قرية «مصطفى كامل» ترفع شعار «لا يأس مع الحياة»

قرية «مصطفى كامل» ترفع شعار «لا يأس مع الحياة»
قرية «مصطفى كامل» ترفع شعار «لا يأس مع الحياة»

«لا يأس مع الحياة.. ولا حياة مع اليأس».. من أشهر مقولات مصطفى كامل، والتي أخذها أهالي قرية «كتامة» في بسيون بمحافظة الغربية، ومسقط رأس الزعيم الراحل شعارا لهم، للتغلب على مشاكل القرية التي تواجههم من خلال الجهود الذاتية.

القرية يغلب عيها الطابع التجارى نظرا لكونها من أهم وأشهر أماكن تصنيع الأثاث، حيث تعتبر القلعة الثانية لصناعة الأثاث بمصر بعد محافظة دمياط، ويقدر عدد الورش بالآلاف، فأينما ذهبت تجد واحدة، يصحبها أصوات خبطات المطارق والمناشير على الأخشاب.

التقينا أحمد عبد الله (بقال) وأحد سكان القرية، والذي أكد أن نظافة المياه من المشاكل الكبيرة التي تعاني منها القرية بالإضافة لكثرة انقطاعها، وهي من الأمور التي يجب معالجتها بسبب الأضرار الكبيرة على صحة الأهالي، فهناك نسبة كبيرة أصابتها الفيروسات الخطيرة بسبب المياه، ولذلك معظم المنازل تعمل على تركيب «فلاتر» لتنقية مياه الشرب.

يلتقط طرف الحديث أحمد الشحات (محامي)، ويؤكد أن جميع السكان يعانون بسبب الوحدة الصحية الخاصة بالقرية، فعلى الرغم من اتساع مكان الوحدة إلا أنها خالية من الأجهزة والمعدات الطبية.

وأكد المسؤولون من قبل نيتهم في إرسال أجهزة للغسيل الكلوي بعد مطالبة الأهالي، إلا ان ذلك لم يحدث حتى الآن، على الرغم من وجود هذه الأجهزة في قرى أخرى مجاورة، ويؤكد أن هناك حالات تفقد حياتها لعدم تحملها الانتظار حتى تصل إلى مستشفى طنطا، لعدم وجود أبسط الأجهزة فى الوحدة الصحية.

ويتابع أن القرية كانت تعاني من الطرق في الفترة الماضية، إلا أنه تم الاهتمام بها وتطويرها في الآونة الأخيرة.

مخلفات طبية

انتقلنا بعدها إلى الوحدة الصحية للقرية، باب حديدي مفتوح يقودك إلى المدخل، في ساحة الوحدة تنتشر القمامة والمخلفات الطبية في مشهد ينافي تماما كونها مكانا يختص بمعالجة المرضى، ممر ضيق بين المبنى والسور يوصلك إلى داخل الوحدة، مكان يتسم بالإضاءة الخافتة، وسوء التهوية، والغرف خالية من الأجهزة والأطباء، إلا من رحم ربي.

وبعد معاناة للوصول إلى الطبيب المسئول لم نجد سوى طبيب الأسنان الخاص بالوحدة، فيقول، إن حال الوحدة بالوقت الحالي أفضل من قبل، ومع ذلك فهي غير مجهزة لاستقبال كل الحالات نظرا لما تعانيه من نقص في المعدات والأطباء.

وتابع: "المسئولين وعدوا بتوفير الأطباء والمعدات خلال الفترة المقبلة وحاليا تعمل عدة أقسام بكفاءة مثل الأسنان والعلاج الطبيعي والمعمل، وهناك أقسام أخرى لا تعمل مثل الجراحة والأشعة والعظام".

ويؤكد أنه في حالة وجود حالة حرجة لن يتم علاجها بالوحدة حيث تنقلها سيارة الإسعاف مباشرة إلى أقرب مستشفى"، مضيفا: "هي لا تستطيع أن تخدم عدد سكان المنطقة في ظل الامكانيات المتاحة، فهناك أكثر من 17 عزبة تعتبر كتامة هي القرية الأم بالنسبة لهم وتختص الوحدة بمعالجتهم".

أكوام القمامة

بعد الخروج من الوحدة الصحية تجولنا أكثر داخل القرية لنجد أكوام القمامة في أكثر من مكان يلتف حولها الحيوانات الضالة، مما يمثل معاناة للأهالي.

ومن داخل ورشة صغيرة للأثاث، والعرق يتصبب من جبينه من مجهود العمل الشاق، يؤكد هاني عبد الله أحد ساكني القرية، أنه توجه إلى الوحدة المحلية أكثر من مرة للشكوى من انتشار القمامة ولإيجاد أماكن خاصة بعيدة عن المنازل والطرق الرئيسية وبالفعل لم تستجب الوحدة المحلية لطلبات المواطنين الذين يعانون بشدة من الأمر، فيقوم الأهالي بتنظيف الشوارع بمجهودات ذاتية.

لم نستطع تفويت فرصة مقابلة فرد من عائلة الزعيم الراحل مصطفى كامل، داخل منزل ريفي بسيط تعيش السيدة عبد الوهاب قطب، صاحبة الـ83 عاما، تقول والابتسامة لا تفارق وجهها أنها تعتز كثيرا كونها من عائلة مصطفى كامل.

وعن أحوال القرية فتؤكد أنها لم تغادر القرية قط منذ طفولتها، والقرية الآن فى حالة جيدة مما كانت عليه في سنوات ماضية، وأنها لا تعاني إلا من ظروف المعيشة الصعبة وحالتها الاقتصادية.