البابا تواضروس: حادث المنيا مؤلم وغريب والأمر في يد الأمن والقضاء

البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية
البابا تواضروس الثانى بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية

أكد قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية أن «الله هو ضابط الكل وهو محب لكل البشر بدون استثناء وهو صانع الخيرات، والكنيسة  دائما تعلمنا أن نصلى "فلنشكر صانع الخيرات"»، لافتا إلى أن حادث المنيا مؤلم وغريب، وأنه يتابع الأمر عن قرب من خلال الأنبا مكاريوس أسقف عام كنائس المنيا وأبو قرقاص.

وقال البابا تواضروس الثاني – في حواره لفضائية مي سات القبطية  - إن «الأمر في يد الأمن والقضاء، وإننا في انتظار اتخاذ القرار المناسب لتهدئة الأمور، ونقدم خالص العزاء لأسرة الشهيدين الذين قتلا أمس الأول على يد حارس أمن مكلف بحراسة كنيسة "نهضة القداسة" بالمنيا»، موضحا أنهما كانا يتمتعا بسمعة طيبة وسط أهالي المنطقة.   

وأضاف بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية أن «كل الأشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله، ونتنتظر اجراءات حاسمة في هذا الحادث الأليم».

وأشار إلى أنه «دائما يلتقى مع الشباب وأنه حريص أن يتعرف على آرائهم وأفكارهم والاستماع لهم، وأنه يقدر حماس وغيرة الشباب ولكن في الوقت نفسه لابد أن يتعامل الانسان مع كل موقف حسب حدوده، وأن الكنيسة تعمل من خلال منظومة لمتابعة كافة ما يحدث في كافة الايبارشيات وأن الكنيسة تعمل بهدوء في كافة الأزمات من أجل سلام المجتمع».

وتابع: « إن العالم الآن مترابط جدا إن ما يحدث في أي دولة يؤثر على الدول الأخرى حتى وإن كانت على بعد مئات الأميال، وأن تدفق المعلومات حاليا يكون بشكل غزير.. والعالم أصبح متشابك بشكل غير مسبوق وأن العالم يواجه شكل جديد من الحياة»، موضحا أن «أي معلومة تصدر عن الكنيسة لابد أن تكون منضبطة ومؤكدة، وهو ما يفسره البعض بالتأخير ولكن لابد أن نتأكد بشكل لا تام من كل معلومة يصدر بها بيان في أي مناسبة».

وأوضح أن تكرار بعض الحوادث في محافظة المنيا يستوجب من المسئولين أن يكون لهم تدخلات على المدى البعيد وأن الحلول الأمنية لا تكفي وربما الأمر يحتاج إلى نوع من التوعية واسعة المجال.

واستطر: «بأن العقول تستنير عن طريق 3 طرق هي " التعليم والثقافة والإعلام" وأن محافظات الصعيد عانت من الإهمال على مدي سنوات بعيدة، وأنه لابد من توفير المشروعات وفرص العمل للشباب للحد من المشكلات التي تعاني منها محافظة المنيا».

وأكد البابا تواضروس أنه تم تقنين وضع 508 من الكنائس من خلال قانون بناء الكنائس وهو معدل جيد على مستوى الجمهورية ووجود القانون أمر طيب للغاية، وكذلك بناء الكنائس في المجتمعات الجديدة وهو أمر لم يكن موجودا من قبل،  وهو يعيد للمجتمع صورته الطيبة التي ترفض التمييز، وأنه لابد أن نري الأمور الايجابية في المجتمع.

وقال البابا تواضروس الثاني، إن مجتمعنا لم يتخلص من المتشددين حتى الآن وأن الدولة مازالت تعاني من خطر الإرهاب، وأن التشدد الفكري تكون على مدار عشرات السنين، موضحا أن التشدد مع الفقر والتعصب والتعليم الناقص يخلق بيئة تشجع على ظهور العنف.

وأضاف أنه لابد للانسان أن ينظر طوال الوقت إلى النقاط الايجابية في كافة الأمور، موضحا أن  الكنيسة كيان روحي لها مسئولية تجاه المجتمع، وتقدم خدمتها لكل أحد دون أي تفرقة أو تمييز. 

وأشاد البابا تواضروس بحملة 100 مليون صحة والجهود التى تبذلها الدولة للقضاء على فيروس "سي" خلال عامين ، مشيرا إلى أن محافظة المنيا تحتاج إلى معاملة من هذا النوع.

وأعلن البابا تواضروس عن إطلاق مبادرة ثقافية لكل شباب المنيا في الأساس لتقديم مقترحات عملية وأفكار قابلة للتنفيذ من أجل خلق مجتمع سوى على المستوى الثقافي ، لافتا إلى أن الكنيسة اطلقت مسابقة لكل المصريين بعنوان "مصر الجميلة" وسيتم اعلان نتائجها قريبا وهي كانت متاحة لكل المصريين.

ونوه البابا تواضروس إلى أن 95% من المصريين يحيون حول نهر النيل الذى خلق شكل من أشكال الترابط والعلاقات القوية وأن المصريين يحيون معا منذ 14 قرنا من الزمان وأن اتحاد المصريين معا هو أغلى ما نملك، لافتا إلى أن دولة لبنان عانت من الحرب الأهلية لمدة 15 عاما رغم أن تعددها لا يتجاوز 4 ملايين نسمة، والله قادر أن يحمي بلادنا من كل شر.

ووجه قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية رسالة للشباب قائلا: "ثق في أي قيادة سواء على مستوى الكنيسة أو الوطن، لأن القيادة لا يهمها سوى صالح الوطن.. والصالح هو أن يحيا المجتمع في سلام، وأن المدينة الفاضلة لا توجد على الأرض»، مطالبا الشباب ضرورة إدراك تفاصيل الموضوعات التى يتحدثون فيها وأن الكلمات الصعبة لن تحل أي مشكلة .

وأكد أن هناك توافق بين الكنيسة والدولة، وأن الكنيسة جزء من المجتمع.

وأضاف بطريرك الكنيسة الأرثوذكسية، أنه على الأسرة أن تحرص على تربية أبنائها بصورة طيبة وأن الحب هو الذى يبني الأسر وأن الحب هو الأبن الأول لكل أسرة ناجحة، لافتا إلى أن الكنائس والايبراشيات لها دور في تنمية الأسر من خلال تقديم المشورة والكورسات والاجتماعات الخاصة بالأسر من أجل المساهة في تنمية هذه الأسر، إلى جانب توافر لجان الصلح في الكنائس من أجل حل أى مشكلات تواجه الزوجين.

وأوضح أن الكنيسة تحتفل بمسار العائلة المقدسة منذ مئات السنين وأن الدولة ممثلة في عدد من المحافظات تعمل في هذا الأمر وأن هناك العديد من الوفود من مختلف الدول جاءت إلى مصر.