107 عام على ميلاد «نجيب محفوظ»

الأديب العالمي نجيب محفوظ
الأديب العالمي نجيب محفوظ

« النباتات لا تملك العقل ، ولو غطيتها بصندوق فيه ثقب لخرجت من هذا الثقب متتبعه للضوء ، فما بالنا لا نتبع النور ونحن نملك العقول»..أحد أقوال صاحب نوبل نجيب محفوظ الذي يحتفل العالم اليوم بمرور 107عام على ميلاده.

ولادته المتعثرة كانت سبب تسميته نجيب محفوظ


منذ اللحظات الأولى لحياته كانت الصعاب، فقد كانت ولادته في 11 ديسمبر 1911 متعسرة جدًا، مما أرهق الطبيب الذي كان يولد أمه، ومن شدة العناء وخطورة الموقف، الذي هدد حياة الجنين، استطاع الطبيب أن ينقذه وينقذ أمه بإرادة الله وقدرته، مما جعل والده "عبد العزيز إبراهيم "، يسمي ابنه اسمًا مركبًا على اسم الطبيب وذلك امتنانًا وعرفانًا بمجهوده فسمي الوليد" نجيب محفوظ".

 

الجمالية نسجت خيوط الإبداع في وجدان نجيب محفوظ 
كانت أول لحظات في حياة أمير الرواية العربية " نجيب محفوظ" في حي الجمالية، الذي استوحى منه العديد من إبداعاته، فقد كان والده موظفاً لم يقرأ كتاباً في حياته بعد القرآن غير حديث عيسى بن هشام، لأن كاتبه المويلحي كان صديقاً له، وفاطمة مصطفى قشيشة، ابنة الشيخ مصطفى قشيشة من علماء الأزهر.

 

الفلسفة رسخت قواعد الفكر في أدب نجيب محفوظ
التحق نجيب محفوظ بجامعة القاهرة في 1930 وحصل على ليسانس الفلسفة، شرع بعدها في إعداد رسالة الماجستير عن الجمال في الفلسفة الإسلامية ثم غير رأيه وقرر التركيز على الأدب.


 انضم إلى السلك الحكومي ليعمل سكرتيراً برلمانياً في وزارة الأوقاف "1938: 1945، ثم مديراً لمؤسسة القرض الحسن في الوزارة حتى 1954، وعمل بعدها مديراً لمكتب وزير الإرشاد، ثم انتقل إلى وزارة الثقافة مديراً للرقابة على المصنفات الفنية.

 

وفي 1960 عمل مديراً عاماً لمؤسسة دعم السينما، ثم مستشاراً للمؤسسة العامة للسينما والإذاعة والتلفزيون، آخر منصبٍ حكومي شغله كان رئيس مجلس إدارة المؤسسة العامة للسينما "1966 – 1971"، وتقاعد بعده ليصبح أحد كتاب مؤسسة الأهرام.

 

لماذا أخفى نجيب محفوظ زواجه 10 سنوات
تزوج نجيب محفوظ في فترة توقفه عن الكتابة بعد ثورة 1952 من السيدة عطية الله إبراهيم، وأخفى خبر زواجه عمن حوله لعشر سنوات متعللاً عن عدم زواجه بانشغاله برعاية أمه وأخته الأرملة وأطفالها.

 

 في تلك الفترة كان دخله قد ازداد من عمله في كتابة سيناريوهات الأفلام، وأصبح لديه من المال ما يكفي لتأسيس عائلة، ولم يُعرف عن زواجه إلا بعد عشر سنواتٍ من حدوثه عندما تشاجرت إحدى ابنتيه أم كلثوم وفاطمة مع زميلة لها في المدرسة، فعرف الشاعر صلاح جاهين بالأمر من والد الطالبة، وانتشر الخبر بين المعارف.

 

أشهر أعمال صاحب نوبل
ومن أشهر أعماله، هي الثلاثية "قصر الشوق وبين القصرين والسكرية"، وأولاد حارتنا، وتحولت الكثير من كتابته إلى السينما والتلفزيون.

