الداخلية تثأر لشهداء دير الأنبا صموائيل ..صحراء وجبال أسيوط الغربية .. الإرهاب مر من هنا 

«بوابة أخبار اليوم» ترصد طرق الإرهاب للدخول إلى محافظات الصعيد

طرق الإرهاب للدخول إلى محافظات الصعيد
طرق الإرهاب للدخول إلى محافظات الصعيد

نجحت قوة أمنية مكبرة من أجهزة الداخلية، معززة بقوة من المنطقة الجنوبية والقوات المسلحة في القضاء على إرهابيين من منفذي حادث دير الأنبا صموائيل بعد تتبعهم في مدقات ودروب صحراوية بطريق ديروط الفرافرة.


وقالت مصادر أمنية إن قوات من مديريتي أمن أسيوط والوادي الجديد بالتنسيق مع المنطقة الجنوبية العسكرية مدعومين بسيارات مصفحة وقوات التدخل السريع وفرق خاصة بالانتشار.


وتمكنت الفرق من التوصل للإرهابيين في منطقة الكيلو 80 بعد استعانتهم بعدد من العربان وقصاصي الأثر وسيارة دفع رباعي وأسلحة متنوعة، وتمكنت من ضبط كمية تنوعت ما بين متفجرات وأسلحة ومواد قابلة للاشتعال، وخلال تمشيط الجبل قامت العناصر الارهابية بإطلاق وابل من النيران على أحد الاكمنة المتمركز بالطريق الصحراوي الغربي بمحيط الكيلو 80 غرب دون وقوع إصابات.


وشهد طريق ديروط الفرافرة ناحية الكيلو 80 غرب اشتراكات بين قوات الأمن وعناصر إرهابية أدت إلى مقتل اثنين من الإرهابيين واثنين من عرب غرب المنيا ممن يعملون مع ضباط الشرطة لتقصي أثر العناصر الإرهابية الهاربة بالدروب الجبلية بالصحراء الغربية عقب حادث دير الأنبا صموائيل.


وتمكنت أجهزة الأمن من تصفية الإرهابيين بمنطقة الجبل الغربي بطريق دشلوط الفرافرة عقب وقوع اشتباكات مع قوات الأمن إستمرت أكثر من 5 ساعات، وتم التحفظ على الجثث وإخطار الطب الشرعي بتشريحها وإجراء تحليل الـ «dna» للجثامين.


وكانت قوات الأمن الوطني بالتنسيق مع الأمن العام رصدت تواجد عشرات العناصر بمنطقة جبل ديروط بطريق دشلوط الفرافرة عند الكيلو 80 غرب وعقب تقنين الإجرءات وعرض المعلومات على الوزارة تم إعداد مأمورية بالتنسيق مع فرع الأمن العام والأمن المركزي ومديريتي أمن أسيوط والوادي الجديد ضمت 20 مدرعة ومصفحة.

وتمكنت من استهداف الإرهابيين الذين شعروا باقتراب الأمن منهم فقاموا بإطلاق الأعيرة النارية صوب قوات الأمن مما أدي إلى تبادل إطلاق الأعيرة النارية من قوات الشرطة نتج عنه مقتل الإرهابيين وبتفتيش المكان عثر بحوزتهم على 20 بندقية آلية وعدد من الزخيرة ومنشورات وأوراق تنظيمية اضافة وجود خريطة للمناطق الجبلية تشرح كيفية التحرك فيها وتم نقل جثامين الإرهابيين إلى مستشفي أسيوط الجامعي تحت حراسة مشددة.

وقال مصدر أمني إن العناصر الإرهابية المقتولة تم رصد تحركاتها ونظرا لوعورة وصعوبة الدخول بالمنطقة تم الاستعانة بعناصر من العرب ممن لهم خبرات طويلة قصاصي الأثر للتوصل إلى أماكن الإرهبيين.

