قصص وعبر| حكاية فتاة ليل.. «مدفوع حقها»

قصص وعبر| حكاية فتاة ليل.. «مدفوع حقها»
قصص وعبر| حكاية فتاة ليل.. «مدفوع حقها»

فتاة من ضعاف الأنفس.. فتحت لها الدنيا ذراعيها لتدق أبواب الرزق فتجني حلالا طيبا، وأفاض الله عليها من نعمه.. لكنها نسيت الخالق فأنساها نفسها، فما كان منها إلا أن سلكت طريق الغواية والرذيلة بحثا عن المال، ولم تكن تعلم بأن نهايتها ستكون على يد ٤ ذئاب بشرية.

 

أسدل الليل ستائره، وتلألأت النجوم في السماء، وغمر الأرض الظلام، وهدأت الأعين، بينما تجلس الفتاة بجوار أحد راغبي المتعة الحرام داخل التوك توك الذي استشعر سائقه بأنها فتاة ليل عندما تردد على مسامعه اتفاقها على أجر ليلة حمراء ستقضيها معه، سال لعاب سائق التوك توك.

 

بابتسامة تخفي وراءها غريزة حيوانية عرض عليهما سائق التوك توك استعداده لقضاء السهرة معهما، فما كان من راغب المتعة الذي يصطحبها إلا أن عنفه ورد عليه قائلا: "دي ملاكي.. ومدفوع حقها"، وطالبه بعدم التدخل والتنصت عليهما والانتباه للطريق.

 

اشتاط سائق التوك توك غيظا، واعتبر كلماته إهانة وتحقير له، وجرح كبرباؤه، كتم غيظه، وبعينين طافحتين شرا كان قد اتخذ القرار بعدما قام بتوصيلهما إلى أحد العقارات المهجورة بمنطقة المنيرة بحي السيدة زينب، وانطلق بالتوك توك تنهب عجلاته الطريق نهبا.

 

وماإ ن صعدت الفتاة إلى أعلى العقار حدث ما لم يحمد عقباه حيث فوجئت بالسائق يعود مرة أخرى ويصطحب ثلاثة من أصدقائه، ارتعدت أناملها، وانتابتها حالة من الفزع والهلع، بينما تركها رفيقها وفر هاربا خشية أن يصاب بمكروه، وأمام وميض الأسلحة البيضاء، ودون مقدمات انقضوا عليها كالوحوش الكاسرة.

 

تناوبوا على اغتصابها دون رحمة أو شفقة، وبدموع منهمرة، وصوت متحشرج من شدة الإعياء انطلقت كلمات التهديد والوعيد بهم وإبلاغ الشرطة واتهامهم باختطافها واغتصابها رغما عنها تحت تهديد السلاح، فلم تراودهم أنفسهم ولو لبرهة، وقام أحدهم بكتم أنفاسها، وحملوها كشاة مذبوحة، وألقوا بها من أعلى العقار لتسقط جثة هامدة بعدما ترتطم جسدها بالأرض، ولفظت أنفاسها الأخيرة.

 

على الفور، انتقل المقدم أحمد قدري رئيس مباحث قسم السيدة زينب، وعمل تحريات مكثفة لكشف لغز مصرع الفتاة، وبتفريغ الكاميرات الموجودة أمام أحد المحلات تم الكشف عن هوية وشخصية أحد الذئاب المتهمين، وألقي القبض عليه، وأرشد عن باقي أصدقاءه الذئاب المتهمين أيضا.

 

اعترفوا بصحة الواقعة أمام العميد محمد الشرقاوي رئيس مباحث قطاع الجنوب، وأحيلوا إلى النيابة التي قررت حبسهم ٤ أيام على ذمة التحقيقات، وعرض جثة الفتاة على الطب الشرعي، فالذنب سوف يثقل كاهلها أمام الخالق، ولعل ذلك يكون عظة وعبرة لكل من تسول له نفسه أن يسلك طريق الغواية.