مصر والنمسا .. علاقات سياسية مزدهرة في الماضي والحاضر

عبد الفتاح السيسي وسيباستيان كورتس
عبد الفتاح السيسي وسيباستيان كورتس

يقوم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بزيارةٍ حاليةٍ إلى النمسا، حيث سيلتقي هناك مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتس، في إطار تعزيز العلاقات الثنائية بين الجانبين.

وتأتي هذه الزيارة بعد أن قام المستشار النمساوي بزيارةٍ إلى مصر رفقة  دونالد توسك رئيس المجلس الأوروبي في منتصف سبتمبر الماضي، واستقبلهما حينها السيسي، وتم خلال اللقاء التشاور حول عدد من الملفات والقضايا ذات الاهتمام المشترك بين مصر والاتحاد الأوروبي والنمسا بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد، وعلى رأسها مشكلة الهجرة غير الشرعية.

وخلال اللقاء تم التطرق إلى عدد من الملفات الأخرى مثل الأزمة الليبية والسورية، حيث توافقت الرؤى ووجهات النظر حول استمرار العمل على التوصل إلى تسويات سياسية للأزمات المختلفة التي تشهدها المنطقة والتي تساهم بشكل أساسي في تفشى ظاهرة الهجرة غير الشرعية.

ولم تكن هذه الزيارة هي الأولى لمصر، فقد سبق أن زار القاهرة في مايو 2015، وقتما كان يشغل منصب وزير الخارجية، والتقى السيسي حينها، وأكد كورتس وقتها أن بلاده تؤيد الرؤية المصرية لمحاربة التطرف ونشر الإسلام المعتدل مؤكدًا أهمية العمل علي تعزيز التعاون بين مصر والاتحاد الأوروبي.

علاقات مزدهرة

وازدهر العلاقات الدبلوماسية بين مصر والنمسا في الآونة الأخيرة، ففي السادس من يوليو الماضي قام وزير الخارجية المصري سامح شكري بزيارةٍ للنمسا، واستقبله فولفجانج سوبتكا رئيس المجلس الوطني النمساوى (البرلمان)، وبحثا الجانبان دور مصر في التعامل مع الملفات الإقليمية الحيوية والأزمات المتفاقمة في الشرق الأوسط، وأهمها الأوضاع في سوريا وليبيا.

كما التقى حينها مع المستشار النمساوي كورتس، وأيضًا مع وزيرة خارجية النمسا كارين كنايسل، وبحثا خلال اللقاء كافة أوجه العلاقات المصرية النمساوية، لاسيما الاقتصادية والتجارية، وسبل تشجيع القطاع الخاص النمساوي على الاستثمار في مصر، فضلا عن تعزيز آليات التنسيق والتشاور السياسي حول القضايا الإقليمية والدولية محل الاهتمام المشترك.

وكان المستشار النمساوي السابق كريستيان كيرن قد قام بزيارةٍ لمصر في أواخر مايو 2017، واستقبله خلالها الرئيس السيسى، وبحثا الجانبان سبل تعزيز العلاقات الثنائية وعدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وكان سامح شكري قد التقى مع سباستيان كورتس، وقتما كان وزيرًا للخارجية، وذلك على هامش أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة التاسعة والستين، وتناول اللقاء تطورات العلاقات بين البلدين وسبل تعزيزها خلال الفترة المقبلة.

وتاريخيًا، تعتبر العلاقات المصرية النمساوية من العلاقات المتميزة، وذلك يرجع لدور النمسا التقليدي كدولةٍ محايدةٍ أثناء الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي -سابقًا- في النصف الثاني من القرن العشرين، إضافةً إلى العلاقة الخاصة بين المستشار النمساوي الأسبق كرايسكى والرئيس الراحل أنور السادات، وإسهامه فى إطلاق عملية السلام، وفي الفترة الأخيرة تعززت هذه العلاقات من خلال زيارات متبادلة.