة العامة أو تحويل من مستشفى أخرى أو من مفتش الصحة للمنطقة التابع لها.

 

 ورجح  الدكتور وائل أن يكون أقارب المريض المسن هم من قاموا بإلقائه بجوار المستشفى، واختفوا من المكان قبل أن يراهم أحد، قائلا: «إنه منذ 10 أيام فوجئت إدارة المستشفى بقيام مجموعة من المواطنين بإلقاء شخص عمره يتجاوز 55 عاما بجوار سور المستشفى وأسرعوا هاربين، فقام فريق عمل بالمستشفى بالخروج له وفحصه وتبين أنه مريض نفسي».