مكتشف النجوم يبدأ مهمته الأولى مع المارد الأحمر

الأوروجوياني مارتن لاسارتي
الأوروجوياني مارتن لاسارتي

لأول مرة في مصر، وللمرة الثانية في المنطقة العربية، يبدأ الأوروجوياني مارتن لاسارتي عمله كمدير فني للنادي الأهلي كأول فريق مصري يديره، وكثاني فريق عربي بعد الوصل الإماراتي الذي دربه في الفترة من نوفمبر 2002 وحتى أبريل 2003.

 

وجاء تعاقد "القلعة الحمراء" مع لاسارتي بعد رحلة بحث قاربت مدة شهر تقريبا بعد رحيل الفرنسي باتريس كارتيرون المدير الفني السابق للمارد الأحمر، لتتجه البوصلة الحمراء نحو التعاقد مع المدرب الأوروجوياني لمدة عام ونصف مقابل 125 ألف دولار شهريا، وهو ما سيعلن عنه ظهر اليوم الاثنين، في مؤتمر صحفي.

ومما لا شك فيه أن الظروف والمنافسين والأبطال كلها أمور متغيرة في عصرنا الحالي، وأن أسرع ما يتغير في العالم الآن إضافة إلى التكنولوجيا هي كرة القدم التي يعشقها أكثر من ثلثي سكان المعمورة، فما يصلح للعمل قبل 3 أو 5 سنوات ربما لا ينجح الآن، فكل شيء يتطور، وهو ما ينطبق على عالم كرة القدم وبالتالي على المدربين بصفتهم أحد أركان منظومة الساحرة المستديرة، الأمر الذي يجعل النجاح حليفا لقلة منهم في العالم ربما لا يتجاوز عددهم أصابع اليد الواحدة.

 

ومنذ أيام قليلة، استمتع العالم بكرة هجومية بوهيمية قليلا في لقاء (كلاسيكو القرن) بين ريفربليت وبوكا جونيورز (الذهاب 2-2 .. وفاز ريفربليت 3-1 في لقاء العودة)، وعلى جماهير الأهلي الآن أن تستعد إلى تلك البوهيمية مع مارتن لاسارتي، الذي يهوى اللعب بواحدة من طريقتين (4-2-3-1) أو (4-3-3)، وهو ما يوحي للجماهير بشيء مما يدور في عقل لاسارتي، فيبدو وكأنه يهاجم بسبعة لاعبين، ولكن ليس هذا هو المهم وإنما المهم هو أماكن تواجد هؤلاء اللاعبين لأن التنظيم فوق أرض الملعب من أهم أولويات لاسارتي.

وبقراءة سريعة لما يدور في عقل لاسارتي من خلال تجارب الماضي والتي كان آخرها مع نادي ناسيونال في الأوروجواي، نكتشف أن الأوروجوياني الملقب بـ "مكتشف النجوم" يمتلك سرعة بديهة، فهو لا يتوانى عن اتخاذ القرارات عند التأخر أو فور الطرد، كما أن عقليته تبدو مرتبة ولا ينفعل بنتيجة المباراة بشكل سلبي بل يتدخل من أجل إعطاء الفريق مزيدا من الحلول الهجومية.

 

وكشفت التجارب التدريبية السابقة للمدير الفني الجديد للأهلي أنه يقوم بما كان يقوم به ألبرتو فالنتيم مدرب "بيراميدز" السابق حيث يجعل رباعي الدفاع متقاربا جدا أثناء الهجمات المرتدة علي الفريق ويتراجعون ببطء نحو منطقة الجزاء من أجل تقليل الخيارات أمام المنافس.

 

وفي المقابل، فإن لاسارتي لا يفضل مهاجمة المنافس في نصف ملعبه أثناء الدفاع المنظم إلا في حالة وجود زيادة عددية من لاعبيه على الأطراف وهي المنطقة المفضلة له لاستخلاص الكرات، كما أن الجناح الهجومي للأهلي لن يلعب مع لاسارتي دور ظهير الجنب، فالمدافعون معه دوما في وضعية أفضل استعدادا لشن هجوم مرتد منظم، وربما يؤثر ذلك إيجابا على الكرات المقوسة على أقصى أطراف الملعب والتي تظهر فيها الثغرات. 

 

وبالنسبة للهجوم، فإن مهاجمي المارد الأحمر سينعمون مع لاسارتي بالراحة، فهو يحب أن يتواجد رأس حربة وخلفه مهاجم متحرك، وربما تجد جماهير الأهلي صلاح محسن خلف وليد أزارو، أو أن يعاد توظيف وليد سليمان في تلك المنطقة، وقد تكون أدوار محمد محمود وناصر ماهر وصالح جمعة مختلفة، فالمدير الفني الجديد يعشق دائما البحث عن الثغرات بين الخطوط والتحرك بشكل متزامن مع تقدم أظهرة الجنب إلي الأمام.

 

ولن تجد أجنحة الأهلي مكانا لها في عقل لاسارتي، إن لم تستطع اللعب داخل منطقة الجزاء طبقا لما قدمه مع فريق ناسيونال، فهو يفضل دائما الأجنحة التي تميل إلى اللعب في العمق وليس أجنحة الخطوط التقليدية، ولذلك فإن الأنجولي جيرالدو دا سيلفا الذي تعاقد معه الأهلي مؤخرا ربما يتمتع بحظوظ كبيرة مع لاسارتي.

 

والتحول من الدفاع للهجوم محدد عند لاسارتي، فرأس الحربة يميل إلى الطرف مع وجود لاعب يجيد الخروج بالكرة مع انطلاق الجناح في الجهة المقابلة، وهو ما يؤكد أن الأوروجوياني لاسارتي ليست لديه أزمة في إدارة أوراق فريقه وأنه يجيد التنظيم في المرتدات بحيث لا تكون مجرد انطلاقات سريعة دون عقل يدير.

 

ومع لا سارتي، سيجد عشاق المارد الأحمر 3 أو 4 لاعبين دوما في عمق منطقة الجزاء، وهو ما يوفر حلولا أكثر للارتكاز، وبالتالي هز شباك المنافسين.