مصر تخطف الأنظار في كأس العالم للحديد بدبي

مصر تخطف الأنظار في كأس العالم للحديد بدبي
مصر تخطف الأنظار في كأس العالم للحديد بدبي

رسالة دبي..

ملفات ساخنة في مؤتمر الشرق الأوسط للصلب.. وإجراءات الحماية العالمية تتصدر المناقشات

 
انطلاقة قوية شهدتها الدورة الثانية والعشرين من مؤتمر الشرق الأوسط للحديد "كاس العالم للحديد "الذي تنظمه الشركة العالمية المتخصصة في مجال صناعات الحديد والصلب "ميتال بوليتان "وتستضيفه مدينة دبي  وينهى أعمالة بعد غد   ويشارك فيه نحو 800 شركة متخصصة في مجال  صناعة الحديد والصلب من جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 

وتناقش فعاليات المؤتمر إجراءات الحماية العالمية وأسواق الشرق الأوسط والتأثير على صناعة الصلب بالمنطقة.. ويعد المؤتمر منصة لأكبر حوار  بين صناع الحديد والصلب  ومنتجي الآلات والمعدات والتجار في شتي البلدان .

 

ويشارك من مصر كبرى شركات الحديد والصلب وفى مقدمتها  مجموعة حديد عز ،والسويس للصلب ، والجارحي ، والعشري، والمراكبي للحديد والصلب، وشركة العلا،والغنيمي والجيوشي لصناعة الحديد .

 

وبدأت أولي فعاليات المؤتمر الذي يقام على هامشه  معرض للمنتجات مناقشة العديد من الملفات الهامة علي رأسها تزايد الإجراءات الحمائية في الدول الكبرى وبحث نتائجها والتي ستؤدي إلى اتخاذ إجراءات مماثلة حول العالم وفقا لرؤى عدد من المشاركين، والذين أكدوا أن ما قامت به الولايات المتحدة الأمريكية من إجراءات حمائية ضد واردات الصلب، والألومونيوم تسبب في قيام دول عديدة حول العالم في اتخاذ إجراءات مماثلة لحماية صناعتها المحلية، مما أدى إلى انخفاض واردات أمريكا من الصلب بنسبة 12% خلال التسعة شهور الأولى من العام الحالي. 

 

كما تم التأكيد خلال الجلسة الأولى للمؤتمر على أنه إذا استمر هذا الاتجاه حتى عام 2019، فإن الأسواق المستوردة الأخرى – خاصة التي لا تضع إجراءات حمائية – سيكون عليها أن تستوعب تحول مسار تجارة الصلب إليها، وستكون لهذه الإجراءات أضرار كبيرة على التجارة العالمية، وتم الاستشهاد بمقولة مدير عام منظمة التجارة العالمية: "عندما نبدأ السير في هذا الطريق سيكون من الصعب جدا العودة مرة أخرى" .

 

التجارة العالمية


وخلال فعاليات الجلسة الأولى أطلقت الشركات تحذيرا بان إجراءات الحماية تؤثر على ثلث التجارة العالمية، حيث جاء تأثير إجراءات الحماية بالولايات المتحدة سريعاً ومؤثراً، حيث أعقبها وبشكل فوري اتخاذ إجراءات حماية مماثلة على الفور في الاتحاد الأوروبي وتركيا ومنتظر أن تتخذ دول الاتحاد الأوراسي نفس الإجراءات قريبًا، حيث بلغ حجم تجارة الصلب المتضررة من تلك الإجراءات حوالي 150 مليون طن، والتي تمثل 33% من التجارة العالمية، وتحول تلك التجارة المتضررة سيشكل خطراً على صناعة الصلب بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا حيث سيسعى المصدرين الى إيجاد أسواق بديلة بعد إغلاق أسواق الاستيراد الرئيسية أمامهم.

 

كذلك أكد بعض المشاركون أن الدول ذات الإجراءات الحمائية المنخفضة والتي تعاني من ضعف معدل استغلال الطاقات ستكون هدفاً للطاقات الفائضة من الدول الأخرى، فحجم المعروض من منتجات الصلب ارتفع فعلياً خلال التسعة شهور الأولى من العام الحالي بالمقارنة بنفس الفترة من العام السابق له، حيث تقدر منظمة الصلب العالمية زيادة الإنتاج بنسبة 4.7%، وكنتيجة لتحسن الإنتاج العالمي للصلب فقد انخفض حجم الطاقات الإنتاجية الغير مستغلة. 

