الخروج المتعثر من منطقة اليورو.. أزمة «ماي» مع أوروبا والبرلمان البريطاني

تيريزا ماي
تيريزا ماي

بعد أن نجت من اقتراع سحب الثقة في البرلمان البريطاني يوم الأربعاء الماضي، عادت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لتباشر أعمال مهمتها الرئيسية المتعلقة باتفاق انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.

 

«تيريزا ماي» كي تتجنب هزيمة مؤكدة لخطتها والاتفاق الذي أبرمته مع القادة الأوروبيين في مجلس العموم البريطاني (البرلمان في بريطانيا)، أرجأت الاثنين الماضي تصويتًا للبرلمان على الاتفاق المبرم مع بروكسل حول مرحلة ما بعد الانفصال عن التكتل الأوروبي.

 

وكان مقررًا أن يصوّت البرلمان البريطاني يوم الثلاثاء الماضي على الاتفاق، لكنه ماي أجلته، وقالت إنها لم ترغب في تقسيم البرلمان في الوقت الحالي.

 

وأشارت «ماي» إلى أنه على الرغم من وجود دعم واسع للكثير من الجوانب الأساسية في هذا الاتفاق، فإنه لا يزال هناك قلقٌ واسعٌ وعميقٌ بخصوص مسألة واحدة، وهي حدود أيرلندا الشمالية.

 

وبدت رئيسة الوزراء البريطانية عازمةً على العودة مرة أخرى لطاولة المفاوضات مع القادة الأوروبيين، للتوصل إلى حلٍ يرضي برلمان بلادها، فيما يتعلق تحديدًا بحدود أيرلندا الشمالية، الإقليم ذاتي الحكم في المملكة المتحدة.

(للمزيد من المعلومات عن أزمة حدود أيرلندا الشمالية طالع: وضع أيرلندا الشمالية «معضلة» اتفاق «ماي» مع القادة الأوروبيين)

 

رفض أوروبي

 

لكن القادة الأوروبيين ألقوا بالأشواك في طريق تيريزا ماي، وقال رئيس المفوضية الأوروبية، جان كلود يونكر، في وقتٍ سابقٍ هذا الأسبوع إنه لا عودة للتفاوض مع بريطانيا بشأن الاتفاق مرةً أخرىً، لكن الاتحاد الأوروبي يمكنه تقديم مزيدٍ من الإيضاحات للجانب البريطاني.


وتعجب «يونكر»، خلال كلمةٍ ألقاها أمام البرلمان الأوروبي بستراسبورج الفرنسية، من عدم قدرة رئيسة الوزراء البريطانية على إقناع برلمان بلادها بالاتفاق المبرم مع بروكسل.

 

تيريزا ماي تمسكت بمطلبها بشأن عودة التفاوض من جديد على حدود أيرلندا الشمالية، وقالت يوم الجمعة "في الواقع من الممكن الحصول على مزيد من الإيضاحات والمناقشات بعد النتائج التي توصل إليها المجلس الأوروبي".

 

وأضافت "هناك عمل يتعين إنجازه..سنجري محادثات في الأيام المقبلة عن كيفية الحصول على مزيد من الضمانات يطلبها البرلمان البريطاني كي يتسنى له إقرار الاتفاق".

 

بيد أن مسؤولين في الاتحاد الأوروبي يصرون على أن الزعماء موحدون فيما يتعلق بعدم حصول ماي على المزيد من جانبهم لتحسين اتفاق الخروج الذي اتفقوا عليه معها في بروكسل قبل ثلاثة أسابيع فقط، وذلك نقلًا عن وكالة "رويترز".

 

كما أكدوا إلى أن إعلان حسن نواياهم بشأن عدم إلزام بريطانيا بقواعد الاتحاد الأوروبي للأبد لا يعني بالضرورة تعديلًا في الاتفاق الذي يمنح وضعًا خاصًا للحدود الأيرلندية.

 

خيار غير مطروح

 

وبدوره أكد رئيس المجلي الأوروبي دونالد توسك أن إجراء مفاوضات جديدة ليس مطروحًا وأنه ليس لديه تفويض بعقد اجتماعات أخرى، لكنه أشار إلى أنه سيبقى مستعدًا للتواصل مع ماي خلال عطلة عيد الميلاد.

 

ورفضت ماي انتقادات الاتحاد الأوروبي بأنها تقدم طلبات مبهمة نابعة من نظامٍ سياسيٍ بريطانيٍ منقسمٍ، وطلبت من زعماء الاتحاد الأوروبي في قمة بروكسل تقديم ضمانات سياسية وقانونية تساعدها في دفع البرلمان لإقرار الاتفاق.

 

زعيما فرنسا وألمانيا أكبر قوتين حاليتين في الاتحاد الأوروبي رفضا من جانبهما مطالب ماي، واستبعدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل رفقة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أي محاولة لإعادة النقاش حول الاتفاق الذي تم التوصل إليه الشهر الماضي.

 

ولم يعد يتبقى سوى ثلاثة أشهر ونصف على خروج بريطانيا الرسمي من الاتحاد الأوروبي، وفقًا لاتفاق بريكست، وباتت ماي تسابق الزمن لإقرار اتفاقٍ يلقى قبول برلمان بريطانيا، في حين يرفض الاتحاد الأوروبي تقديم أية تنازلات عما تم الاتفاق عليه في نوفمبر الماضي، تاركين رئيسة الوزراء البريطانية في وضعيةٍ حرجةٍ، تقودها إلى خانة اليك.