بعد 5 أشهر خلافات..

«عودة المياه إلى مجاريها» بين روسيا واليونان

 فلاديمير بوتين وأليكسيس تسيبراس
فلاديمير بوتين وأليكسيس تسيبراس

اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مع رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس، خلال اجتماع جمعهما في موسكو يوم الجمعة 7 ديسمبر، على تجاوز الخلاف الدبلوماسي بين البلدين، والذي صاحب العلاقات بين موسكو وأثينا بدءً من يوليو الماضي.

 

وكانت اليونان أقدمت على طرد اثنين من الدبلوماسيين الروس، ومنعت شخصين آخرين من دخول البلاد في يوليو الماضي، متهمةً إياهم بمحاولتهم رشوة مسؤولين يونانيين بغية إشعال تظاهرات لإحباط إبرام اتفاق مع مقدونيا، بخصوص اسم الأخيرة، يقضي على أزمة الاسم بين اليونان، والجمهورية اليوغسلافية السابقة.

 

مسألة مقدونيا

 

 وأجرت مقدونيا في نهاية سبتمبر الماضي استفتاءً على تغيير اسمها إلى جمهورية مقدونيا الشمالية، وصوّت خلاله نحو 92% لصالح تغيير الاسم، بيد أن نسبة المشاركة المتدنية، والتي لم تتخط 36.8% جعلت نتيجة الاستفتاء لاغية، حيث كان يشترط بلوغ نسبة المشاركة 50% على الأقل، ليصبح الاستفتاء قانونيًا.

 

وقبيل إجراء الاستفتاء، تركزت الاتهامات في البلدين على روسيا، بزعم أن موسكو تسعى لعرقلة الاتفاق بين اليونان ومقدونيا، والذي سيساعد الجمهورية اليوغسلافية السابقة في الانضواء تحت لواء الاتحاد الأوروبي، بعد أن كانت اليونان تضع العراقيل أمام انضمام سكوبيي للتكتل الأوروبي، وقد نفت روسيا تلك المزاعم نفيًا قاطعًا في أكثر من مناسبة.

 

نبرة قوية من بوتين

 

الرئيس الروسي بوتين بدوره وصف تلك المزاعم بأنها "هراء"، قائلًا إن أجهزة المخابرات في البلدين يمكنها أن تحسم مثل تلك المواقف دون أي مبادرات مسرحية، حسب وصفه.

 

وأضاف بوتين، خلال حديثٍ للصحفيين: "أولا، من البداية لم نوافق ولا نوافق الآن على سبب يبرر طرد دبلوماسيينا، من الصعب أن أتخيل أن أي شخص لديه منطق في اليونان أو في روسيا يمكن أن يعتقد أن روسيا ستتآمر أو تحرض ضد اليونان.. هذا هراء وغير منطقي".

 

وتمنى الرئيس الروسي أن تكون تلك الصفحة قد طُويت حقًا، وقد بدا بوتين مستعدًا لفتح صفحة جديدة في العلاقات مع اليونان، ومن جانبه، دافع رئيس الوزراء اليوناني عن موقف بلاده من الأزمة الأخيرة، المتعلقة بطرد دبلوماسيين يونانيين، لكنه بدا منفتحًا هو الآخر على طي صفحة الماضي القريب.

 

وقال تسيبراس إنه يعتقد أن الخلاف الدبلوماسي كان حدثا معزولًا وإن الدولتين يمكن أن تحققا الكثير من المكاسب من توسيع نطاق التعاون المستقبلي بينهما، معربًا عن تطلعه للأمام في العلاقات مع موسكو، وأن تلك القضية انتهت.