ريادة الأعمال والشباب.. بوابة الأفارقة للمستقبل

الصادرات المصرية
الصادرات المصرية

على الرغم من العلاقات التى تربط مصر والدول الإفريقية والجهود المبذولة مؤخرًا لإحداث نوع من التكامل الاقتصادى بين الدول الأشقاء؛ إلا أن مصر حتى الآن لم تستطع الاستفادة من السوق الإفريقية لتسويق منتجاتها، فإجمالى الصادرات المصرية لإفريقيا 620 مليون دولار سنويا، أى نحو 1% من إجمالى الصادرات المصرية، ورغم إن دول القارة تستورد بنحو 278 مليار دولار سنويًا، كما أن دول شرق إفريقيا تعتبر المستورد الإفريقى الأول فى العالم بإجمالى صادرات يبلغ 86 مليار دولار سنويًا.

وأشار تقرير صادر عن الهيئة العامة للرقابة على الصادرات والواردات إلى أن الصادرات المصرية حققت خلال التسعة أشهر الأولى من العام الحالى حوالى 18 مليارا و514 مليون دولار، مقابل 16 مليارا و605 ملايين دولار خلال نفس الفترة من العام الماضى بفارق مليار و909 ملايين دولار، إلا أن ذلك يمثل نسبة ضئيلة جدًا مما تهدف إليه مصر مع الدول الأفريقية، ومازالت هناك الكثير من العقبات التى تقف أمام زيادة الصادرات المصرية الى القارة السمراء.

إلا إن «منتدى أفريقيا 2018» يحيى الأمل لدى الكثير من الخبراء والمستثمرين فى زيادة حجم التبادل التجارى وزيادة الصادرات المصرية لإفريقيا، خاصة أن السوق الإفريقية تضم نحو مليار مواطن.

وتدعيماً لدور شباب رجال الأعمال وريادة الأعمال يركز مؤتمر «إفريقيا 2018» على عدد من المواضيع أبرزها ريادة الأعمال فى مصر خلال السنوات القادمة التى ستحظى باهتمام كبير، نظراً لدورها الحيوى فى خلق فرص العمل وفتح فرص للشباب وتحفيز الابتكار، وجوانب أخرى تسهم مباشرة فى مواصلة الاقتصاد الوطنى عن طريق عدد من المشروعات الاقتصادية الجديدة والمبتكرة.. وتؤكد الاحصائيات تزايد عدد المنظمات الداعمة،وبرامج الدعم الحكومى والجهات المانحة فى بيئة باتت ريادة الأعمال إحدى مراكز اهتمام صناع السياسة والقرار فيها، ووفقا لتقرير المرصد العالمى فإن نسبة 42.4% من رواد الأعمال أطلقوا مشروعاتهم لعدم وجود بدائل وظيفية أخرى، كما تشكل النساء نسبة 44% من رواد الأعمال بمرحلة إطلاق المشروعات، مقابل 35% من الرجال أصحاب الأعمال التى أنشئت بالفعل.

وقال د. على الإدريسى أستاذ الاقتصاد بأكاديمية الثقافة والعلوم أن تركيز مؤتمر «افريقيا 2018» على شباب رجال الأعمال ودور ريادة الأعمال، نظرا لأنه ساهم بشكل واضح فى حجم الاستثمارات المصرية فى إفريقيا عام 2017 الذى بلغ ما يقرب من 8 مليارات دولار حتى وصل فى عام 2018 إلى مايقرب من 10.2 مليار دولار، وهى مجموعة من الاستثمارات أهمها التشييد والبناء والاتصالات والخدمات المالية والتعدين والمستحضرات الطبية والمواد الكيميائية، أما بالنسبة للاستثمارات الافريقية فى مصر بلغت حوالى ما يقرب من 3 مليارات دولار وكانت تشمل قطاعات الصناعة والزراعة والسياحة.

وأشار الادريسى إلى أهمية المؤتمر الأفريقى ودور شباب رجال الأعمال وتعظيم حجم الاستثمارات المتبادلة بين مصر وأفريقيا والاستفادة من قطاع مهم مثل الزراعة كما فعلت السعودية ودول أخرى فى أفريقيا واستثماراتها فى الزراعة واستغلال التربة وتوفير المياه خاصة فى السودان واستغلال ايضاً المواد الخام الموجودة بالقارة الأفريقية وتحويلها إلى صناعات عديدة.

