قصص وعبر| الرضيع يكشف خيانة أبوه

 أرشيفية
أرشيفية

لحظات مثيرة.. تختلط فيها مشاعر الفرحة بالألم والترقب في آن واحد خلال استقبال أول مولود لاسيما إذا جاء بعد انتظار، ليضفي معنى جديد للحياة الزوجية، لكن كان لهذا الأب رأيا آخر حيث تجرد من كل مشاعر الأبوة، وجرى في عروقه دم أزرق، وترك زوجته بصحبة والدتها داخل المستشفى، وظل بمنزله ولم يكن يعلم بأن ولي العهد الذي تولد فيه الفرحة من رحم الألم سيكون سببا في كشف خيانته مع إحدى الساقطات.

متحدث كأشهى مايكون الحديث، وله في كل قلب تقدير، وعلى كل لسان كلمة إعجاب من فرط أدبه وتعامله، ليبدو كزوجا مثاليا، وبعد فترة من الزواج وقعت المفاجأة على رأس زوجته كالصاعقة، بعدما اكتشفت علاقاته المشينة بإحدى الساقطات، ونشبت بينهما المشاكل، وباءت كل محاولاتها معه الفشل، وإثناءه عن تلك العلاقات لكن دون جدوى فلم تجد منه غير الإهانة والاعتداء عليها بالضرب وتهديدها بطردها من المنزل، وخلع ثوب الطيبة والوجه البرئ ليظهر على حقيقته.

لم تجد غير والدتها تشكو لها بدموع وحزن من سوء معاملته وعلاقاته النسائية المتعددة، فما كان من الأم إلا أن تتهمها بالكذب والافتراء عليه فالجميع يعرفه بحسن الخلق والاحترام، تسلل اليأس داخل الزوجة، وتحملت قسوته وجبروته، واستسلمت للأمر الواقع على أمل بأنه سوف تغيره الأيام أو عندما تضع مولودها الذي يتحرك داخل الأحشاء.

ومرت أيام الحمل كثقل الجبال إلى أن جاء اليوم الموعود، وشعرت بآلام الولادة، وانطلق أنينها تستغيث بوالدتها التي هرولت مسرعة تطلب من الزوج اصطحابهما إلى المستشفى، وبصوت ناعم وبمكر الثعلب يعتذر للأم، حيث إنه مرهف المشاعر ولم يقدر أن يتحمل رؤية زوجته وهي تتألم في أثناء الولادة، وفضل أن يمكث بالمنزل ينتظر قدوم ولي العهد.

انذرفت دموع الزوجة كأنها جمرات تلهب وجهها ليس من ألم الولادة فحسب بل من تصرف زوجها وخداعه وعدم مصداقية مايقوله، انطلقت الزغاريد داخل المستشفى احتفالا بوصول ولي العهد، وهرولت والدة الزوجة مسرعة لإحضار بعض الأغراض والملابس الخاصة بالطفل تسابق قدماها الرياح، تعلو وجهها فرحة عارمة تحولت في لحظات إلى حزن وغبطة، حيث ازدادت دقات قلبها في الخفقان عندما وقعت عيناها على زوج ابنتها وهو في أحضان إحدى الساقطات داخل غرفة نوم ابنتها.


انعقد لسانها عن الكلام، تراود مخيلتها دموع وكلمات ابنتها التي كانت دائما ماتشكو لها من أفعاله ومعاملته لها ولم تصدقها، ترمقه بنظرات يشوبها سخرية وغلظة، وأخذت تلملم أغراض الرضيع وملابسه، وانصرفت بينما يلاحقها الزوج الخائن في محاولة لإرضاءها والاعتذار عما بدر منه إلا أنها لم تعيره أي اهتمام.

وبعد عودتها لمحت الابنة الدموع تترقرق في عين الأم التي أخذت تربت على كتفيها وانهمرت في البكاء تحني رأسها خفرا وحياء وهي تروي لها ما شاهدته وضبط الزوج في أحضان إحدى الساقطات، وقررتا الذهاب إلى محكمة الأسرة ورفع دعوى خلع من هذا الزوج زير النساء والذي تجرد من كل مشاعر الإنسانية والرجولة.