مسقط رأس أول رئيس لمصر «تستغيث».. طرق «النحارية» غير صالحة وفقر في المواصلات

قرية النحارية
قرية النحارية


بين براثن الإهمال والفقر والمرض، سقطت العديد من القرى والنجوع من حسابات المسئولين، أماكن خرج من بيوتها الطينية القديمة زعماء ورؤساء كان لهم بصمة واضحة فى تاريخ الوطن.

لكن يبدو أن أمجاد الماضي محتها آلام ومعاناة الحاضر، فتلك القرى التى ملأت الدنيا ضجيجا فى يوم ما ضربها الاهمال وانعدام الخطط، وافتقدت إلى أبسط الخدمات التى لايستغنى عنها الإنسان كمياه الشرب والصرف الصحى ورصف الطرق والمستشفيات والمدارس.

«الأخبار» قامت بعدة جولات ميدانية داخل مجموعة من قرى الزعماء والرؤساء، لرصد معاناة الأهالى على أرض الواقع ونقل مشاكلهم لعلها تصل إلى حلول فى أسرع وقت

ويبدو أن مشكلة الطرق المتهالكة مشهد متكرر فى قرى الزعماء، ففي قرية النحارية التابعة لمركز كفر الزيات بمحافظة الغربية، مسقط رأس محمد نجيب أول رئيس لمصر، تبدو الأمور هادئة للوهلة الأولى بمجرد الدخول للقرية بعد مسافة طويل من الطرق المتهالكة المتداخلة.

معظم المنازل تبدو بحالة جيدة، إلا أن هناك البعض الآخر يعاني من التدهور، وكالعادة، الطرق والشوارع الداخلية للقرية ترابية غير ممهدة تسبب المعاناة للمارة، بداخل القرية يقودك طريق ترابى محاط بالأراضى الزراعية إلى المنازل ذات الطابع الريفي، القمامة منتشرة فى نطاق محدود بفضل الجهود الذاتية للأهالى فى تنظيف قريتهم.. الوضع يبدو أفضل قليلا عن باقى القرى المجاورة التى تعانى ويلات القمامة والمياه غير الصالحة للشرب وغيرها من الأمور التي لا تُحتمل.

ترميم وتجديد

من داخل ورشة نجارة صغيرة، يقف بهاء يوسف شاب فى مقتبل العمر، فيقول ان قرية النحارية فى حاجة ملحة إلى رصف الشوارع وتنظيفها، بالإضافة إلى تطوير الوحدة الصحية المتهالكة التى لاتنفع الأهالي، فيضطروا للذهاب إلى مستشفى المركز وهناك حالات فى بعض الاحيان لا تحتمل الانتظار ويمكن أن تدفع حياتها ثمنا لذلك.

ويتابع بأن حالة المدارس غير جيدة من حيث المستوى التعليمى بالإضافة إلى الأبنية المتهالكة نفسها، ويلتقط طرف الحديث محمد عبد الوهاب (موظف)، فيطالب بإعادة ترميم وتجديد مدرسة النحارية الإبتدائية أو إزالتها وإعادة بنائها من جديد، حيث يقدر عمرها بأكثر من سبعين عاما وأصبحت قاب قوسين أو أدنى من الانهيار فى أى وقت نتيجة التصدعات وتدهور البنية التحتية لها، موضحا أن ذلك يهدد حياة الأطفال.

لفت انتباهنا أثناء التجول فى شوارع القرية وجود قواعد خرسانية لمبنى تحت الإنشاء على مساحة كبيرة إلا أن العمل متوقف بها وملقى بداخلها قمامة ومخلفات.

يقول سعيد محمود (موظف بالمعاش)، إن المبنى تحت الإنشاء يرجع إلى مسجد «سيدى أبو يازيد»، وهو المسجد الكبير الوحيد داخل القرية، ونظرا لتهالكه الشديد وسقوط أجزاء كبيرة منه، تقرر إعادة بناءه من جديد، إلا أن المقاول المسئول عن عملية البناء يماطل منذ أكثر من عامين لرغبته فى جمع أموال أكثر من الأهالي.

ويتابع أن القواعد الخرسانية للمسجد تم وضعها أكثر من مرة نظرا للصدأ والتهالك الذى حل بها نتيجة الأمطار والأحوال المناخية ومازالت مماطلة المقاول مستمرة بدون سبب واضح، ويطالب سعيد المسئولين بالتدخل لحل مشكلة المسجد لأن القرية لاتضم فى الوقت الحالى سوى زاوية صغيرة، وهى غير كافية خاصة فى الجنازات وغيرها من المناسبات الدينية.

مكتب بريد

ويشير سعيد إلى وجود مشكلة أخرى هامة تتمثل فى عدم وجود مكتب بريد بالقرية، وهو ما يشكل أزمة لوجود عدد كبير من السكان فى حاجة لصرف المعاشات وغيرها من الخدمات البريدية، مما يدفعهم لقطع مسافات كبيرة لقضاء حاجتهم.

يسير بدراجته البسيطة على طريق ترابي، ويبدو عليه علامات الإرهاق والتعب.. عبد العزيز السيد احد الأهالي، يشتكى من عدم وجود وسائل مواصلات تصل لداخل القرية، مما يسبب معاناة كبيرة من أجل الخروج إلى موقف السيارات الرئيسى حتى يذهب الأهالى إلى أعمالهم، فنجد الغالبية تستخدم الدراجات سواء التقليدية أو النارية، ومنهم من يمشى لمسافة كبيرة على اقدامه حتى يصل، وهى مشكلة كبيرة يعانى منها الجميع.. بالإضافة إلى تهالك الجمعية الزراعية وعدم تقديم أى خدمات للأهالي.

لاحظنا خلال جولتنا أن الطريق الفرعى المؤدى إلى القرية فى حالة يرثى لها، فهو عبارة عن حارة واحدة ذهابا وإيابا، مليئة بالحفر والمطبات المزعجة، يحيط الطريق الأراضى الزراعية والمنازل من جهة، وترعة المياه التى تغذى القرى من جهة أخرى دون وجود حواجز أو احتياطات للامن والسلامة، مما يتسبب فى وقوع الكثير من الحوادث كما أكد الأهالي.