 

جوائز نجيب محفوظ
حصل نجيب محفوظ علي جوائز عديدة منها " جائزة قوت القلوب الدمرداشية عن رواية رادوبيس، جائزة وزارة المعارف عن كفاح طيبة، جائزة مجمع اللغة العربية عن خان الخليلي، جائزة الدولة في الأدب عن روايته بين القصرين، وحصل على وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى عام 1962، وجائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1968، ووسام الجمهورية من الطبقة الأولى عام 1972، وحصل على جائزة نوبل للآداب عام 1988، وقلادة النيل العظمى عام 1988، وجائزة كفافيس عام 2004 .

 

«زقاق المدق»، «بين القصرين»، «قصر الشوق»، «السمان والخريف».. أفلام لا تُنسى، ولكنها في الأصل كانت روايات للأديب الكبير نجيب محفوظ، التي عمل المخرجين السينمائيين لتحويلها إلى أعمال سينمائية لتخليدها، والتي حصل عليها محفوظ على جائزة نوبل في الأدب في عام 1988.

 

وصل عدد الروايات التي تحولات إلى أفلام إلى 21 رواية وهما :" اللص والكلاب، بين القصرين، بداية ونهاية، زقاق المدق، الطريق، القاهرة 30، خان الخليلي، قصر الشوق، السمان والخريف، ميرامار، السراب، ثرثرة فوق النيل، السكرية، الشحاذ، الحب تحت المطر، الكرنك، عصر الحب، الشيطان يعظ، وكالة البلح، قلب الليل، الحب فوق هضبة الهرم.

 

بينما وصل عدد الروايات التي تحولت إلى مسلسلات تليفزيونية إلى 8 روايات، وهما :" اللص والكلاب، الباقي من الزمن ساعة، بين القصرين، قصر الشوق، حضرة المُحترم، الأقدار، حديث الصباح والمساء، أفراح القبة".

 

عُرف عن الأديب الكبير نجيب محفوظ ميله الشديد لعدم السفر إلى الخارج لدرجة أنه لم يحضر لاستلام جائزة نوبل عام 1988، وأوفد ابنته لاستلامها، علماً بأنه سافر ضمن وفد من الكتاب المصريين إلى كل من اليمن و يوغوسلافيا في مطلع الستينيات، ومرة أخرى إلى لندن لإجراء عملية جراحية في القلب عام 1989.

 

يعتبر الفنان نور الشريف أكثر الفنانين الذين شاركوا في أفلام ومسلسلات مقتبسة عن روايات نجيب محفوظ، إذ شارك في أكثر من 10 أفلام ومسلسلات، وتعتبر الفنانة شادية أكثر ممثلة في أفلام نجيب محفوظ.

 

يعتبر نجيب محفوظ الذي ولد في 11 ديسمبر 1911، هو أول أديب عربي حصل على جائزة نوبل في الأدب، حيث بدأ محفوظ الكتابة منذ بداية الأربعينيات، واستمر حتى 2004.

 

تدور أحداث جميع رواياته في مصر، وتظهر فيها سمة متكررة هي الحارة التي تعادل العالم من وجهة نظره، من أشهر أعماله" الثلاثية، وأولاد حارتنا"، التي مُنعت من النشر في مصر منذ صدورها وحتى وقتٍ قريب.

 

بينما يُصنف أدب محفوظ بالأدب الواقعي، ويعتبر محفوظ أكثر أديبٍ عربي حولت أعماله إلى السينما والتلفزيون، وسُمي نجيب محفوظ باسمٍ مركب تقديراً من والده عبد العزيز إبراهيم للطبيب المعروف نجيب باشا محفوظ الذي أشرف على ولادته التي كانت متعسرة.

 

وفاة نجيب محفوظ
تُوفي نجيب محفوظ في 30 أغسطس عام 2006 بعد عشرين يوماً من دخوله مستشفى الشرطة، في حي العجوزة، لإصابته بمشاكل في الرئة والكليتين.