محمد البهنساوي يكتب من فيينا.. التجربة المصرية لأرض الفرص والمستقبل 

محمد البهنساوي رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم
محمد البهنساوي رئيس تحرير بوابة أخبار اليوم

لاشك ان إفريقيا عانت وعلى مدار قرون وعقود لظلم بين وترصد من كافة القوى الاستعمارية والعنصرية المتعاقبة علي مدار التاريخ .. وآخرها موجة الهجمة الاستعمارية الأوروبية مطلع القرن الماضي .. والتي لم تكتفى فقط بنهب خيرات القارة السمراء والتي كانت بلا شك الأساس الذي بنيت عليه أوروبا نهضتها الحالية .. ليس هذا فحسب لكنها نشرت اليأس والإحباط والشعور بالدونية وزرعت فيها يقين بعدم قدرة شعوب وحكومات القارة علي فعل شي يحقق الاستفادة من تلك الكنوز .

 

 وللأسف لازال هذا الشعور يسيطر علي دول القارة السمراء بنسب متفاوتة وبالطبع تغذي بعض الدول الكبري هذا الشعور لتظل تستنزف مقدرات وثروات إفريقيا .

الآن ومن هنا من مدينة فيينا عاصمة النمسا والرئيس الحالي للاتحاد الأوروبي .. يمكننا رصد تغير في هذا الإرث والفكر الأسود .. ليس من جانب أوروبا فقط إنما تغير واضح وعميق وفكر واع وجديد لدي قادة أفريقيا .

 

فمن منتدي أوروبا أفريقيا الذي انعقد طوال يوم أمس تكتشف تلك الحقائق ، فقادة أوروبا يتحدثون عن إفريقيا الفرص والمستقبل ، وقادة إفريقيا يعون جيدًا معاناة قاراتهم وآلامها وآمالها ولديهم حرص علي التخلص من إرث التبعية ، مطالبين أوروبا الجار الأقرب لهم ليس بالمساعدة أو العون .. إنما بشراكة حقيقية تحقق صالح القارتين .. فالتجارة البينية بين الجارتين والتي بلغت مؤخرا ٢٣٠ مليار يورو مرشحة للزيادة ، كما أن أكثر من ٤٠٪؜ من الاستثمارات المباشرة لإفريقيا أوروبية .. وما يدعو للتفاؤل ان قادة أوروبا يتفهمون هذا المطلب جيدا ويبدو حرصهم علي تحقيقه .

 

 وما تأكد لنا أيضا من خلال مشاركتنا المباشرة في هذا المنتدي ان مصر تعود وبقوة ملحوظة لدورها القيادي والريادي في القارة السمراء .. فها هي المشاركة المصرية رفيعة المستوي ليترأس وفد مصر الرئيس السيسي بنفسه وسط ترحيب ملحوظ به من القادة الأفارقة والأوروبيين ، والكلمة  المهمة  التي القاها الرئيس بافتتاح المنتدى ترسخ القيادة والريادة المصرية .

 لم تكن كلمة مرسلة إنما رسم خريطة طريق للعلاقات الأوروبية الإفريقية من وجهة نظر مصر التي تقوم علي ما أعلنه الرئيس من ان إفريقيا أرض المستقبل والفرص .. شارحاً بتبسط إمكانية القارة في هذا المجال ، ومؤكداً حرص مصر علي تنمية وتأهيل القارة السمراء لهذا المستقبل المنتظر لها .

وهنا ومن خلال ترحيب قادة إفريقيا وإقبالهم علي الرئيس السيسي أعتقد أن أحد أهم أسباب هذا الإقبال ـ بجانب مكانة مصر والرئيس ـ  أن ما يحدث في مصر الآن سبب رئيسي ومحوري .. فالتجربة المصرية في التنمية وإطلاق المشروع العملاق لنهضة مصر حاضراً في أذهان القادة والشعوب الإفريقية .. رابطين ذلك ببدء رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي آملين تكرار التجربة المصرية والاستفادة من آلياتها وثمارها خلال تلك الرئاسة المنتظرة .

وان رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي ليست فقط فرصة للأفارقة للاستفادة بالتجربة المصرية .. انما هي فرصة لمصر متعددة الجوانب  سواء سياساً لاستعادة وتأكيد الدور المصري القيادي للقارة ، وإصلاح ما أفسدته عقود من البعد عن إفريقيا خلقت هوه بين مصر واشقائها نعاني من تبعاتها حتي الآن .. كذلك في الشق الاقتصادي فهناك فرصة ذهبية لفتح الأسواق الإفريقية أمام المنتجات المصرية وتحويل مصر إلي بوابة حقيقية لإفريقيا مع كافة دول العالم .

 

ان مشاركة مصر بالمنتدي وكلمة الرئيس خلاله طمأنت الأفارقة بتحقيق أمنياتهم .. بل وأطلقت طموحات شعوبهم لرئاسة مصر للاتحاد الأفريقي وأعتقد أن مصر لن تخذلهم ابدا.