اهتمام رئاسى بشباب الأعمال

وأضاف الإدريسى أن توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى جاءت صريحة فيما يتعلق بالاهتمام بالشركات الناشئة وريادة الأعمال وتكنولوجيا المعلومات فى الفترة القادمة وكيفية إستضافة مصر لمجموعة من الشباب الأفريقى، على أن يتم تدريبهم على مدار 3 سنوات ليصبحوا سفراء مصر فى أفريقيا فى الفترة القادمة الذى سيعود على مصر وعلى القارة الافريقية بالنفع، لأن الاستثمار فى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أصبح الآن الواجهة الاستثمارية امام العالم كله فى ظل ثورة الاستثمار التكنولوجى التى يعيشها العالم الآن.

 وأشار الإدريسى إلى التركيز بشكل كبير على الشركات الناشئة وعلى الشباب الافريقى ودخولها فى شراكات مع الجانب المصرى وتعظيم سيطرتنا وريادتنا الأفريقية الاقتصادية فى شتى المجالات، ومن خلال وجود اتفاقيات قابلة للتنفيذ وبجدول زمنى ومتابعة مستمرة لتلك الاتفاقيات والسعى لتذليل كافة العقبات المتبادلة، وإعطاء اولوية ومزايا تفضيلية للتجارة البينية الأفريقية وتحديد حجم التجارة وتفضيل العلاقات المصرية الافريقية عن اى دولة اخرى مثل الاتحاد الاوروبى وغيره، والسعى أيضاً لاقامة سوق مشتركة وإلغاء الحدود الجمركية، وكل هذه التطلعات لو استطعنا توفيرها ستساهم بشكل كبير فى حجم التبادل التجارى بين مصر والدول الافريقية.

استكشاف أسواق القارة

ويقول د. إيهاب سمرة الخبير الاقتصادى، أن تنظيم مؤتمر «افريقيا 2018» بشرم الشيخ يؤكد أن مصر استردت مكانتها الطبيعية فى أفريقيا بعد ما كانت الأزمة بين مصر وأفريقيا هى التواصل والاتصال والمواصلات، والآن فى عصر السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعى ووسائل الاتصال الألكترونية الحديثة أصبح التواصل فى غاية السهولة وأفضل من يتعامل مع كل هذه الوسائل بالتأكيد هم الشباب وهم الاقدر على إعادة بناء أواصر الاتصال والتواصل بين مصر والقارة الافريقية وسهولة الحركة والسفر وطريقة فهمهم لاحتياجات السوق.

وأشار سمرة إلى إنشاء كيان للبحث العلمى والالكترونى لبناء أواصر جديدة تتناسب مع العصر حالياً فى مصر وفى القارة الافريقية بشكل عام، وتقارب العلاقات المصرية الأفريقية، وحتى يتزايد حجم الاقتصاد والاستثمار يجب على الرأسمالية الجديدة والمقصود بها (الشباب)، الاستفادة من المشروعات الإنتاجية للدولة وتسويقيها فى القارة الأفريقية والعكس صحيح أيضاً لاستكشاف أسواق أفريقيا وما يحتاجه السوق هنا وهناك من خلال المؤتمرات أو الزيارات المباشرة أو الاتصالات الحديثة التى سهلت كل شئ حالياً.

وأضاف سمرة أن تركيز مؤتمر الكوميسا على شباب رجال الأعمال جعل الشباب فى حالة استعجال وترقب لجنى ثمار المؤتمر ونتائجه، وعلى الأجهزة الحكومية أن تكون واعية لتقديم الوسائل الحديثة والمناسبة لتنمية أعمال الشباب وخلق مصدرين جددا وإنهاء الاحتكار وضرورة تفعيل دعم الصادرات، وتجديد أساطيل النقل بين مصر وأفريقيا واهتمام الشركة القابضة للنقل البحرى بتلك الصادرات من خلال تخفيضات وسهولة نقل الصادرات والالتزام بالمواعيد، ووجود مميزات لدعم الانشطة الجديدة وشعور الشباب بوقوف الدولة بجانبهم لفتح سوق جديدة بين مصر وافريقيا.

 

 
 
 

احمد جلال

محمد البهنساوي