«الحياد».. علاقة طردية بين موقفي مصر والنمسا أثناء الحرب الباردة

علما البلدين
علما البلدين

أجرت صحيفة "أخبار اليوم" حوارًا مع المستشار النمساوي سيباستيان كورتس سيُنشر في عدد الجريدة الصادر اليوم السبت 15 ديسمبر.

وقال المستشار النمساوي خلال الحوار، إن علاقاتنا مع مصر قوية وممتازة  فلدينا تواصل مشترك ومتين في كافة المجالات الهامة ، سواء سياسية، أو اقتصادية ، أو ثقافية  ومصر من بين أكبر الشركاء التجاريين للنمسا في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وأشار كورتس إلى أن هناك حوالي 600 شركة نمساوية تعمل في مصر ليس في مجال التجارة فقط، ولكن لديها استثمارات على الأرض فعليًا.

وكان المستشار النمساوي قد أجرى اتصالًا هاتفيًا يوم الثلاثاء الماضي مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تناولا خلاله متانة العلاقات بين البلدين، أعرب خلاله كورتس عن رغبة بلاده في الارتقاء بمجمل العلاقات الثنائية مع مصر.

عدم الانحياز

ولدى مصر والنمسا تاريخٌ من العلاقات الودية، إضافةً إلى الروابط السياسية التي جمعتهما يومًا، نرصدها في هذه اللمحة التاريخية التي جاءت بالتوازي فيما بينهما.

حينما استشرت الحرب الباردة بين المعسكرين الغربي بقيادة الولايات المتحدة والشرقي بقيادة الاتحاد السوفيتي سابقًا، كانت مصر، تحت زعامة جمال عبد الناصر آنذاك، لها موقفٌ مغايرٌ من تلك الأزمة رفقة عدد كبير من بلدان العالم.

عبد الناصر رفقة الزعيم اليوغسلافي جوزيف بروز تيتو ورئيس الوزراء الهندي جواهر لال نهرو ساهم في تأسيس حركة عدم الانحياز عام 1955، كان بحضور 29 دولة وقعت على ميثاق مؤتمر باندونج، وجرى الاجتماع التأسيسي بعدها بست سنوات في العاصمة اليوغسلافية بلجراد.

وفي الوقت ذاته، كانت النمسا خلافًا للنهج الأوروبي آنذاك تتبنى فكرة الحياد، رفقة أربع دول أوروبية آنذاك، وهي سويسرا والسويد وفنلندا وأيرلندا، حادت جميعها عن نهج المعسكر الأوروبي المتحالف مع الولايات المتحدة في هذا التوقيت.

ورغم أن البلدان الخمسة، ومن بينهم النمسا لم تنضم لحركة عدم الانحياز، التي خلت وقتها من أي دولة أوروبية، فإنها ظلت على موقفها الرافض للانحياز للمعسكر الغربي في هذا التوقيت، شأنهم في ذلك شأن مصر.

تلك كانت لمحة من لمحات تاريخ العلاقات بين مصر والنمسا، التي هي آخذة في التمدد في هذه الأيام.