انفراد لـ أخبار اليوم.. أخر حديث مع «إبراهيم سعدة» قبل رحيله

 صفية مصطفى أمين مع إبراهيم سعدة
صفية مصطفى أمين مع إبراهيم سعدة

 حوار بقلم : صفية مصطفى امين
 
لم أكن أعرف أنها الزيارة الأخيرة لأستاذى العزيز إبراهيم سعدة، لم أكن أريد أن أفكر أننا يمكن أن نفقده رغم علمى بظروفه الصحية الحرجة.. كنت أتمنى أن يتسلم جائزة مصطفى وعلى أمين الصحفية لعام 2017 بنفسه، خاصة أنه قد عاد قبل عدة أشهر إلى أرض الوطن، بعد سبع سنوات من الغربة المريرة.

اتصلت بالسيدة الفاضلة حرمه وتأكدت من وصول دعوة حفل تسليم الجوائز، وعندما سألتها عن تسليم الجائزه للاستاذ قالت: "خدى كلمى إبراهيم، هو حيفرح قوى شوفى رأيه إيه".

جاءنى صوته ضعيفا وقال:" كان يسعدنى ولكن كما تعرفين حالتى الصحية لا تسمح، هل يمكن أن تتسلميها نيابة عنى؟" قلت: "لا استطيع ان اقوم بتسليم جائزة والدي وعمي  والتسلُم نيابة عن حضرتك فى نفس الوقت"، فضحك قائلا: "إقتراحك إيه؟"
قلت: أجيب الجائزة وازور حضرتك فى البيت،. قال: تعالى بكرة علشان ابنتى نيفين مسافرة بعد بكرة.

ذهبت فى الموعد المحدد، واستقبلتني الزوجة والأبنة الوحيدة بترحاب وبشاشة معهودة، وبعد دقائق دخل الاستاذ إبراهيم على كرسي متحرك، ولكن ابتسامته المضيئة كانت تنير وجهه، قدمت له الجائزة، فتفحصها بعناية وقال: "صورة مصطفى بيه المرسومة على الدرع حلوة قوى لازم انت اللي اختارتيها.

وبعد أن تناولنا الشاى والمشروبات والحلوى التى اعدت  احتفالا بالمناسبة،ٍسألت الاستاذ عن بداياته فى دنيا الصحافة. فاجاب: "كنت اهوى المهنة منذ الصغر انا وصديقى مصطفى شردى فى بورسعيد. وفى الستينات ذهبت الى سويسرا للدراسة وارسلت تغطية صحفية عن احداث خارجية الى مصطفى وعلى امين، فاعجبهم اسلوبي، واتصل بى مصطفى بيه، وأأشاد بما ارسلت، ونشره فى أول عدد من   اخبار اليوم، ثم وقع قرار تعيينى كمراسل صحفى للجريدة من سويسرا، صمت قليلا ثم قال: كنت اعشق الصحافة لدرجة انى كنت اصرف عليها ولا اتكسب منها!

قلت: لاحظت انك كنت مُقل فى سفرياتك مع الوفود الصحفية المصاحبة للرؤساء.. قال: مسئولياتى فى التحرير والإدارة كانت تفرض على ألا أسافر كثيرا، لدرجة أن الرئيس مبارك تضايق، فاضطريت أن أسافر معه إلى ليبيا، في وقت كان القذافى ينوى التخلص منى، بسبب كاريكاتير أحمد رجب ومصطفى حسين الذى كان يُنشر فى أخبار اليوم.

ورغم أن الحديث كان ممتعا، لكننى اضطررت للاستئذان لشعورى بأنني قد أرهقت الاستاذ، فدعته بعد أن شكرني على الزيارة وطلب منى ان اكررها.. ولكن - للاسف- لن استطيع!.