لحظات من التاريخ عشتها.. أثناء تقديم جائزة الصحافة لـ إبراهيم سعدة  

تقديم جائزة الصحافة للاستاذ ابراهيم سعده  
تقديم جائزة الصحافة للاستاذ ابراهيم سعده  

حوار بقلم: صفية مصطفى أمين

 فرحة الجماعة الصحفية باختيار الأستاذ إبراهيم سعدة لشخصية العام الصحفية، لا تعادلها أي فرحة أخرى، وقد اكتملت الفرحة بعودته الى حضن الوطن.. ولكن بسبب ظروفه الصحية لم يتمكن استاذنا أن يحضر حفل توزيع جوائز مصطفى وعلى أمين الصحفية الذى أُقيم قبل ايام، احتارنا ماذا نفعل، وجوده فى وسطنا كان سوف يسعده ويسعدنا أكثر ولكن ليس كل ما يتمناه المرء يمكن أن يدركه!.

بعد تحديد موعد  حفل تسليم جوائز مصطفى وعلى امين الصحفية، اتصلت بالسيدة الفاضلة حرم استاذ ابراهيم سعده، وبعد الاطمئنان  على صحته، قلت : تقرر موعد الحفل، وكان يسعدنا ان يكون الاستاذ ان يكون الاستاذ الكبير على قمة المكرمين ، ولكنني اقدر الظروف الصحية الحرجة التى يمر بها.

 فمن يختار لتسلم جائزة شخصية العام الصحفية نيابة عنه..؟ قالت: ده موضوع يسعد ابراهيم جدا.. هو حيكلمك، وجاءنى صوته عبر الهاتف كما كان قبل عدة سنوات اى قبل محنة المرض. اسعدتنى الحماسة والحرارة التى افتقدتها فى حديثه من فترة طويلة، قال: ابنتى الوحيدة نيفين سوف تكون خارج البلاد فى موعد الحفل، ولن تستطيع أن تتسلمها.. ثم أكمل: تسلميها انتِ نيابة عنى. قلت: حضرتك اخى الاكبر والجائزة جائزة باسم والدى وعمى، وسيكون من الصعب علىْ أن اقوم بالتسليم والتسلٌم فى نفس الوقت، فضحك وقال: اقتراحك ايه؟ قلت: لو حضرتك ما عندكش مانع اجيب درع التكريم وشهادة التكريم وشيك الجائزة، وآجى اسلمه لحضرتك فى البيت. اعجبه اقتراحى واضاف: تعالى بكرة علشان ابنتى نيفين مسافرة بعد بكرة.

صباح اليوم التالى حملت الجائزة وتوجهت الى بيت الأستاذ فى الموعد الحدد، واصطحبت معى الصديق المصور الصحفى حسن يوسف. كانت فى استقبالنا السيدة حرمه ببشاشتها وبساطتها المعهودة، ومعها ابنته الجميلة الرقيقة، الشقة كما رايتها أول مرة أنيقة مرتبة دافئة، لم تختلف كثيرا، عما كانت عليه قبل 20 عاما.

جلسنا فى انتظار الاستاذ لدقائق حتى دخل علينا بابتسامته الجميلة المٌرحبة التى تنير وجهه، وقدمت له الجائزة، فتفحصها بعناية ثم قال صورة مصطفى بيه على الدرع حلوة قوى، قلت: هذا الدرع معمول مخصوص لحضرتك لن نُقدم مثله لاي من الفائزين بالجوائز. ابتسم ابتسامة هادئة، وشكرنى بتواضع، وطلب أن يكون التصوير فى غرفة مكتبه أو "الصومعة" كما قال.

وبعد التصوير مع الجائزة، عدنا الى الجلوس فى الصالون مرة اخرى، وتناولنا ما لذ وطاب من المشروبات والمأكولات التى أُعدت للاحتفال بالمناسبة . بدأ الاستاذ يحكي عن ذكرياته مع عمالقة الصحافة، وكيف أن هذه المهنة كانت عشقه ومتعته وهوايته الوحيدة منذ الصغر. وتذكر انه حصل على الجائزة للمرة الاولي عام 1993من يد صاحبها ( مصطفى أمين) عن إصدار صحف جديدة فى دار أخبار اليوم. وتحدث ايضا عن متاعب المهنة واهوالها، وكيف كان كبار الصحفيين يصرفون دخلهم  على الصحافة ولا يتكسبون منها!

الحديث طال والبهجة ملأت القلوب.، فسعادة الاستاذ بالجائزة والتقديرلتاريخه الطويل، خفف عنه محنة المرض، واعاد اليه ابتسامتة التى كانت قد أختفت تماما، حكاياته التى سردها علينا والمواقف الصعبة والمضحكة التى عاشها خلال عمله فى الصحافة، شدت انتباهنا وتركيزنا، لدرجة أنه كلما سكت عن الحديث كنا  نطالبه بالمزيد من التفاصيل.

وبعد حوالى ساعتين، شعرت اننا ارهقنا الاستاذ فاستئذنت في الرحيل، فأوصاني بأن أنقل شكره لكل كبار الصحفيين أعضاء لجنة تحكيم الجائزة، الذين قاموا بترشيحه لشخصية العام الصحفية عن عام 2017، وطلب مني أن أبلغهم تحياته وتقديره وامتنانه.