أخر الأخبار

«بوابة أخبار اليوم» تنفرد بأولى تصريحات علماء مؤتمر«مصر تستطيع بالتعليم»

مصر تستطيع بالتعليم
مصر تستطيع بالتعليم


على أكتافهم قامت نهضة التعليم عالميا، خرجوا من مصر طيورا مهاجرة وعادوا إليها تحت منصة واحدة تحمل اسم «مصر تستطيع بالتعليم».. «بوابة أخبار اليوم» تواصلت مع عدد منهم هؤلاء ليعرضوا وجهة نظرهم حول مشاكل التعليم في مصر وكيفيه تطويره.


30 عالما مصريا يجتمعون لأول مرة تحت سقف واحد وشغلهم الشاغل بحث مشكلة التعليم في مصر، تلبية لدعوة وزارة الهجرة يومي 17 و18 ديسمبر بمدينة الغردقة، وتحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسي.


«مصر تستطيع».. بادرة أمل

 

في البداية قال د.عمرو حسانين، أستاذ علوم البيئة والتكنولوجيا بجامعة ميريلاند الأمريكية، إن إعلان ٢٠١٩ عام العلم هو بمثابة نقطة مهمة، حيث تتوجه الدولة بمواردها نحو الاستثمار في تنمية الموارد البشرية "، انطلاقة قوية نحو إستراتيجية التنمية المستدامة مصر ٢٠٣٠.


وأضاف «حسانين» أن مؤتمر مصر تستطيع بالتعليم يعد بادرة أمل من أجل تعليم أفضل ومستقبل أفضل، 
وأن مصطلح تطوير التعليم يعتمد على الزمان والمكان والمقومات المتاحة للعملية التعليمية، كما يعتمد على الأسرة والمجتمع في تقبل أي نظام جديد والأهم الطالب وسوق العمل.

 

«حسانين» أوضح أن تطوير التعليم بصفة عامة يأخذ سنوات لنرى أي أثر ملموس، لذلك قبل الحديث عن تطوير التعليم يجب وضع خطة من أجل حل هذه المشكلة، يتم تحديثها بصورة مستمرة تتضمن الأدوات والنتائج وفي نفس الوقت تشمل الخطة المستقبلية وتكون دليل للمستقبل دون تكرار الأخطاء السابقة.


أشار ايضا إلى أن عملية تطوير التعليم في مصر يتطلب أن تتحول طرق التدريس النمطية إلى طرق أكثر فاعلية تعتمد على التشويق والبحث والاستنباط، وتستطيع  من خلاله إدخال الطالب كجزء من العملية التعليمة بحيث يتحول الطالب من مستقبل للمعلومة فقط إلى أكثر فاعلية، وذلك بجانب إدخال التكنولوجيا الحديثة في الفصول.

 

أول خطوة لتطوير التعليم

الدكتور هاني سويلم، مؤسس أول مركز في شمال إفريقيا للتعليم من أجل التنمية المستدامة، قال إن الاهتمام بالتعليم هو شيء انتظره الشعب لعقود، وأن مؤتمر مصر تستطيع بالتعليم المؤتمر هو شكل من أشكال هذا الحراك نحو أول خطوة لتطوير التعليم في مصر، ولدينا فرصة ذهبية لاستغلال هذه العقول وتحويلها إلى مركز للفكر، وهو أسلوب لا بد أتباعه في كل المجالات حتى نضمن دراسة التطوير من جمع جوانبه وأبعاده.

 


«سويلم» أضاف أن التفكير في دعوة المصريين بالخارج من ذوي الخبرات والتجارب في مجال التعليم هي مبادرة هامة لربط المتخصصين بالجهات المعنية من الوزارات وغيرها للاستفادة من خبراتهم في هذا المجال الهام، مؤكدا أن تطوير التعليم ليس اختراعا، ولكنه طريق لابد أن نسلكه اعتمادا على أسس علمية وتخطيط مؤسسي.

