«سحب الثقة» .. إجراءٌ للديمقراطيين ضد «ترامب» سيُطبخ في الكونجرس

دونالد ترامب
دونالد ترامب

بعد شهرٍ واحدٍ من استعادتهم السيطرة على مجلس النواب الأمريكي بعد انتخابات التجديد النصفي للكونجرس التي جرت في السادس من نوفمبر الماضي، بدأ الحزب الديمقراطي في الشروع في مساعيه نحو ملاحقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، المنتمي للحزب الجمهوري.

 

وتمكن الحزب الديمقراطي من استعادة السيطرة على مجلس النواب لأول مرة منذ عام 2010، وكان المجلس يخضع طيلة الثماني سنوات الماضية لهيمنة الجمهوريين.

 

وحاز الديمقراطيون على 235 مقعدًا بمجلس النواب، مقابل 195 للجمهوريين، بعدما كانوا يستحوذون فقط على 193 بالمجلس في الانتخابات المنصرمة التي جرت في 2016.

 

مساعي سحب الثقة

جيرولد نادلر، عضو الكونجرس الأمريكي عن الحزب الديمقراطي، قال إن الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي، قد يثيرون مسألة عقد جلسات استماع حول سحب الثقة من الرئيس، دونالد ترامب.

ولم تبدأ ولاية الديمقراطيين في الكونجرس الأمريكي بعد، والتي ستكون في العشرين من يناير المقبل، لكن محطة إذاعة "صوت أمريكا" استبقت ذلك، وأشارت إلى أن جيرولد نادلر، نائب الحزب الديمقراطي عن نيويورك، قد يصبح رئيسًا للجنة القانونية في مجلس النواب، عند سيطرة الديمقراطيين عليه في مطلع العام المقبل.

ويرى عضو الكونجرس الأمريكي أن ترامب أحاط نفسه بمجموعة من المحتالين، حسب قوله، واعتبر إياه كان جزءًا من مؤامرة واسعة النطاق ضد الشعب الأمريكي للفوز بالانتخابات في عام 2016، في إشارةٍ منه لمزاعم تدخل روسيا في الانتخابات الرئاسية التي فاز خلالها ترامب على المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.

ويشرف روبرت مولر، المحقق الخاص من مكتب التحقيقات الفيدرالية، على تحقيقاتٍ بشأن مدى تورط حملة ترامب الرئاسية في التواطؤ مع موسكو خلال فترة الانتخابات، في حين تنفي موسكو أي ضلوعٍ لها بالتدخل في الانتخابات الأمريكية المنصرمة.

ويقول جيرولد نادلر إنه يجب على المشرعين أن يقرروا مدى أهمية التهم الموجهة إلى ترامب، لكن في حال كان الهدف، سحب الثقة، فيجب أن تكون الجرائم والمخالفات خطيرة، حسب رأيه.

قلق ترامب

ومن جهتها تتحدث شبكة "سي إن إن" الإخبارية عن أن الرئيس الأمريكي ترامب بات يخشى من احتمال تعرضه للاتهام بارتكاب مخالفات قانونية مختلفة، بعد أن أصبح مجلس النواب في الكونغرس الأمريكي، تحت سيطرة الديمقراطيين.

ودائمًا ما يتهم الرئيس الأمريكي الشبكة الإخبارية الأمريكية، بأنها شبكة الأخبار الزائفة، وقد ألغت إدارته مؤخرًا اعتماد مراسلها بالبيت الأبيض جيم أكوستا، قبل أن تعدل في قرارها بعض قرار محكمة جزئية في الولايات المتحدة بإلزامها بإصدار الاعتماد الخاص بصحفي الشبكة.

وطبقًا للدستور الأمريكي، فإن إجراءات إدانة الرئيس الأمريكي بعرقلة العدالة، ومن ثم عزله من منصبه، تتم على مرحلتين، أولاهما اقتراع سحب الثقة من قبل مجلس الشيوخ، فإذا صوت غالبية الثلثين لصالح حجب الثقة عن الرئيس و إدانته، يتم إحالة الأمر إلى مجلس النواب، فإذا تمت الموافقة على إدانته بأغلبية الثلثين، يتم إدانة الرئيس الأمريكي، ومن ثم يُعزل من منصبه.

وضعية مطمئنة

ويبدو ترامب في مأمن نوعًا ما من إجراءات العزل من منصبه، في ظل تعزيز حزبه الجمهوري سيطرته على مجلس الشيوخ بواقع 55 عضوًا مقابل 45 للحزب الديمقراطي.

وهو ما أكده مصدرٌ مقربٌ من الرئيس الأمريكي لشبكة "سي إن إن" لم تسمِه، بحديثه عن أن ترامب متأكد من أنه لن يُدان في مجلس الشيوخ، حيث تعود معظم المقاعد إلى الجمهوريين.

وفي التاريخ الأمريكي لم يتم إدانة أي رئيسٍ وإقالته خلاف ريتشارد نيكسون الذي تم عزله من منصبه عقب إدانته في فضيحة التجسس على الحزب الديمقراطي "وترجيت" ، في حين نجا الرئيس الديمقراطي الأسبق بيل كلينتون من اقتراعٍ مماثلٍ في أعقاب فضيحة "مونيكا"، والتي كذب خلالها كلينتون و أنكر صلته بمونيكا قبل أن يتم إدانته فيما بعد، لكن سيطرة الديمقراطيين على الكونجرس حالت دون عزله وقتها.