«ليالي الأنس في فيينا».. حكاية مصريين مع النمسا

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

لم تكن العلاقات التي تربط مصر بالنمسا تنطلق من منطلق السياسة والدبلوماسية وحدها فحسب، فقد تبلورت في عدة جوانب أظهرت اهتمام شعب مصر بالنمسا، من بينها الجانب الثقافي، وتبعه تعاونٌ اقتصاديٌ متزايدٌ.

فقد عرف المصريون فيينا عاصمة النمسا كمركز عالمي للفنون والثقافة والسياحة، فهي المدينة التي عاش فيها أعظم الموسيقيين أمثال بيتهوفن ويوهان شتراوس وموتسارت وهايدن وغيرهم.

وكانت فيينا مقصدًا للنخبة المصرية من أجل السياحة في عاصمة هي الأكثر اخضرارًا بين مدن وعواصم العالم، حتى فازت في السنوات الأخيرة أكثر من مرة في المركز الأول كأفضل مدينة عالمية من حيث جودة المعيشة، ولم يكن ما كتبه عنها الشاعر أحمد رامي وغنته اسمهان، من أوصاف باعتبارها روضة من رياض الجنة، إلا تجسيدًا لصورة هذه المدينة التاريخية الخلابة في أذهان المصريين رغم أن فيينا عند كتابة هذه الأغنية، والتي عُرفت باسم "ليالي الأنس في فيينا"، وإذاعتها ضمن فيلم غرام وانتقام عام 1944، كانت تقع ضمن حدود ألمانيا النازية بزعامة هتلر.

ونالت النمسا استقلالها عام 1955، وتبنت فكرة الحياد، في وقتٍ كان العالم يعيش أجواء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق.

العلاقات الثقافية بين البلدين

وعلى صعيد العلاقات الثقافية، فهي تمثل جانبًا مهمًا بين مصر والنمسا، وفي الفترة الأخيرة تم التوقيع على مذكرة تفاهم في شهر ديسمبر 2007 بين المكتبة الوطنية النمساوية ومكتبة الإسكندرية بهدف تنمية تبادل الكتب العالمية، وتبادل الخبرات في مجال أرشيف المكتبات، و إقامة محاضرات و دورات تدريبية، ومؤتمرات ومعارض، وكذلك التعاون في مجال الحفاظ على البرديات و التعاون في مجال ترميمها.

كما تم التوقيع على مذكرة تفاهم في شهر نوفمبر من العام ذاته بين دار الكتب والمكتبة الوطنية النمساوية بهدف تبادل الخبرات في مجال ترميم البرديات و الوثائق التاريخية، وكذلك تبادل النسخ والمطبوعات الخاصة بالتراث اليوناني والقبطي والعربي، وإصدارهم على أقراص ممغنطة، كما تم كذلك التعاون في مجال تبادل الخبراء، والدورات التدريبية وورش العمل، والمؤتمرات العلمية و الندوات و المعارض الخاصة بالكتب النادرة، والوثائق التاريخية. وقد امتد هذا التعاون لثلاث سنوات.

وبعد نحو سبع سنوات في منتصف أبريل 2014، تم إطلاق منتدى يجمع العلماء والخبراء العاملين في مختلف المجالات العلمية والتكنولوجية من المصرين المقيمين بالنمسا لتوفير نافذة تسمح لهم بطرح جميع الأفكار والآراء والمقترحات التي من شأنها الإسهام في تعزيز استفادة مصر من هذه المجلات برعاية السفارة المصرية ودعم المستشار الثقافي لدى النمسا الدكتور أحمد شاهين.