 

 

طالب مؤسس أول مركز في شمال إفريقيا للتعليم بأن لا نجعل المؤسسات التعليمية حقل تجارب، فألمانيا و اليابان و غيرهم خاضوا هذه التجربة من قبل وعلينا أن لا ننقل هذه التجارب كما هم اليوم، ولكن علينا أن نفهم ونتعلم كيف اتبعوا طريق التطوير ليصلوا لما هم عليه الآن.

 

إعادة النظر في التعليم الفني


أكد د.عمرو المعدوي، رئيس جامعة بيروت العربية، على ضرورة إعادة النظر في المقررات الجامعية في كل التخصصات لأن هناك الكثير من المقررات الجامعات المصرية لم تتغير منذ أكثر من 20 عامًا، وبالتالي فهي لا تتناسب مع المتطلبات التي يحتاجها سوق العمل سواء في الداخل أو الخارج، ولذلك لابد من الابتعاد بشكل كامل عن فكرة سيطرة المواد النظرية على منظومة التعليم خاصة الجامعية  في مصر وضرورة الاتجاه نحو التدريب العملي بشكل كبير.


أشار «المعدوي» إلى أن معظم الجامعات ومنها جامعة بيروت كل المقررات بها تحصل على اعتماد دولي لقياس مدى ملائمة المقررات لاحتياجات سوق العمل ومدى تأهيل الخريج لممارسة المهنة التي سيزاولها، موضحا أن هناك فجوة بين مراكز الأبحاث والقطاع الصناعي في مصر ولذلك خلال جلسات المؤتمر  يمكن أن يتم استعراض بعض الأفكار التي يمكن من خلالها تقليل الفجوة بين الجانبين.

 

وشدد على ضرورة النظر إلى التعليم الفني  الذي يمكن أن يساهم بشكل كبير في تقليل معدلات البطالة من خلال الاهتمام بالمدارس الفنية وبالفعل كان لدينا عدد من المدارس الفنية في الإسكندرية كانت تؤهل الكثير من الكفاءات الفنية ولكن للأسف لم يتم الاهتمام بتطويرها، ولذلك لابد من إعادة النظر والاهتمام بهذه المدارس لخلق فرص سريعة للشباب وخفض معدلات البطالة.

 

نسير عكس الدول المتقدمة

د. فيكتور رزق الله، عضو المجلس الاستشاري الرئاسي لكبار علماء ونائب رئيس جامعة هانوفر بألمانيا الأسبق، وعميد كلية الهندسة المدنية  الأسبق، يقول إن مشكلة التعليم في مصر إنه يسير وفقًا لنظرية الهرم المقلوب حيث يعتمد على وجود أعداد كبيرة من خريجي الجامعات، وفي المقابل نجد نقصا شديدا في أعداد خريجي التعليم الفني أو الذين يمتلكون حرفة أو مهنة فنية.

 

وأوضح أننا نسير عكس ما هو متبع في الكثير من الدول المتقدمة فعلي سبيل المثال نجد إن ألمانيا 8-% من العاملين بها لديهم مهنة فنية أو صناعية ومن خريجي مدارس  وكليات التعليم الفني والصناعي، و9% فقط من خريجي الجماعات لأن المهندس الواحد  في أي مصنع يحتاج إلى ما يوازي 70% من حجم الأيدي العاملة لتنفيذ فكرته أو تصميمه  على عكس ما يحدث في مصر فنجد إن أكثر من 90% من حملة المؤهلات العليا و3% فقط هم خريجو التعليم الفني، ما يؤدى ذلك إلى ارتفاع معدلات البطالة.


ويشير إلى ضرورة تغيير ثقافة المجتمع المصري نحو التعليم الفني، ولابد من النظر إلى تجارب الدول المتقدمة، فنجد إن كل دول العالم المتقدم تولى اهتمامًا خاصًا حتى يكون لديها خريج قادر على الابتكار والاختراع والتنفيذ،  فنجد أن أكبر مصانع السيارات في ألمانيا يعمل بها حوالي 156 ألف فرد منهم فقط 15 ألف موظف والباقي عمالة فنية وحرفية.