أسيوط عانت الإرهاب


محافظة أسيوط هي قلب الصعيد، بها قيادة المنطقة الجنوبية العسكرية، وشهدت في العقود الماضية أحداثاً إرهابية هي الأقوي على مدار التاريخ على يد الجماعات الإسلامية المتشددة والتي تمكن الأمن من توجيه ضربات موجعة إليها واعلنوا المراجعات، مما جعل الأمن فيها أقوي من غيرها من المحافظات المجاورة لها إلا أن طبيعتها الجغرافية التي تربطها بمحافظة الوادي الجديد والتي تربطها مباشرة طرق جبلية ومدقات صحراوية توصلها بليبيا والسودان يجعلها عرضه لبقايا الإرهاب القادم من دول مختلفة سواءاً عن طريق هاتين الدولتين يجعلها مسرح لعمليات قريبة، وقوة القبضة الأمنيه فيها وتواجد القوات المسلحة على الشريط الغربي يمنع العمليات عنها، كما شهدت هذه المناطق أكثر من 11 عملية أمنيه ثأرية نحجت خلالها قوات الأمن بالتعاون مع الجيش بسحق العناصر الإرهابية المنفذة للعمليات عقب انتهاءها خلال السنوات الثلاث الماضية مما يدل على أن الأمن يسيطر سيطرة كاملة على المنطقة ولكن يحتاج إلى رصد مداخل ومخارج المنطقة والتضييق على العصابات الإجرامية التي تتخذ المنطقة مأوي لها وتسهيل دخول وخروج العناصر الإرهابية .
 
وتظل الطرق المختلفة مثل درب الاربعين الطريق الذي ربط مصر على مدار الأف السنين بين مصر ودول الجنوب الافريقي، و"ديروط ـ الفرافرة" والمدقات القريبة منه يأتي منه بقايا الإرهاب الهاربة من ليبيا إلى مصر عن طريق المحافظات المجاورة لها من الصعيد لصنع العمليات الإرهابية الغادرة بمساعدة عصابات وعائلات معروف عنها الإجرام، اتخذت من الصحراء الغربية على الشريط الفاصل بين أسيوط والوادي الجديد سكناً لها، وهذه العصابات تساعد الإرهابيين مقابل صفقات أسلحة مهربة، أو مالاً تحصل عليه أو معاملات في تهريب أشخاص أجانب عن طريق شعاب الجبال والدروب الصحراوية بمقابل.
 واتخذ عدد كبير من الهاربين من العدالة الجبل الغربي والأراضي المستصلحة الواقعة على الدروب الجبلية الوعرة والطرق الصحراوية مأوي لها  بطول 30 ألف فدان على جانبي طريق ديروط الفرافرة بطول 150 كيلو متر من الطريق تحتل العصابات الأرض الصحراوية بحجة حماية الأراضي الاستصلاح والتي منها أكثر من 30 كيلو  مستصلحة بالفعل لصالح شركة تحمل جنسيات مختلفة على طريق ديروط الفرافرة، وتأوي هذه المنطقة عصابات خارجة عن القانون بينها الهاربين من أحكام جنائية بالاعدام والسجن المؤبد، وهي نفس المنطقة التي دارت فيها معركة الجيش والشرطة ضد مجموعة من الارهابيين التابعين لجماعة انصار بيت المقدس التي كانت هاربة عبر الدروب الجبلية وتسربت من دولة ليبيا وصولاً بمحافظة أسيوط فلم تجد بيئة خصبة للهروب إليها إلا هذه المنطقة عام 2015 وقضي فيها الجيش بالتنسيق مع قوات الأمن على 12 شخص و4 سيارات دفع رباعي دخلت من ليبيبا ووصلت إلى أسيوط بمعاونة أدلة من العصابات الإجرامية من سكان الجبل.
 
 أحضان الجبل


في أحضان الجبل الغربي للصعيد يتربي الإرهاب، ويتربع على يد العصابات الإجرامية، التي احتلته وتعلم دروبه ومدقاته الصعبة والمعقدة، وتقييم بجواره وفي منطقتين هما الأكثر تعقيداً، والأقرب وصولاً، إلى صحراء ليبيا من خلال 3 مدقات صحراوية تربط "أسيوط والمنيا بليبيا والسودان" تخرج عناصر إرهابية، وتدخل مصر عن طريق هذه الدروب، ولولا وجود المنطقة الجنوبية العسكرية في محافظة أسيوط، والقوة الأمنية التي تحكمها، لشهدت محافظة أسيوط تحركات إرهابية وعمليات غادرة اشرس من تلك التي تشن في المحافظات الأخرى ولكن محافظة أسيوط تتمتع بطبيعة أمنية وعسكرية شديدة.
دشلوط الأقرب لليبيا

