طرق وأماكن علاج السكتة الدماغية وحملة للتوعية بأعراضها

جانب من مؤتمر إطلاق الحملة
جانب من مؤتمر إطلاق الحملة

 

تمثل السكتات الدماغية، خطورة عالمية وليست مشكلة محلية فقط، حيث تتسبب في وفاة حالة كل ٣٠ دقيقة ، أو إصابتها بالشلل على مستوى العالم، وفي مصر تشكل الخطر الثاني بين الأمراض المسببة للوفاة والإعاقة بمعدل 13.3 %.

يأتي ذلك طبقا لإحصاءات لمنظمة الصحة العالمية، مما يضيف أعباء اقتصادية على المجتمع، حيث أدى المرض عام 2012 إلى وفاة 69000 شخص وهو المسبب الأول للإعاقة عالميا.

أطلقت الجمعية المصرية للأمراض العصبية والنفسية وجراحة الأعصاب، حملة للتوعية بأعراض السكتة الدماغية، في مؤتمر صحفي اليوم الخميس 6 ديسمبر، على هامش المؤتمر الدولي للسكتة الدماغية؛ لتجنب مشاكلها الخطيرة على الإنسان، تحت شعار «بأيدك تنقذ حياتك من جلطة المخ» خلال الأربع ساعات الأولى من الإصابة بأعراضها؛ مما يترتب عليه إنقاذ الحياة، وتجنب الشلل والإعاقة.

ويقول أستاذ المخ والأعصاب- رئيس اللجنة القومية للسكتة الدماغية، د.مجد فؤاد زكريا، إنه من المتوقع تضاعف معدل حالات الإصابة بالسكتات الدماغية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، على مدى ١٥ عاما مقبلة، وهو ما يعني زيادة معدلات العجز والوفاة، موضحا أن الحملة التي تم إطلاقها تعتمد على رفع مستوى الوعي، وأن اللجنة القومية للسكتة الدماغية التي تكوينها تركزت أهدافها على خفض عدد الحالات التي يتم إصابتها بالإعاقة المؤثرة على المريض، وأسرته، وعمله، ويصل عددهم إلى ٧٥ ألف حالة سنويا في مصر، من أصل ٣٠٠ ألف حالة يتم إصابتها سنويا بجلطة المخ.

وأضاف أن اللجنة تهدف أيضا إلى توسيع قاعدة المستشفيات التي يمكن تستقبل الحالات المصابة بجلطة المخ عن طريق تجهيز فرقها الطبية بطرق استخدام العقاقير المذيبة لجلطة المخ خلال الساعات الأربع الأولى، والتي تستجيب فيها الجلطة الوريدية للإذابة بالعقاقير على أقصى تقدير، لافتا إلى أنه تم بالفعل تجهيز وافتتاح مستشفى هليوبوليس التابعة للمؤسسة العلاجية والتأمين الصحي بوزارة الصحة؛ لاستقبال تلك الحالات، وذلك بجانب المستشفيات الجامعية المجهزة أساسا لاستقبال الحالات ومن بينها مستشفيات كليات طب عين شمس، وقصر العيني، وأسوان، والإسكندرية، وجامعة أسيوط.

وعن آلية التحرك عند الشعور بأعراض الإصابة بجلطة المخ، قال د.مجد، إنه يجب التوجه فورا إلى أحد المستشفيات الجامعية مثل،ح مستشفى عين شمس، أو قصر العيني، أو مستشفى أسيوط الجامعي، أو مستشفى هليوبوليس بمصر الجديدة، أو مستشفى التأمين الصحي بمدينة نصر، ومستشفى جمال عبد الناصر بالإسكندرية.

ومن جانبه يقول أستاذ المخ والأعصاب، بكلية طب عين شمس د.هاني عارف، إنه طبقا للإحصائيات المصرية، فإن معدل الإصابة السنوي ٢٥٠ ألف مريض يتوفى منهم ٧٠ ألف، ويظل عدد كبير من باقي المرضى يعاني من أعاقه دائمة، وبالتالي لابد من زيادة الوعي بين المواطنين بأعراض الجلطة المبكرة، والتي تشمل صعوبة في الكلام، واعوجاج في الفم أو ثقل في اليد، والقدم بصورة مفاجئة، حيث يجب التوجه فورا إلى أقرب مركز مؤهل لعلاج السكتة الدماغية في الساعات الذهبية الأولى ومدتها ٦ ساعات يمكن خلالها علاج الجلطة عن طريق إزالتها بالقسطرة المخية، ويستفيد من هذه التقنية ١٥% من المرض الذين يثبت أن الجلطة تسببت في غلق شريان رئيسي بالمخ، أما باقي الحالات ٨٥%؜ فتستفيد من إذابة الجلطة عن طريق الحقن الوريدي بمذيب الجلطة في الأربع ساعات ونصف الأولى.

وأشار إلى أنه رغم أن عقار إذابة الجلطة متاح منذ عام ١٩٩٥ إلا أن استخدامه في مصر نادر، ومن خلال دراسة مبدئية لحصر عدد الحالات التي تم حقنها في مصر بأكبر المراكز المجهزة لاستخدام هذا العقار، أظهرت النتائج أنها لا تتعدي ٠.٥٪ من حالات الجلطة الدماغية التي تصل إلى المستشفيات، وبالتالي تعتبر عمليا صفر في باقي الأماكن، وفى نفس الوقت يتم علاج حوالي ٢٠٪ من تلك الحالات في الخارج عن طريق إذابة الجلطة.

ولفت إلى أن عدم وجود وعي عند رجل الشارع العادي بأعراض الجلطة الدماغية، وأهمية التوجه إلى أقرب مركز متخصص لعلاجها عند الشعور بأي أعراض، يعد أحد الأسباب الهامة لتأخر عدد المصابين الذين تم علاجهم، كما يجب توعية أطباء الطوارئ بأهمية علاج الجلطة الدماغية في الساعات الأولي وأهمية سرعه نقل المريض إلى أقرب مستشفي مجهز لذلك. 

وأشار أستاذ المخ والأعصاب، د.حسام صلاح، إلى أن كل ثانية تمر على الإصابة يفقد المريض ٣٥  ألف خلية مخية، وبالتالي فإن التعامل مع هذا المرض يحتاج إلى يقظة وسرعة في التداخل.
 
وأضاف أن  المشروع القومي الجديد لعلاج السكتات الدماغية في مصر من خلال وزارة الصحة؛ يهدف إلى دعم المستشفيات بالخدمة العاجلة، لعلاج هذا المرض في إطار دعم تدريب الكوادر الطبية وإنشاء وتجهيز وحدات متخصصة للتعامل السريع والمتخصص من كافة الأطقم الطبية داخل هذه المنشأة، لإنقاذ المريض ويتم من خلالها صرف عقار جديد يعمل على إذابة الجلطة وتقليص تداعيات ما بعد الإصابة بالسكتات الدماغية من خلال قرارات نفقة الدولة.

ويقول أستاذ المخ والأعصاب - ورئيس شعبة السكتة الدماغية بالجمعية المصرية، د.نبيل العجوز، إن الحملة تهدف إلى رفع التوعية بالإسراع في الوقت المستغرق بين دخول المريض المستشفى وبدء تلقي العلاج، وثانيا دعم تأسيس وحدات علاجية متخصصة للجلطات في المستشفيات، مما سيؤدي بشكل مباشر إلى نتائج أفضل وأسرع، والهدف الثالث والأهم هو زيادة الوعي حول الإدارة السليمة لهذا المرض في المجتمع وبين المتخصصين في الرعاية الصحية.