 

«رزق الله» أكد إن مصر لديها عقليات قادرة على الابتكار والاختراع ولكن القضية تكمن في كيفية تنفيذ هذه الاختراعات نتيجة عدم وجود آليات لذلك وعلى رأسها نقص الأيدي العاملة الفنية، فسبب نجاح الكثير من الدول المتقدمة هو توافر أصحاب المهن والحرف الفنية التي يمكنها تحويل الابتكارات والاختراعات الناتجة عن البحث العلمي إلى واقع علمي،  فجامعة هنوفر في فألمانيا يوجد بها 300 أستاذ فقط في مقابل 5 آلاف عامل في الورش والمعامل لتنفيذ الاختراعات.


ملتقى أصحاب المصلحة

يقول دكتور عاصم أبو حطب كبير باحثين بمجموعة اقتصاديات الزراعة والغذاء بالجامعة السويدية للعلوم الزراعية، إن النظام التعليمي في مصر شديد التعقيد من حيث بنيته وطبيعته وخصائصه؛ وبالتالي فمسألة تطويره أو إعادة بنائه تحتاج إلى الكثير من التخطيط والدراسة والعمل على محاور مختلفة بشكل متزامن ومتواز وفي إطار مشروع مجتمعي "حقيقي" تتكاتف فيه جهود مؤسسات المجتمع بصورة تجعل التعليم رافعةً قويةً وأداةً لاستغلال الإمكانات المتاحة للجميع للتطوير الاجتماعي والاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة والرفاهية المجتمعية.

 


أضاف «أبو حطب»  أن مؤتمر مصر تستطيع بالتعليم  يعتبر  ملتقى لـــ"شركاء أو أصحاب المصلحة "(Stakeholder meeting)، وليس مؤتمراً أكاديمياً بالمعنى الدقيق؛ فالحضور يمثلون مختلف مؤسسات الدولة ومنظمات المجتمع المدني ومن بينهم باحثين مصريين يمثلون شتى مجالات العلوم والمعرفة، جمعهم جميعاً اهتمامهم المشترك بقضية إصلاح وتطوير منظومة التعليم المصرية.

 

ضرورة النظر في  مجانية التعليم

قال العالم المصري هشام العسكري، أستاذ نظم علوم الأرض والاستشعار عن بعد بكلية شميد للعلوم والتكنولوجيا بجامعة تشابمان بالولايات المتحدة الأمريكية، إنه لابد من تغيير ثقافة المجتمع نحو أهمية التعليم والاعتماد على التعليم الفني لأنه هو الذي سينهض بالمتجمع.


«العسكري» أضاف أنه يجب النظر في  مجانية التعليم في مصر، فالتعليم وذلك من خلال بعض المنظمات التي تدعم الغير قادرين في مساهمة في تعليمهم بما يعمل على وصول كفاءة عليا من مستوى التعليم والاستفادة من الأموال فالغفير في المجتمع يعطي دروس خصوصية لأبنائه مثله مثل رجل الأعمال ولا فرق بينهم فمثلا إذا كان لدينا مليون طالب على مستوى الجمهورية ودفع كل طالب جنيه يوميا فسنوفر مليون جنية يوميا ونستطيع بذلك تطوير التعليم.


أشار إلى أن يجب تغيير نظرة المجتمع الدنيوية نحو التعليم الفني والصناعات فالرئيس عبد الفتاح السيسي يفتتح مشروعات قومية كبرى تحتاج إلى أيدي ولكن هناك نقص حاد في الكوادر الحرفية فيجب الاهتمام بهذه الطبقة وتشجيعهم فهم أساس تقدم الدول الغربية، مرجعا نقص الاهتمام بالصناعات بسبب وجود التوك توك في مصر حيث يتجه الشاب لقيادته بدلا من تعليم حرفه مضيفا بأنه يجب تقنينه أو إلغائه.