قرية دشلوط الطرف الشمالي الغربي من محافظة أسيوط وترتبط مباشرة بطريق الفرافرة ليبيا والذي يقع تحت يد مجموعة كبيرة من الخارجين عن القانون، من العرب سكان المنطاق الصحراوية بين أسيوط والوادي الجديد وليبيا ويرتبط مباشرة مع مدق صحراوي كان يعرف فيما مضي بدرب الأربعين وهو الطريق الرابط بين أسيوط والسودان وليبيا فيما يشبه رأس مثلث وهو أيضاً وقع تحت يد مجموعات عصابات التهريب التي تهرب البشر والبضائع والبشر من السودان إلى مصر  والعكس، وتسيطر مجموعة من العصابات الخارجة عن القانون الواقعة في هذه المنطقة على الشريط الغربي للمحافظة على هذه الطرق والمدقات الجبلية الوعرة التي تأوي من خلالها الإرهاب الذي يأتي من ليبيا ويدخل ويخرج منها وإليها في رحلات لتنفيذ عمليات مقابل دفع مبالغ وتبادل الأسلحة في المنطقة.

هضبة الغنايم


هضبة الغنايم وتقع فوق مركز الغنايم جنوب غرب محافظة أسيوط وهي الخط الثاني الرابط بين السودان وليبيا وأسيوط عن طريق درب الأربعين المنتصف فوق هضبة أسيوط الغربية والممتد على الطريق الذي لا يعرفها إلا عربان المنطقة، وعصابات تهريب البضائع والبشر القادمين من أفريقيا، للخروج من مصر أو التحول عبر ليبيا لدول أخري، وهي المقر الثاني الذي يدخل ويخرج منه عناصر الإرهاب القادمة من الغرب عن طريق مساعدة العناصر الإجرامية لهم مقابل تمويلهم بالأسلحة الأتيه من ليبيا وغيرها أو مقابل الاموال  ولولا وجود المنطقة الجنوبية العسكرية داخل نطاق هذه الأماكن لنفذ الإرهابيون عمليات قوية ضد المحافظة غير أن العصابات الإجرامية التي تأويهم في الجبل الشرقي تخشي على نفسها من ضربات الأمن وكانت القوات المسلحة بالتعاون مع الداخلية نفذت مجموعة من العمليات الاستباقية في الجبل الشرقي عقب وصول مجموعة من العناصر الإرهابية إليه دكت فيها معاقلهم والأماكن التي كانت تأويهم وفرغت مغارات الجبل الشرقي من مركز البدارى شمالاً حتى مركز قوص في محافظة قنا أصبح طريق الإرهاب,
 
أما الطرق الغربية، وهي شبكة مدقات ودروب جبلية مرتبطة بالجبل الغربى والصحراء الغربية وكانت من أهم طرق تهريب الأسلحة منذ 10 سنوات ماضية وقت بدء الثورة المصرية والتي دخلت من خلالها ملايين قطع الاسلحة عبر الشريط الصحراوي الحدودي الرابط بين دولتي مصر وليبيا، وطريق مصر والسودان يتحكم فى هذه الطرق مجموعة من عرب المغاربة وهم ليبيون فى الأصل، وفدوا إلى محافظات مصر عقب الاحتلال الايطالى لدولة ليبيا ولجوء الملك السنوسي واتخذوا الظهير الصحراوي مسكناً لهم وزراعة أرض الجبل، والتجارة المخالفة للقانون مهناً لهم بعيداً عمن اندمج منهم داخل المجتمع المصرى، وعاش على وادي النيل وهم عدد من القبائل، وكانوا يدخلون إلى الأراضي الليبية، من مدقات لا يعرفها المصريون ويتمركزون على الشريط الحدودى الرابط بين مصر وليبيا بداية من مركز الحمام شمالاً وحتى القرى الرابطة بين مصر وليبيا والسودان وبحيرة ناصر جنوباً، وسيوة ومناطق محافظة الوادى الجديد فى المنتصف، هي التى ضيقت عليها القوات المسلحة، عقب ضرب كمين الفرافرة الكيلو 100 بطريق الفرافرة بالواحات البحرية في الوادي الجديد، مرتين متتاليتين خلال عام واحد من المهربين بالتعاون مع العناصر الإرهابية لضرب الأمن المصري.


 وساهمت عصابات سكان الجبال في بعض القرى ذات الطبائع البشرية اليابسة، مثل أعراب الغرب من القوصية وديروط ومنفلوط وبعض مشكلات الثأر، في نقل كميات كبيرة جداً من الأسلحة وترسانة كبرى وأطنان من الطلقات، وهو ما فطنت إليه عناصر بناء التنظيمات الارهابية التى وجدت فى مناطق وقرى الصعيد بيئة خصبة واتخاذها ستاراً لتمويل عملياتهم بالسلاح، وسهولة السيطرة على أفكار الشباب فاقد الانتماء.