عقول مصر المهاجرة تـداوي أزمــــــات التعليـم

تعبيرية
تعبيرية

ثلاثون عالمًا مصريًا بالخارج يجتمعون بعد غد في الغردقة ليردوا الجميل إلى وطنهم الأم مصر.. فى محاولة منهم لوضع مشاكل التعليم على طاولة النقاش لايجاد حلول جذرية لها خاصة بعد إعلان الرئيس السيسي أن عام 2019 هوعام التعليم.

 

وأكدت نبيلة مكرم وزيرة الهجرة أن مؤتمر «مصر تستطيع بالتعليم» الذى تنظمه الوزارة بالتعاون مع وزارتى التربية والتعليم والتعليم العالى ويعقد يومى الاثتين والثلاثاء والذى يرعاه الرئيس عبدالفتاح السيسى ويفتتحه د. مصطفى مدبولى رئيس الوزراء يعكس توجه الدولة المصرية للاستفادة من عقولنا المهاجرة بالخارج ودمج خبراتهم وتجاربهم ضمن استراتيجية مصر لبناء الإنسان المصرى 2030 التى تستثمر عبقرية المكان والإنسان لتحقيق التنمية المستدامة، حتى تخلق من خلاله وزارة الهجرة منفذًا ومناخًا استيعابيًا للعقول المصرية المهاجرة فى مجالات التعليم والبحث العلمى والتعليم الفنى.

 

المؤتمر يتضمن انعقاد 6 ورش عمل متنوعة تتناول عددا من المحاور الهامة التى من شأنها الارتقاء بالمنظومة التعليمية، والوقوف على ما يحتاجه التعليم المصرى من أدوات.

 

«أخبار اليوم» تواصلت مع عدد من العلماء المشاركين بالمؤتمر لوضع روشتة للنهوض بالتعليم.

 

جامعات خاصة للتعليم الفنى

 

د.هشام العسكرى أستاذ نظم علوم الأرض والاستشعار عن بعد بالولايات المتحدة الأمريكية وصاحب أول أطلس شمسى مصرى يرى ان التعليم فى مصر يتم النظر إليه كنوع من أنواع الرفاهية خاصة ان أكثر من نصف الخريجين من الجامعات لا يعملون فى مجال دراستهم لأن معظم المقررات الدراسية لاترتبط بسوق العمل، ويتم النظر إلى قضية التعليم بشكل منفصل.

 

وأضاف لذلك لابد من ربط المقررات الجامعية باحتياجات الصناعة والشركات خاصة فى ظل وجود الكثير من المشروعات القومية التى تقيمها الدولة مؤخرًا مع ضرورة التخلى عن فكرة كليات القمة والنظر إلى التعليم الفنى كأهم متطلب حالى لاحتياجات سوق العمل.. خاصة فى ظل اختفاء الكوادر الفنية فى مصر التى كانت تعمل فى المناطق الحرفية لأن احتياجات سوق العمل العالمية أختلفت.. ولابد من خلق بيئة تعليمية محفزة على البحث العلمى أيضًا.

 

ويشير إلى ان مصر متأخرة جدًا فى مجال التعليم ولابد من البحث عن حلول جذرية، مؤكدًا أن السياسة التى تتبعها وزارة التربية والتعليم حاليًا يمكن أن تؤدى إلى بداية النهوض بالعملية التعليمية خاصة أنها تعتمد على تدريب الطالب على الفهم وليس مجرد الحفظ والتلقين بالإضافة إلى دمج مناهج التعليم بالتكنولوجيا المتقدمة.

 

ويضيف انه بعد إعلان الرئيس السيسى لعام 2019 إنه عام التعليم يجب أن يكون ذلك بداية حقيقية للنهوض بمنظومة التعليم فى مصر.. خاصة التعليم الفنى ولابد أن تقوم بعض الجامعات الخاصة بتقديم رؤية لفتح جامعات خاصة جديدة متخصصة فى مجال التعليم الفنى قائمة على أسس علمية وهو ما يساهم بقوة فى تغيير نظرة المجتمع المصرى لخريجى التعليم الفنى ويتم توفير التدريب العملى اللازم لهؤلاء الطلاب خلال فترة دراستهم بدلًا من الانتظار حتى التخرج والبدء فى البحث عن فرص تدريبية داخل المصانع أو الشركات.

 

المقررات الجامعية

 

د.عمرو العدوى رئيس جامعة بيروت العربية وعضو اللجنة العليا للنهوض بالعاملين الأكاديميين فى الجامعات المصرية فى عام 2008 يؤكد ضرورة إعادة النظر فى المقررات الجامعية فى كل التخصصات لأن هناك الكثير من مقررات الجامعات المصرية لم تتغير منذ أكثر من 20 عامًا وبالتالى فهى لا تتناسب مع المتطلبات التى يحتاجها سوق العمل سواء فى الداخل أو الخارج.. ولذلك لابد من الابتعاد بشكل كامل عن فكرة سيطرة المواد النظرية على منظومة التعليم خاصة الجامعية فى مصر وضرورة الاتجاه نحو التدريب العملى بشكل كبير.. مشيرًا إلى ان معظم الجامعات ومنهم جامعة بيروت كل المقررات بها تحصل على اعتماد دولى لقياس مدى ملاءمة المقررات لاحتياجات سوق العمل ومدى تأهيل الخريج لممارسة المهنة التى سيزاولها.

 

ويوضح العدوى أن هناك فجوة بين مراكز الابحاث والقطاع الصناعى فى مصر ولذلك خلال جلسات المؤتمر يمكن ان يتم استعراض بعض الافكار التى يمكن من خلالها تقليل الفجوة بين الجانبين، لكى يتم تطوير البحث العلمى لكى يتواكب مع الثورة الصناعية التى تحتاج إليها مصر خلال المرحلة المقبلة.. بالإضافة إلى ضرورة النظر إلى التعليم الفنى الذى يمكن أن يساهم بشكل كبير فى تقليل معدلات البطالة من خلال الاهتمام بالمدارس الفنية .. وبالفعل كان لدينا عدد من المدارس الفنية فى الإسكندرية كانت تؤهل الكثير من الكفاءات الفنية ولكن للاسف لم يتم الاهتمام بتطويرها .. ولذلك لابد من إعادة النظر والاهتمام بهذه المدارس لخلق فرص سريعة للشباب وخفض معدلات البطالة.

 

الفنون بالمدارس والجامعات

 

قالت سارة فهمى نائب رئيس الشئون الخارجية فى الائتلاف المتحد لطلاب الدراسات العليا فى جامعة كولورادو بأمريكا  إن  عملية تطوير التعليم فى مصر يجب ان يتم فيها التركيز على تقديم برنامج  متكامل لتنمية المهارات الخاصة بالطلاب لمواكبة سوق العمل من خلال التركيز على تحسين قدرتهم على الإبداع.

 

 وتقترح إعادة التفكير والتركيز على تدريس الفنون لأنها جزء مهم لتكوين شخصية الانسان المتكاملة من خلال المناهج التى تقدم اليهم . فالمناهج المرتبطة بالفنون يجب ان تركز على الإبداع، والعمل فى فريق، ومهارات القيادة، والقدرة على التعبير عن ارائهم.

 

 فعندما يتم تعليم وتدريس تلك المهارات باستخدام طرق وأساليب تعليم مختلفة تعتمد على التطبيقات العلمية والمهارية فان ذلك يساعد على خلق بيئه تعلم وتساعد على تحسين الانتاجية.