وبشأن كليات القمة قال «العسكري» إنه لا يوجد ما يسمى بكليات القمة، وهذا المصطلح خطأ تماما، فاليوم الدول المتقدمة تنظر إلى  طلاب الكليات التي ستفيد منهم بعد 10 سنوات، فمثلا اليوم ينظر إلى جسم الإنسان إذا كان سيصاب بمرض السرطان بعد 10 سنوات أم لا، وهذا لا يحتاج إلى دكتور بل يحتاج لطلاب علوم والصيدلة والهندسة.

 

فرصة لمصر


أما حسين الزناتي، خبير وباحث في مجال التعليم باليابان، قال إن المؤتمر يعطي فرصة لمصر لانفتتاح على جميع تجارب التعليم على مستوى العالم من أجل الاستفادة منه وتطبيق الأفضل منها في مصر.


قال د.جمال إبراهيم المدير التنفيذي للمجموعة الأوروبية للتربية العلاجية- المملكة المتحدة، إنه  يوجد عدد قليل جدا من العلماء المصريين في مجال التعليم العلاجي فهو نمط تعليمي متخصص لذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة لتحسين أدائهم الأكاديمي والعملي والاجتماعي واكتساب مهارات متنقلة وحياتية والأهم من ذلك كله اكتساب الثقة والاعتزاز بالنفس.

طرق التعليم العلاجي

أضاف «إبراهيم» أن طرق التعليم العلاجي تتوقف على حالة واحتياجات كل طفل أو فرد وهي طرق مرنة وفعالة حيث إنها تُقيِّم كل حالة على حدة وبناءً على التقييم يتم تجهيز برنامج أو منهج فردي لكل حالة و هذه الطرق ذات تكلفة عالية في الدول الغربية نظراً للحاجة الي كوادر مدربة وعديدة للتعامل مع حالة واحدة من هذه الحالات ولكن هناك طرق اقتصادية تم تطويرها وتجربتها بنفسي تجعل هذه البرامج في متناول الجميع.


شدد أيضا على ضرورة إنشاء وتجهيز وحدات للتعليم العلاجي وذلك مطلوب بسرعة وبشدة لتطبيق مبدأ الوقاية خير من العلاج لمواكبة التحديات المتسارعة في عالمنا الحاضر ومن هذه التحديات على سبيل المثال التطور التكنولوجي والذي خلق فجوة رهيبة وقد يكون مؤذي ومدمر بدلاً من استخدامه بشكل مناسب ومفيد.

 

إدماج ذوى الاحتياجات

 
وقال د.أحمد عمار، منظم حملات التعليم العام لذوى الاحتياجات الخاصة بالسعودية، إن إدماج ذوى الاحتياجات الخاصة لن تأتي بقرارات حكومية فقط ولكن الأهم هو الإدماج المتكامل في المجتمع ولن يأتي ذلك إلا من خلال تغيير نظرة المجتمع لذوي القدرات الخاصة فعندما تعم ثقافة الاستفادة من هذه الفئات خاصة إن جزء كبير منهم يتمتع بقدرات تفوق قدرات الأشخاص العاديين

 
أشار «عمار» إلى إن في ألمانيا يتم بذل جهد كبير في مجال تعليم ذوى القدرات الخاصة حيث يتم الاهتمام بدمجهم وسط المجتمع منذ نعومة أظافرهم بالإضافة إلى عقد لقاءات شهرية مع أبائهم لتأهيلهم بكيفية التعامل معهم حتى يشعر الطفل أنه قيمة و مميزا وليس عبْ أو عار على أسرتهم ما نحتاج إليه في مصر حاليًا لأن هناك الكثير من النماذج الناجحة في العالم كله من أصحاب القدرات الخاصة ونجحوا في إثبات أنفسهم في مجالاتهم.