عاجل

إبراهيم المنيسي يكتب.. الأهلي مريض.. أرجوك أعطه هذا الدواء

إبراهيم المنيسي
إبراهيم المنيسي

هي بالفعل أزمة ، وليست مجرد هزة في النتائج تواجه الأهلي في مشاركاته الكروية التي اعتاد نادي القرن في أفريقيا على تحقيق المردود الأفضل فيها ، ومن هنا وجب التعامل معها بقدر من الجدية.

كان يمكن اعتبار خسارة بطل مصر فرصة إحراز اللقب الأفريقي في النهائي مجرد نتيجة مباراة فليس مضمونا لأي فريق مهما كانت قدراته واسمه الفوز بأي مباراة وأي بطولة يشارك فيها يبلغ خط النهاية منها لكن عندما يستمر الانخفاض الحاد فى مستوى الأداء مع فقدان الروح التي لطالما ميزت الأهلي وجلبت له البطولات، يصبح لاعبو الأهلى أمام ظرف من تحدي البقاء لهم.

 

نعم ؛ قد يصل الأمر إلى تحديد مصير الكثير من اللاعبين فى ظل اعادة التقييم والغربلة الواجبة مع فرصة القيد الشتوى في يناير المقبل فلا فرصة حاليا لاضافة جدد كما ان ضغط المؤجلات مع كثرة الاصابات وتوالى النتائج يعمق الجرح ويزيد من الام الجماهير.. ويؤزم الظروف.

 

قطعا ، المسئولية فى ازمة الأهلي  جماعية ما بين كل أطراف المنظومة الكروية بالنادي الذي يعد الرافد الأنشط فى مد المنتخبات الوطنية بأفضل وأكثر العناصر تاريخيا ومن ثم فإن هزته تعد أزمة عامة تستوجب التدخل السريع خصوصا عندما يكون الحل فى الجمهور.

 

الأهلي محتاج عددا من اللاعبين المميزين ذوي السمات الشخصية التى تحمل مقومات شخصية البطل ومعلوماتى  أن الادارة حسمت بالفعل التفاوض على ضم بعض من هؤلاء الجدد وبجانب هؤلاء يمتلك الاهلي ذخيرة هائلة من الصاعدين المميزين الذين يحتاجون للدفع بهم تباعا بجرأة  دون تردد لأنهم فى كل الأحوال يمتلكون تقديم ما هو أفضل مما يقدمه حاليا بعض اللاعبين الذين حصلوا على فرص كافية ولم يثبتوا جدارتهم بالاستمرار.

 

ولعل الفرصة السانحة للقيد الشتوى والذى يسمح لكل ناد باستبدال ماشاء من لاعبين بقائمته تتيح للأهلى فرصة ضم العدد المناسب من لاعبين جدد اذا ما تمكن من إبرام صفقاته  لكن ربما كانت ظروف القائمة الافريقية التى سجل فيها كارتيرون قبل رحيله ٢٣ لاعبا تحول دون التوسع فى صفقات جديدة حاليا انتظارا لاستكمال عملية البناء صيفا.. لكن علينا مراعاة أن الأزمة فى الأهلى ليست فنية فقط لكن هناك أبعادا أخرى للأزمة.
 

نعم أزمة الاهلي معنوية بدرجة كبيرة فالقصور الفني ولو وجد لدى بعض اللاعبين فإنه لا يمكن وحده ان يحقق هذا التراجع كما ان المدرب الفرنسي باترس كارتيرون تم الاستغناء عنه وبقي اللاعبون الذين عليهم مواجهة مصيرهم لكن القلق والضغط العصبي والتوتر كلها تكبل حركتهم وتنال من تفكيرهم خصوصا عندما يظهر البعض منهم فاقدا السمات الشخصية اللازمة لتمثيل ناد بحجم وقيمة الأهلي.
 

جمهور الأهلي وحده قادر على "تفويق" فريقه  وإعادة الحماس لأوصال لاعبيه سواء فى التدريبات او المباريات  لكن حتى هذا الجمهور على أهمية حضوره يحتاج لمزيد من الوعى ومجابهة اى محاولات لدى البعض لاستغلال الحدث والخروج عن المسار الطبيعي ..وهنا تبدو المخاوف فى محلها وتحتاج لكل طرف الاضطلاع بدوره.. فالجمهور الحريص على مساندة فريقه ومساعدته على النهوض عليه أن يحول دون استغلال أحد لموقفه وغضبه ويوجه دفته لما هو  يضر النادى ولا يفيده.

 

الأهلي على وشك التعاقد مع مدرب أجنبي كبير وحسم بعض الصفقات لتدعيم صفوفه ابتداء من يناير وإدارته تعكف على مراجعة كل الجوانب وتصحيح كثير من الأخطاء معترف بها و بجدية كافية من  الكابتن محمود الخطيب رئيس النادى مع عودته من رحلته العلاجية الأحد المقبل ويبقى الدور الأهم لتخليص اللاعبين الحاليين من الحمل الثقيل من الضغط العصبي والتوتر الرهيب وهو لدى جمهور الأهلى القادر بوعيه وحماسه وغيرته على فريقه أن يعيده لجادة صوابه.. هذا ما يحتاجه الأهلى سريعا فى تدريباته ومبارياته ليعود بالقوة التى تخدم موقف النادى ومصلحة المنتخبات الوطنية التى تزداد قوتها مع قوة الأندية خاصة أن الزمالك يسير باتجاه ايجابي يستحق عليه التحية والاشادة كجناح مهم للكرة المصرية التى تحتاج لعلاج الجناح القوى والرئيس الاخر ..ولضبط المزاج الشعبي العام لأكثر أندية الشرق الاوسط شعبية.
 

الأهلي مريض بالتوتر الشديد..ارجوك اعطه هذا الدواء : الجمهور.