 

أسعار الصلب


وتطرقت مناقشات اليوم الأول إلى ارتفاع أسعار الصلب بقوة في الأسواق الكبرى التي تتخذ إجراءات حمائية، مثل أمريكا بما يقرب من 200 دولار للطن هذا العام بعد فرض 25٪ على واردات الصلب في أبريل الماضي. 

 

وعلى النقيض من ذلك، شهدت الأسواق المعتمدة على التصدير مثل الصين وروسيا ارتفاعًا في الأسعار المحلية بمقدار 75 دولارًا فقط للطن، إضافة إلى اتساع الفوارق بين أسعار السوق الأمريكية ومنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، وفي الوقت نفسه، يواصل العجز التجاري في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا انخفاضه، بينما الطلب في ازدياد.

 

حديد التسليح


وتمت الإشارة إلى أن القطاعات الرئيسية المستهلكة للصلب، مثل الصناعات الهندسية والمعدنية والتشييد والبناء، تنمو بنسب مختلفة ومتفاوتة، فنجد أن تباطؤ نشاط السلع الهندسية والمعدنية، تسبب في تباطؤ نمو استهلاك مسطحات الصلب في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، بينما العكس صحيح بالنسبة لقطاع البناء والتشييد الذي ينمو بنسب أكبر وهو ما ساهم في معدلات نمو أكبر في استهلاك حديد التسليح  حيث يعتبر هو القطاع الأكبر في كل دول المنطقة باستثناء إيران. 

 

وجاء تأكيد أطلقه عدد من المشاركين بأنه رغم أن الطلب على حديد التسليح أفضل من مثيله في مسطحات الصلب إلا أن النمو به لازال ضعيفاً، وتوقعوا  أن يستمر النمو في نشاط التشييد والبناء خلال عام 2019، وهو ما حقق نمو للطلب على حديد التسليح بمعدل أسرع من الطلب على مسطحات الصلب خلال عامي 2018 و2019. 

 

الأسواق التقليدية


وقال جورج متي مدير قطاع التسويق بمجموعة حديد عز أن التدابير الحمائية تنتشر بسرعة حتى في الأسواق التقليدية المفتوحة مثل دول مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى أن الرابحين من الوضع الحالي هم المنتجون في أسواق الدول التي اتخذت إجراءات حمائية مثل الولايات المتحدة حيث ارتفعت أسعار منتجات الصلب فيها بنسبة 50٪ حين تم إغلاق السوق أمام الواردات الأرخص. 

 

وبالتالي فإن التفاوت غير المسبوق في الأسعار في المنطقة يتطور، مما يضر بصناعة الصلب في الأسواق المختلفة مثل أسواق منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.


وإضافة أنه لا يزال طلب منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا ورغم ارتفاع أسعار النفط خلال العام الماضي ليس بالمستوى المأمول. ففي إيران ، أكبر دولة منتجة للصلب في المنطقة، أصبحت خططها لتوسيع طاقتها بأكثر من 25 مليون طن محل شك الآن بعد استئناف العقوبات.

 

فروق الأسعار


وأشار إلى أن التأكيد على أن فروق الأسعار المنخفضة بين منتجات الصلب في المراحل الإنتاجية المختلفة، بالإضافة إلى رسوم الحماية ضد منتجات الصلب النهائية، أدت إلى تحول مصدري منتجات الصلب النهائية إلى تصدير منتجات الصلب شبه النهائية (البيلت وبلاطات الصلب)، وهو ما يعود بالفائدة على المدرفلين، وأن تلك التغيرات الديناميكية وضعف التوازن بين تكلفة منتجات كل مرحلة من مراحل إنتاج الصلب قد يؤدي إلى أضعاف الموقف التنافسي لمصانع الصلب المتكاملة.

 

ومن المقرر أن يشهد غدا الخميس جلسة خاصة حول مستقبل صناعة الحديد والصلب ويلقيها عن مصر جورج متى رئيس قطاع التسويق بحديد عز وذلك للمكانة التي تتمتع بها مصر باعتبارها ثاني اكبر منتج للصلب في منطقة الشرق الأوسط بإجمالي ١٧ مليون طن سنويا ، بالإضافة إلي كونها من الدول التي لا تتمتع بفرض رسوم جمركية علي واردات الحديد الأمر  الذي بات يهدد هذه الصناعة الإستراتيجية بمخاطر عديدة في ظل تزايد إقبال الدول علي حماية أسواقها من الدول المغرقة بالحديد .